على الرغم إعلان الحكومة المصرية تنفيذها لخطة طموحه لتطوير وتنمية مدينة رشيد بالبحيرة، والتى تشمل ترميم المساجد والمنازل الآثرية التى تتميز بها هذه المدينة العريقة التى تضم أشهر الآثار الإسلامية فى مصر لتكون قبلة للسياحة العالمية، إلا أن تلك الخطط والبرامج لم تغير من الواقع شيئا جديدا فمازال الإهمال يضرب الآثار الإسلامية برشيد فى العمق ويهدد بقائها من الأساس ومنها منزل المناديلى بوسط المدينة المسجل لدى وزارة الآثار.
المنزل الذى يرجع تاريخ إنشاءه إلى القرن 18 تحول إلى مقلب للقمامة ومأوى للحيوانات الضالة وأصبح أيلا للسقوط، ووصل الأمر مؤخرا إلى سقوط أحد أعمدة المنزل الأثرية مما ينذر بوقوع كارثة محققة بانهياره فى أى لحظة على رؤوس المواطنين.
"اليوم السابع " اقترب من المشهد أكثر لرصد تفاصيله المختلفة.
البداية مع أحمد السمرى المحامى واحد أهالى رشيد الذى أكد على وجود حالة من العشوائية فى اتخاذ القرار وعدم الاكتراث بالمواقع الأثرية التى تمثل تراث إنسانيا فريدا، مضيفا أن سوء حالة منزل المناديلى برشيد واقتراب انهياره يعكس مدى التردى الذى وصلت إليه الآثار الإسلامية بالمدينة رغم المبادرات المتواصلة خلال السنوات الماضية لإنقاذها.
وأوضح السمرى أنه تواصل مع وزارة الآثار وكذلك القيادات التنفيذية بمحافظة البحيرة للقيام بدورهم فى هذا الشأن، ولكن لا حياة لمن تنادى.
فيما قال وليد الكفراوى، أحد أهالى رشيد أنه من المفارقات العجيبة أن يكون هناك توجيهًا للقيادات التنفيذية خلال مؤتمر الشباب العام الماضى بالاهتمام باثار رشيد الإسلامية وترميمها ولا نرى أى جديد على أرض الواقع، وتكون الأولوية لتطوير الكورنيش وإنشاء مراسى نهرية بدلا من إنقاذ المبانى الأثرية المهددة بالانهيار.
وأضاف أن المنازل الاثرية التى كانت تميز مدينة رشيد انخفض عددها بسبب انهيارها وعدم ترميمها مثل منزل "درع" المجاور لمنزل المناديلى بوسط المدينة، وكذلك منزل المناديلى الذى كان يضم 3 طوابق تم هدم طابقين منه لسوء حالته المعمارية.
وأوضح الكفراوى أن عمليات ترميم منزل المناديلى توقفت منذعام 2010 وأصبح مقلبا للقمامة وتصدعت أركانه وسقط أحد أعمدته مما ينذر بالانهيار التام فى أى وقت وفى ظل غياب تام للمسئولين.
فيما قال إبراهيم عبدالله صاحب أحد المحلات المجاورة لمنزل المناديلى أن ما يحدث لهذا المنزل العريق هو مأساة بمعنى الكلمة، موضحا أن جميع المسئولين تخلوا عن دورهم فى إنقاذ هذا المنزل الاثرى من الانهيار حتى أصبح مقلب "زبالة لأبناء المنطقة" ولا تعرف عنه وزارة الآثار شيئًا.
وطالب أشرف خميس أحد الاهالى الوحدة المحلية باقامة حواجز على منزل المناديلى لمواجهة التعديات المستمرة على هذا المنزل الاثرى الذى يعتبر من أهم الآثار الإسلامية برشيد وكذلك لحماية المارة وسكان المناطق القريبة منه، كما طالب المسئولين بتطوير كافة المناطق المحيطة بالمنازل الاثرية وإصدار قرارا بمنع مرور السيارات بها وجعلها للمشاه فقط، وذلك حماية لهذه الآثار ومنع تصدعها.
من جانبه، أكد الخبير الأثرى سيد حمام، المدير السابق لمنطقة آثار رشيد على أهمية تلك المنازل الاثرية والتى يبلغ عددها 22 منزلا اثريا يرجع تاريخها إلى القرن 18 والتى تضفى طابعا مميزا لمنطقة وسط المدينة، مضيفًا أن منزل المناديلى الذى يقع فى شارع الشيخ يوسف ويعود للعصر العثمانى وأقيم المنزل على ثلاثة طوابق ويتميز المنزل بنقوشة الفنية المتفرده وزخارف الاسقف المميزه و أعمدتة الجرانيتية المختلفه.
وأوضح الخبير الاثرى أن صحن هذا المنزل مغطى بأقبية مروحية بعكس باقى المنازل الاثرية التى عادة ما تكون مكشوفة أو مغطاة بالخشب.
وطالب الخبير الاثرى سيد حمام بتوحيد الجهود الشعبية والتنفيذية لانقاذ المنازل الاثرية من الانهيار خاصة منزل المناديلى وكذلك مخاطبة المنظمات الدولية مثل منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة ومنظمة المنظمة الإسلامية للعلوم والثقافة "الإيسسكو" بالمساهمة فى ترميم الآثار الإسلامية برشيد باعتبارها من جزء من التراث الانسانى العالمى.
فى المقابل، أكد محمد التهامى رئيس منطقة رشيد أن منزل المناديلى كان ضمن خطة تطوير المناطق الاثرية لمدينة رشيد ولكن توقفت أعمال الترميم به منذ عام 2010 وذلك لعدم وجود تمويل كافى وتمت إزالة طابقين من المنزل بعد توثيقها لإعادة إقامتهما مرة آخر ى.
وأضاف أن هناك خطة متكاملة لترميم 13 منزل أثرى برشيد و تم إجراء دراسة قامت بها كلية الهندسة بجامعة القاهرة لتوثيق المعالم الأثرية بالمنازل وتم إسناد عمليات الترميم لإحدى الشركات التى قامت بالفعل بترميم عدد من المنازل ولكن قلة الموارد المالية كان عائقا أمام استكمال أعمال الترميم خاصة منزل المناديلى ومنزل درع الذى تم احلالة بالكامل عام 2004.
وأوضح مدير منطقة رشيد الأثرية أنه تم مخاطبة وزارة الاثار بالحالة التى وصلت اليه المنزل الاثرى وانهيار بعض اعمدته بسبب عوامل التعرية وجارى تنفيذ خطة عاجله لانقاذ المنزل الاثرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة