مؤتمر الحديد بدبى: الإجراءات الحمائية بالدول الكبرى تؤدى لأخرى مماثلة عالميا

انطلقت فى دبى، اليوم الثلاثاء، فعاليات مؤتمر "ميتال بوليتان للصلب فى الشرق الأوسط"، والذى ينعقد بمدينة دبى بدولة الإمارات العربية المتحدة، خلال الفترة من 10 إلى 13 ديسمبر 2018، وبحضور عدد من كبير من كبار شركات وصناع الحديد فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والعالم.

 وقال جورج متى، رئيس قطاع التسويق بشركة "حديد عز"، إن تزايد الإجراءات الحمائية فى الدول الكبرى سيؤدى إلى اتخاذ إجراءات مماثلة حول العالم، موضحًا أن حجم تجارة الصلب العالمية والذى يمثل ما لا يقل عن 29% من الإنتاج العالمى، 463 مليون طن فى العام الماضى، وما قامت به الدول الكبرى، مثل أمريكا، من إجراءات حمائية ضد واردات الصلب بها، سوف يتسبب فى قيام دول عديدة حول العالم فى اتخاذ إجراءات مماثلة لحماية صناعتها المحلية.

ولفت جورج متى، خلال كلمته أمام المؤتمر، إلى أن حجم واردات الولايات المتحدة من الصلب يمثل 7.5٪ من التجارة العالمية 34.6 مليون طن فى العام الماضى، بالإضافة إلى أنها تمثل 6.2% من حجم الاستهلاك العالمى للصلب، فإن التأثير المحتمل على أسواق الصلب الأخرى سيكون أكثر حدة، وكنتيجة لتلك الإجراءات فقد انخفضت وارداتها من الصلب بنسبة 12% خلال الـ9 شهور الأولى من العام الحالى، وإذا استمر هذا الاتجاه حتى عام 2019، فإن الأسواق المستوردة الأخرى، خاصة التى لا تضع إجراءات حمائية، سيكون عليها أن تستوعب تحول مسار تجارة الصلب إليها، مؤكدًا أن هذه الإجراءات لها أضرار كبيرة على التجارة العالمية، وكما قال مدير عام منظمة التجارة العالمية "عندما نبدأ السير فى هذا الطريق سيكون من الصعب جدًا العودة مرة أخرى".

وأكد جورج متى، أن تأثير إجراءات الحماية جاء بالولايات المتحدة سريعًا ومؤثرًا حيث أعقبها وبشكل فورى اتخاذ إجراءات حماية مماثلة على الفور فى الاتحاد الأوروبى وتركيا ومنتظر أن تتخذ دول الاتحاد الأوراسى نفس الإجراءات قريبًا.، وبلغ حجم تجارة الصلب المتضررة من تلك الإجراءات حوالى 150 مليون طن، والتى تمثل 33% من التجارة العالمية، وتحول تلك التجارة المتضررة سيشكل خطرًا على صناعة الصلب بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث سيسعى المصدرين إلى إيجاد أسواق بديلة بعد إغلاق أسواق الاستيراد الرئيسية أمامهم، وبالطبع مع افتراض أن صادرات الصين من الصلب ستظل عند مستوياتها الحالية والتى تبلغ 75 مليون طن.

ولفت إلى أن حجم المعروض من منتجات الصلب ارتفع فعليًا خلال الـ9 شهور الأولى من العام الحالى بالمقارنة بنفس الفترة من العام السابق له، حيث تقدر منظمة الصلب العالمية زيادة الإنتاج بنسبة 4.7%، وكنتيجة لتحسن الإنتاج العالمى للصلب فقد انخفض حجم الطاقات الإنتاجية الغير مستغلة، وظلت معدلات الاستخدام لطاقات انتاج الصلب السائل عالمياً أقل من 80٪ فى العام الماضى وبشكل أكبر حدة فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث تراوحت معدلاتها ما بين 40% و69%، حيث ينشغل المنتجون بالمنطقة بتحديث مصانعهم ويكافحون فى نفس الوقت للتنافس مع الواردات من فوائض الإنتاج العالمية.

وارتفع متوسط أسعار واردات الصلب بأمريكا بما يقرب من 200 دولار للطن هذا العام بعد فرض 25٪ على واردات الصلب فى أبريل الماضى، وعلى النقيض من ذلك، شهدت الأسواق المعتمدة على التصدير مثل الصين وروسيا ارتفاعًا فى الأسعار المحلية بمقدار 75 دولارًا فقط للطن، وساهمت المعدلات الكبيرة للرسوم الحمائية فى رفع المنتجين المحليين لأسعارهم فى ظل غياب المنافسة الفعالة من الواردات ذات الأسعار المنخفضة.

وأشار جورج متى، إلى أن الفوارق اتسعت بين أسعار السوق الأمريكية ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق بالنسبة لحديد التسليح، فقد كان الفارق السعرى بين متوسط سعر البيع بأمريكا ومصر حوالى 87 دولار للطن - قبل الضريبة - في الربع الأول من  هذا العام ولكن هذا الفارق ارتفع الي حوالى 176 دولار للطن خلال الربع الثاني، وفى الوقت نفسه، فإن الفروقات تكون أكثر وضوحًا عندما نقارن أسعار مسطحات الصلب المدرفلة على الساخن بالمنطقة على أساس أسعار واردات السعودية مع الغرب الأوسط  بالولايات المتحدة.

وبشكل عام، فى الفترة الماضية ومنذ أن أصبحت الرسوم الحمائية التى تبلغ 25٪ فعالة، ارتفع الفارق مع الولايات المتحدة إلى 356 دولارًا للطن، وهو ما يتناقض مع المتوسط السائد فى السابق وهو 180 دولارًا للطن، وفى الوقت نفسه، يواصل العجز التجارى فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا انخفاضه، بينما الطلب فى ازدياد.

وفى ظل التسعير التنافسى للصلب، وخاصة فى قطاعات المسطحات مثل مسطحات الصلب المدرفلة على الساخن، بالإضافة إلى تزايد الانتاج، ترتفع الحصة السوقية للمصدرين للمنطقة، غير أن المنتجين فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا غير قادرين على مضاهاة ربحية المنتجين فى الدول المصدرة لهم والتى تحمى صناعتها وتدعمها.

ورغم تحسن الطلب على الصلب إلا أنه لم يكن على مستوى التوقعات، ولكنه خرج أخيرًا من حالة الكساد التى دامت خلال الـ3 سنوات الماضية، حيث أن التسارع فى النمو الاقتصادى بالمنطقة، من 1.3٪ فقط فى عام 2017 إلى 2.7٪ هذا العام قد ساهم فى تحسن الطلب على منتجات الصلب، ومن المتوقع أن يرتفع الطلب على الصلب بنسبة 2.8 ٪ هذا العام.

وعقدت مع بداية الفعاليات، ورشة عمل تحضيرية، وتطرقت إلى التكنولوجيا الحديثة التى تحقق كفاءة وجودة وربح أكبر لصناعة الصلب حيث تركز على أحدث أنواع التكنولوجيا التى يمكن استخدامها فى إنتاج الصلب، وجلسة أخرى حول استراتيجيات النمو لعام 2019 وكيفية استغلال صناعة الصلب بالشرق الأوسط لتحسن أسواق الصلب وكيفية التعامل مع الاتجاه للتدابير الحمائية، وما هى الأسواق التى تستدعى الانتباه.

وتطرق المؤتمر إلى الاتجاه لـ"الحمائية" فى الدول الكبرى وهل يكون أكبر من مجرد للتجارة العالمية، وما مدى تأثر الأسعار بتلك الإجراءات الحمائية، وما هى الخيارات الاستراتيجية المتاحة أمام المنتجين المحليين بالمنطقة، وما تأثير ارتفاع أسعار النفط على صناعة الصلب بالمنطقة وكيفية استفادتها منها، وما وضع إيران من ذلك.

وعرض المؤتمر نظرة عامة عن أهم المشروعات المخططة بالمنطقة ومدى تأثير تحسن أسعار النفط على حجم المشروعات وما هى الخطط خلال العشر سنوات القادمة، والرؤية المستقبلية لعام 2019 وهل تستطيع ماكينة لحام البليت زيادة الطاقة الإنتاجية وما هى مميزاتها.