تعرف على رواية "مدام بوفارى" التى تسببت فى محاكمة صاحبها

الأربعاء، 12 ديسمبر 2018 08:00 م
تعرف على رواية "مدام بوفارى" التى تسببت فى محاكمة صاحبها جوستاف فلوبير
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تمر اليوم ذكرى ميلاد الكاتب الفرنسي الشهير جوستاف فلوبير 12 ديسمبر 1821 والمشهور لدى الجميع بتأليفه رواية (مدام بوفاري) 1856، والتي أثارت ضجة عند نشرها، رضت كاتبها للمحاكمة بتهمة إفساد الأخلاق والقيم العامة.

تاريخ طويل من المحاكمات تعرض لها الروائيون من قبل فلوبير وبعده، لعل آخرها في مصر محاكمة الكاتب الروائي أحمد ناجي عن روايته استخدام الحياة، حيث حكمت المحكمة بسجنه سنتين قضى منهما سنة في السجن قبل أن تتم تبرئته.

لكن ما الذي قاله جوستاف فلوبير كي تتم محاكمته في عام 1857 دعونا نتعرف على الرواية.

وتدور أحداث الرواية حول الفتاة إيما بوفاري ، وهي فتاة جميلة ومثقفة عاشت على قراءة القصص والروايات ونسجت أحلامها من أبطال الروايات التي كانت تقرأها ، حلمت بالحياة الفارهة والعيش في القصور لما فيها من سهرات وحفلات وبذخ .

كانت إيما تدرس في الكنيسة ولكنها زهدت الحياة هناك، فانتقلت للعيش مع أبيها في الريف وهناك التقت الطبيب شارل بوفاري وهو الرجل الذي تزوجته وأخذت منه لقبه، كان الطبيب يترد على والدها القس لمعالجته وهناك رأى الفتاة الجميلة فأسره حبها وتقدم للزواج منها .

وتبدأ الرواية، لمن لم يقرأها، بدخول الفتى شارل بوفاري، إلى مدرسته، روان الداخلية، وهو في سن أكبر من طلبة صفه، ويقود منظره الريفي وكبر سنه المعلم والطلبة للاستهزاء به. ثم ينقل إلى دراسة الطب، ويتخرج بعد عثرات، ويفتتح عيادة في (توست) وتزوجه أمه من أرملة ثرية متقدمة في السن ومريضة في الخامسة والأربعين من عمرها.

يستدعى شارل لعلاج قسيس في بروتو، كسرت ساقه وكان ثريا، وهناك يرى ابنة القسيس (إيما)، والتي قادته إلى حيث يرقد والدها. وقد بدت أنها تكره الريف والعيش فيه، وكانت تلقت دراسة في رعاية راهبات الأورسلين حيث تعلمت دروساً في الرقص والرسم وعزف البيانو والجغرافيا.

تموت زوجة شارل الأولى، فيطلب يد إيما من الأب روو والذي كان يود أن يكون صهره أكثر غنى من شارل، وبعد استشارة الأب لابنته توافق ويوافق الأب كذلك. ويتزوج شارك وإيما في عرس باذخ ثم يعودان إلى توست، وقد بدت عقدة إيما النفسية، التي ربما نشأت من اعتقادها بأنها قبل الزواج قد دفعت إلى الحب لكنها لم تحصل على السعادة المترتبة على حبها، حتى أنها توهمت أنها على خطأ، فتساءلت: ماذا تعني عبارات النشوة والعاطفة والهيام التي قرأت عنها في الكتب!

وبدلا من أن تنصرف إلى العناية بالزوج والبيت، صارت تسترجع ذكرياتها في سنين طفولتها 13 سنة. عندما دخلت الدير وأقبلت على العبادة والإجابة عن الأسئلة الدينية الصعبة لكن مع اقترابها من السادسة عشرة فقد حدث انقلاب في نظرتها إلى الأشياء، فنفرت من المناظر الريفية الهادئة، واتجهت إلى نقيضها – المثيرة – وصارت تبحث عن العاطفة أكثر من بحثها عن المنظر ! وصارت تعجب بأبطال وبطلات الكتاب الكلاسيكيين ولاحظت الراهبات أنها أخذت تفلت من رعايتهن، بعد أن كن قد بالغن في مواعظهن لها وأسرفن في تلقينها الاحترام للقديسيين، وفي ازجاء النصح في اخضاع الجسد ولم تأسف الراهبات على خروجها من الدير عندما جاء أبوها وأخرجها منه.

وتجد إيما لذة عند عودتها إلى مزرعة أبيها، في إصدار الأوامر للخدم، ولكنها حنت إلى الدير ثانية، وحتى وهي في أيام شهر العسل الأولى كانت تتمنى أن تكون تلك الأيام في أماكن أخرى مثل اسكتلندا أو سويسرا، ومع رجل من النبلاء لا مع شارل! ورغم قبولها بالزواج به، تتمنى لو التقت مرة واحدة نظراته بخواطرها ورؤاها.

فالأمور بينهما كانت تسير على النقيض، حيث كلما ازدادت الألفة بينهما ازداد شعورها بالانطواء الروحي وزادت الهوة بينهما. إذ ترى أن حديثه سطحي ولا يعرف المسرح أو الموسيقا ولا يعرف شيئاً ، ولا يطمع في شيء.

ورأت إيما أن زواجها من شارل لم يتح لها تحقيق ما تتطلع إليه من آمال لأن حياته تسير على نمط واحد، دون إثارة أو تغيير. كما أنها لم تجد أنها حرة في مصروف البيت، إذ اتهمتها حماتها بأنها – إيما – ميالة إلى تبذير دخل ابنها. حاولت إيما أن تقنع شارل بأنها تحبه، فكانت تغني له بعض الأناشيد العاطفية التي حفظتها، لكن انفعاله لم يختلف قبل الانشاد أو بعده ! كان يقبلها في مواعيد محددة، وكأنه يمارس عادة من العادات ! ويصل بها الانفعال إلى أن تقول يا إلهي لماذا تزوجت ! ولعل دعوة شارل وإيما إلى فوبيسار لزيارة مركيز أورفيليه، والذي أجرى له شارل عملية صغيرة كانت ذات أثر كبير في تلبية رغبة إيما إلى توقها لرؤية ما هو جديد وعظيم ! وبخاصة في هذا القصر الفاخر، الذي رأت فيه ما يروقها من البذخ سواء بالأثاث الفاخر أو الوجوه المترفة أو في المائدة العامرة، التي عرفت فيها للمرة الأولى أصنافاً من الطعام والفاكهة. وأسعدها أن استقبلها الماركيز وزوجته، ورقصت خلال الحفلة مع (الفايكونت).

وقد ظلت تؤرخ لذكرى الحفلة بانقضاء الأسابيع التي تلتها. بدأت جذوة الحب تخمد من جانب إيما لزوجها، وصارت تتوق إلى الأجواء المخملية، حلمّا منها بأن تكون واحدة من بنات تلك الطبقة. كانت إيما من النوع الذي يزهو في الحصول على الأشياء القريبة وتطمح إلى ما بعدها. كانت تبحث عن عالم اللذات والانفعالات العنيفة، وتتمنى الحصول على الشيء وضده! بينما كان شارل ماضيا في خدمة مرضاه والارتحال يوميا لزيارتهم. لذا ملت إيما الحياة الرتيبة في روان، ومرضت، وعندما أخذها إلى طبيب آخر نصحه أن يغير مكان إقامته وبالفعل رحلت الأسرة إلى مكان آخر (أيونفيل) وإيما حامل بابنتها.

وصل شارل وإيما إلى القرية الصغيرة واستقبلهما فيها الصيدلي هوميه وأقام احتفالاً لهما في الفندق الوحيد (الأسد الذهبي)، وأعدت لهم حفلة عشاء، وعلى مائدة العشاء جلس أربعة أشخاص، شارل، إيما والداعي هوميه، وفتى من المدينة شاب جميل يعمل كاتبا عند كاتب العدل أعزب يدرس القانون في باريس. هو (ليون)، الذي وافق على رأي إيما عندما طرحت مسألة السأم التي يصاب بها الإنسان نتيجة وجوده في مكان واحد. والذي أعجبه قبل ذلك جمالها ومظهرها الأنيق وعندما انشغل شارل وهوميه بتناول الطعام، بدأ ليون يتبادل الأحاديث العامة مع إيما، التي بدا لها أنه شغوف بالخيال ويحب المناظر الطبيعية، وبخاصة تلك التي حدثه عنها ابن عمه الذي سافر إلى سويسرا، ووجد كل من إيما وليون أشياء مشتركة بينهما على مدى ساعتين من الحديث أثناء العشاء !










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة