"فيس بوك" فضاء مثالى لتحريك متظاهرى فرنسا.. دور خفى للمجموعات على المنصة لتحريك نشطاء "السترات الصفراء".. نيويورك تايمز: الموقع حشد المحتجين وسكب البنزين لحرق بلاد النور.. وخبراء: قرارات مارك انعشت الاحتجاج

الثلاثاء، 11 ديسمبر 2018 11:07 م
"فيس بوك" فضاء مثالى لتحريك متظاهرى فرنسا.. دور خفى للمجموعات على المنصة لتحريك نشطاء "السترات الصفراء".. نيويورك تايمز: الموقع حشد المحتجين وسكب البنزين لحرق بلاد النور.. وخبراء: قرارات مارك انعشت الاحتجاج مظاهرات فرنسا- أرشيفية
كتب عبد الوهاب الجندى - أحمد علوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لعبت المجموعات على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" دورًا أساسيًا فى تطور حركة "السترات الصفراء" فى فرنسا.

وأصل الحركة يكمن فى زيادة أسعار المحروقات وتسجيل فيديو على فيس بوك انتشر بسرعة، وتنتقد امرأة مجهولة تدعى ماكلين مورو فى التسجيل "السيد ماكرون" وتدين "مطاردة سائقى السيارات".

 

2017_6_27_4_12_57_953

وعندها، بدأ سائقو السيارات الفرنسيون الغاضبون بناء صفوفهم حول مجموعات على موقع فيسبوك من أجل تنظيم أول يوم من تعبئتهم فى 17 نوفمبر.

من جانبها قال صحيفة نيويورك تايمز إن موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك ساهم بشكل كبير فى حشد الآلاف فى شوارع فرنسا، والتى دعت لها حركة "السترات الصفراء" التى خرجت للتظاهر وإغلاق الطرق العامة اعتراضا منهم على سياسة الحكومة الفرنسية والرئيس إيمانويل ماكرون الذى قرر زيادة أسعار الوقود.

ويصف الصحفيون حركة السترات الصفراء بأنها حلقة بدأت على فيسبوك فيما يسمى "مجموعات الغضب"، وولدت احتجاجات عنيفة فى عدة بلدان فى العالم، واستخدمت فى تحركاتها  موقع التواصل الاجتماعى، وذلك عبر مجموعات صغيرة لامركزية فى شوارع باريس ليواصلوا العنف.

2018-12-07T172113Z_132972876_RC14BB6C28A0_RTRMADP_3_FRANCE-PROTESTS
 

 

وتم حشد مجموعات الغضب فى أكتوبر بعد أن تلقت طلبات التجمع والحشد على موقع شينج دوت أورج، بشأن الضرائب على الوقود انتشاراً داخل ضاحية باريسية صغيرة.

وقالت نيويورك تايمز الأمريكية إن الحشد عن طريق فيسبوك، والذى بدأ منذ 4 أسابيع  تسبب فى مقتل ثلاثة أشخاص ، وأصيب مئات آخرون، وتم اعتقال الآلاف.

وأشارت إلى "أن الشبكة الاجتماعية سكبت البنزين على حريق كان فى فرنسا منذ الأيام الأولى لرئاسة ماكرون"، وتم اعتقال ما يقرب من 1400 شخص خلال عطلة نهاية الأسبوع ، حسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز.

فى السياق ذاته قال تريستان منديس فرانس استاذ الثقافات الرقمية فى جامعة باريس ديدرو لوكالة فرانس برس إن "فيسبوك هو الفضاء المثالى لازدهار هذا النوع من التحركات غير المنظمة فى بنية محددة وتدور حول نواة بدون ممثل حقيقى لها"، وأضاف أن فيسبوك "مثلهم لا مركز له بل يعتمد على مجموعات".

وتنوع المجموعات الموجودة على فيسبوك ينطبق على خلفيات أعضائها المتنوعة مثل مطالبهم.

2018-12-07T172421Z_1562660272_RC12D05F3230_RTRMADP_3_FRANCE-PROTESTS
 

وتقول كلوى تيسييه التى تدير مجموعة "سائقو السيارات الغاضبون فى نورماندي" على موقع التواصل الاجتماعى التى تضم نحو خمسين ألف عضو، إن "فيسبوك يفيدنا فى كل شيء من الحصول على معلومات إلى الاتفاق وتنظيم الصفوف والاجتماع".

وتضيف "عندما نقوم بنصب حاجز وتنقصنا مواد لإضرام نار أو نحتاج إلى مواد غذائية، نضع رسالة على صفحة المجموعة على فيسبوك فيصل شخص ما بسرعة لجلب المطلوب".

وعندما حاول محتجو "السترات الصفراء" الاتفاق على لائحة مطالب، شكلت استطلاعات الرأى التى يؤمنها فيسبوك أحدى أدواتهم المفضلة.

وتشير تيسييه إلى أن الشبكة الاجتماعية واسعة جدا وهى الأولى فى فرنسا و"تضم الكثير من المسنين".

ويشكل المتقاعدون جزءا مهما من حركة الاحتجاج بسبب شعورهم بالاستياء من زيادة الضرائب المفروضة عليهم.

رأى أوليفييه ارتشيد الاستاذ الباحث فى علوم المعلومات فى جامعة نانت (غرب) "لو لم يكن فيسبوك موجودا، لما بلغ هذا الاستياء الاجتماعى هذا الحجم من حيث الشكل".

لكنه اعتبر أن المنصة "يجب ألا تشكل سوى مرحلة لعرض الشكل" تسمح "ببدء عمل سياسي".

2018-12-08T075412Z_493762733_RC15E2EC3960_RTRMADP_3_FRANCE-PROTESTS
 

 

من جهة أخرى، قال خبراء أن تغيير الخوارزميات الذى قرره مارك زوكربيرج فى بداية السنة لعب دورا كبيرا فى انتعاش حركة الاحتجاج.

فهذه الحركة تقلص إمكان رؤية الصفحات أى المضامين التى تنشرها وسائل الإعلام التقليدية، وترجح كفة ما تنشره المجموعات والأشخاص والأخبار المحلية.

وأوضح أوليفييه ارتشيد أن "المشاعر المرتبطة بالغضب هى الأكثر انتشارا على المنصة".

لكن منديس فرانس رأى أن اعضاء المجموعات على فيسبوك يلتزمون حيال المعلومات التى ينشرها الأعضاء الآخرون حذرا أقل من تلك التى تنشرها وسائل الإعلام التقليدية.

وفى وصفها لنفسها كتبت مجموعة "مواطنون غاضبون" التى تضم 16 ألف عضو أن "السياسة كاذبة ووسائل الإعلام كاذبة".

ويرى الخبراء أن هذا الحذر ناجم عن انتشار "الأخبار الكاذبة"، ومنذ بداية التحرك انتشرت أخبار كاذبة بسرعة هائلة.

وآخر هذه الأخبار الكاذبة نشرات تشير إلى أن اتفاق الامم المتحدة حول الهجرة الذى يفترض أن يتم تبنيه فى المغرب الاثنين يشكل اعتداء على "سيادة فرنسا".

هذه المنشورات بلغ عدد مشاهداتها وتقاسمها مئات الآلاف من المرات.

وذكرت مديرة مجموعة "السترات الصفراء" النورماندية "نحاول أن نقوم بانتقاء ما ننشره بأكبر قدر ممكن من الدقة". وهى تعترف بأن المهمة شاقة مع وجود "بين 500 وألف منشور يوميا".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة