وائل السمرى

راغب عياد.. وطن فى رجل

الأربعاء، 12 ديسمبر 2018 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نحن نعرف أن مصر كانت فى منتصف القرن العشرين من أهم دول العالم رعاية للفن والفنانين، كما كانت حركتها الفنية تسير على قدم وساق مع الحركة الفنية العالمية، ويشهد على هذا إقبال العالم على شراء اللوحات الفنية المصرية التى يصل بعضها إلى عشرات الملايين، كما يشهد على هذا تهافت المتاحف العالمية على إقامة المعارض الفنية للفن المصرى الحديث، ونعرف أيضًا أن من أهم أسباب تقدم الفن المصرى الحديث هو إتاحة الفرصة لشباب الفنانين لمزيد من المعايشة الفنية ومزيد من الخبرة المعرفية والعلمية التى اكتسبوها من سفرهم إلى الخارج، لكن هل تعلم من هو السبب فى هذا؟
 
هو راغب عياد، فنان مصر الرائد الذى عاش مخلصًا للفن فحسب، مضحيًا فى سبيله بكل شىء، وتاريخ هذه الحكاية يعود إلى بدايات القرن الماضى حينما تخرج كل من راغب عياد ويوسف كامل من مدرسة الفنون الجميلة - كلية الفنون الجميلة فيما بعد- ضمن أول دفعة فى هذه المدرسة لكنهما اكتشفا أنهما بحاجة إلى مزيد من العلم، فاتفقنا فيما بينهما، على أن يسافرا إلى إيطاليا بالتناوب، أحدهما يعمل ويرسل الأموال لصديقه فى إيطاليا لينفق منها على التعليم، وحينما ينتهى من دراسته يعود إلى مصر ليعمل ويرسل الأموال لصديقه كل يكمل تعليمه.
 
اتفق الصديقان، مسلم وقبطى، على مشروع طموح يدعم مشروعهما الفنى والتعليمى، ونفذا الاتفاق، وحينما انتهيا من دراستهما وصلت أخبار هذا العمل الملهم إلى البرلمان المصرى، فناقش هذه القصة الملهمة بمزيد من النشوة والاحتفاء، ومن أجل هذا قررت الحكومة المصرية، تخصيص ميزانية سنوية للإنفاق على البعثات الفنية المصرية، فأسهم «راغب عياد» عمليا فى تعليم، جيل بأكمله.
 
لم تقتصر مجهودات عياد فى نشر العلم وتحديث البنية الفنية لمصر على هذه القصة، فقد أسهم راغب عياد بشكل مباشر فى إنشاء الأكاديمية المصرية بروما، وهى الأكاديمية التى نفتخر بها حتى الآن، وقد أرسل عياد خطابًا إلى السفير المصرى فى روما يحثه على أهمية بناء «أكاديمية مصرية» فى روما على غرار ما تفعله الدول الكبرى، فأرسل السفير هذا الاقتراح إلى الحكومة المصرية التى وافقت عليه واتفقت مع إيطاليا على صفقة تتبادل فيها الدولتان قطع الأرض، ثم أنشأت الأكاديمية التى مازالت تمارس دورها التنويرى حتى الآن.
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة