حذر عدد من أعضاء نقابة الأطباء البيطريين من خطورة النقل العشوائى للحوم المذبوحة داخل المجازر عبر عربات غير مجهزة، وغير مطابقة للمواصفات الفنية، مؤكدين أن هذه الظاهرة انتشرت بشكل كبير خلال الآونة الأخيرة، وتتسبب فى إصابة اللحوم بأمراض خطيرة تنقل للإنسان وتلحق به أضرارا مباشرة مهما كانت طرق طهى اللحوم بعد ذلك.
نقيب البيطريين السابق: العربات المستخدمة غير مطابقة للمواصفات الفنية
الدكتور سامى طه، نقيب الأطباء البيطريين السابق، أكد خلال تصريحات صحفية لـ"اليوم السابع"، أن هناك إشكالية تتعلق بفحص اللحوم ونقلها داخل مصر، لافتا إلى أنه مهتم بمتابعة القضية، وقام بدراسة تطورها منذ إقرار أول لائحة لفحص اللحوم فى مصر عام 1893 بعد عامين فقط من صدورها فى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1891، لافتا إلى أن المشكلة الرئيسية تتمثل فى أن صناع القرار لا ينظرون إلى المجازر على أنها مواقع صحية، ولكن ينظر لها على أنها أماكن للذبح والسلخ فقط.
وأوضح نقيب الأطباء البيطريين السابق، أن فحص الذبيحة يحب أن يتم وبداخلها كامل الأحشاء كالكبد والكلى والقلب والرئتين والجهاز الليمفاوى وغيرها من الأحشاء حتى يستطيع الحكم بصلاحياتها أما غير ذلك ومن غير ذلك لا يستطيع أى طبيب ولو كان أستاذ فحص لحوم أن يحكم بصلاحياتها، ولكن يستطيع الطبيب والمواطن العادى والمرأة فى البيت حينما تنظر إلى الذبيحة أن تحكم بفسادها حينما يكون هناك تغير فى اللون أو الرائحة.
عربات غير مطابقة للمواصفات تنقل اللحوم المذبوحة
وأوضح نقيب البيطريين السابق، أنه لا بد من فحص الحيوان قبل ذبحه، لأن هناك أمراضا يصاب بها الحيوان، ولا تكتشف بعد ذبح الحيوان، مثل السعار، والتيتاتنوس وجنون البقر، وهنا لا بد من فحص الذبيحة قبل وبعد، وهو ما يتحدث عنه قانون فحص اللحوم، والذى صدر فى عام 1986.
وأشار نقيب البيطريين السابق إلى أنه التقى بالدكتورة مها الرباط، وزير الصحة الأسبق، وتحدث معها عن المجازر التى يفترض أنها تتبع وزارة الزراعة، وكيف ينبغى النظر إليها بصفتها مواقع صحية، مشيرا إلى أنها اتصلت بوزير الزراعة آنذاك الدكتور أيمن أبو حديد، وقاما بأول زيارة للمجازر، مؤكدا على أن تحسين حال المجازر يحمى الناس من أمراض أخرى بعد الذبح مثل السل والبروسيلا والديدان الشريطية.
وأشار "طه" إلى أن هناك بحثا قامت به كلية الطب البيطرى، وأذاعه رئيس جامعة أسيوط، فى أحد المؤتمرات، أشار إلى أن الذبيحة المصابة بالدرن تنقل العدوى لما يقل عن 1000 مواطن، وعلاجهم يكلف الدولة ما لا يقل عن 2 مليون جنيه، وهناك أمراض مسجلة لا تقل عن 220 مرض.
وأشار نقيب البيطريين السابق إلى أن نقل الذبيحة يكون له اشتراطات خاصة وهى أن يتم النقل فى عربات مغلقة مزنكة أى مبطنة بالزنك للنظافة إذا كان المكان قريبا وإذا كان المكان بعيدا يشترط أن تكون مبردة، هذا بالإضافة إلى وجود تجهيزات بعينها داخل العربات حيث يجب أن يكون بداخلها ما يشابه سكة حديد علوية تعلق عليها الذبائح.
وأوضح "طه"، أن النقل العشوائى يتسبب فى أن اللحوم تمتص المعادن من الهواء وهذا أمر خطير حيث تسبب أمراض التسمم الدموى، كما أن المعادن الثقيلة تحل محل المعادن الأقل ثقلا فى الخلايا والرصاص يتسبب فى تأخر نمو العقل لدى الأطفال، كما أن آخر تقرير للمجالس القومية المتخصصة قبل إلغائها أن حوالى 40% يذبح خارج المجازر، مؤكدا أنه يجب أن يوكل للطب البيطرى مسئولية المجازر كاملة وليس الإشراف فقط فمعظم أمراض التلوث الغذائى تأتى من المنتجات ذات الأصل الحيوانى.
وأكد نقيب الأطباء البيطريين السابق، أنه حين يتم عرض الذبائح يجب أن نرى اللحوم كاملة لكن من وراء زجاج حتى يتم حمايتها من عادم الهواء، موضحا أن الكثيرين يتوهمون أن المجازر تتبع الطب البيطرى، ولكن الحقيقة أن المجازر تحت إشراف أطباء البيطرى لكن فى معظمها فإن المجازر تتبع وحدات الحكم المحلى، وكثير من المجازر فى مصر تحتاج إلى إصلاح كبير وإلى دعم مادى، وفى يوم ما كتبت لـ6 من وزراء مصر هم: الزراعة والبيئة والصحة والتنمية المحلية والداخلية والعدل، ولكن أحد الوزارات أقر وجوب نقل هذه المجازر إلى الطب البيطرى ثم يتم تجميع مجموعة مجازر صغيرة آلية حديثة نستطيع الاستفادة من 13 مخلف من مخلفات الذبح ونستطيع أن نشجع المستثمر أيضا، لأن المخلفات نفسها تمثل ثروة هائلة، لافتا إلى أنه زار مجازر فى أوروبا وفى آسيا وأمريكا الجنوبية والمجازر حقيقة فى هذه الدول أفضل من بعض المستشفيات فى مصر، لأنه ينظر إليها على أنها مجرد مواقع صحية وليست مكان للذبح أو السلخ فقط.
عضو نقابة الأطباء البيطريين: يجب وضع جدول بمواعيد النظافة والتطهير على العربات الناقلة
من جانبه قال الدكتور أحمد الغندور، عضو مجلس نقابة الأطباء البيطريين، أن نقل الذبائح الطازجة له معايير خاصة سواء كانت مذبوحة فى الحال أو مثلجة فالعربات الناقلة يجب أن تكون نظيفة وأن تكون دائمة التطهير، وهناك جدول يوضع على العربات بمواعيد النظافة والتطهير بالإضافة إلى معرفة اتجاه اللحوم من أين وإلى أين؟
وأوضح "الغندور" أن النقل العشوائى يكون خارج نطاق القانون مرفوض تماما، وهناك أطباء يتواجدون فى الشارع لضبط هذه الحالات واكتشافها، بالإضافة إلى لجان التفتيش التى ترصد هذه الحالات فى الشارع بالتعاون مع مباحث التموين، لافتا إلى أن النقل العشوائى يسبب تلوث اللحوم وخصوصا أن حالة اللحوم بعد ذبحها مباشرة تكون بيئة خصبة لكل أنواع البكتيريا وتصاب بالأمراض على الفور وبصفة خاصة البكتيريا الموجودة فى الهواء والتراب وتتسبب فى وجود أخطار كبيرة لأى شخص ومهما كانت طريقة طهى الطعام فلا يمكن التخلص من مثل هذه الأمراض وتسبب تسمم الأسرة المصرية.
أمين مساعد الأطباء البيطريين: العربات الناقلة يجب أن تكون مبطنة بالزنك
بدوره قال الدكتور على سعد على، الأمين العام المساعد لنقابة الأطباء البيطريين، إن نقل اللحوم بعد الذبح يتم من خلال سيارة لها اشتراطات صحية خاصة، لكن ما يحدث أن الجزار يصطحب حيواناته الحية فى السيارة النقل المكشوفة، للمجزر للذبح، وينقلهم بعد الذبح فى نفس السيارة، رغم أن وجود الروث الذى يعرض اللحوم للتلوث.
وشدد الأمين العام المساعد لنقابة الأطباء البيطريين، على أن السيارات التى تنقل اللحوم يجب أن تتوفر بها عدة اشتراطات، وأن تكون مغلقة، مع وجود طبقة من الزنك فى جدرانها، حتى تكون سهلة التنظيف، وغير قابلة للاحتفاظ بالملوثات، وفى حال نقل لحوم مبردة أو مثلجة لا بد أن تكون فى ثلاجة لا تقل درجة حرارتها عن -18، كما أن أغلب الدول توفر تلك السيارات وتنقل اللحوم لكافة الجزارين فى أماكن البيع الخاصة بها، مثل المملكة العربية السعودية، مطالبا بتوفير سيارة من جانب مجالس المدن، للحفاظ على صحة المواطنين، مقابل وجود رسوم يتم تحصيلها من الجزارين.
وأوضح الأمين العام المساعد لنقابة الأطباء البيطريين، أنه فى بعض الأحيان لا توجد سيارة لنقل الذبائح بل يتم عربات "كارو"، وأحيانا على الحمير مباشرة، متابعا: "شاهدت ذلك فى أحد المجازر التى كنت أشرف عليها حيث تتعامل بإهانة كبيرة مع الذبائح فالسيارات لا تتغير وتنقل كميات كبيرة من اللحوم باستمرار، كما أن وجود الروث والدم ليس هو الخطر الوحيد الذى يحيط باللحوم أثناء نقلها من المذابح فقط بل، إن استمرار الذبائح فى الطرق لفترات طويلة يجعلها عرضه للرصاص وعوادم السيارات والأتربة، وكل ذلك يغير من خصائصها ويفقدها قيمتها.
وأكد الأمين العام المساعد لنقابة الأطباء البيطريين، على أن كل ذلك قد يؤدى إلى الإصابة بالتسمم الغذائى الذى قد ينتهى بالوفاة فى بعض الحالات، والإسهال والقيء، بالإضافة إلى أن تراكم الملوثات وكثرة تناول اللحوم الملوثة لفترات طويلة تظهر أمراض مثل الفشل الكلوى.
عضو مجلس نقابة الأطباء البيطريين: تعرض اللحوم للأتربة يصيب الإنسان بالتيفود
فيما قال الدكتور شرف الدين فيصل، عضو مجلس نقابة الأطباء البيطريين، إن المجازر لا تتوافر لديها الإمكانات المادية التى تمكنها من توفير سيارات نقل مجهزة، لتوصيل اللحوم بشكل أمن لمنافذ البيع، مشيرا إلى أنه عادة ما يوفر كل جزار وسيلة نقل وفق إمكانياته.
كما أشار شرف الدين فيصل إلى النقل العشوائى يعرض اللحوم للأتربة، ويصيبها بالسلمونيلا، وتصيب الإنسان بالتيفود، والنقل لمسافات طويلة دون الاشتراطات الصحية يعرضها للعفن والتحلل، ويفقدها قيمتها الصحية، كذلك يغير من خصائها، لافتا إلى أن تنظيف السيدات للحوم فى المنازل بالمياه فقط غير كافى ولا يمكن أن يعالج الملوثات، كما أن الرصاص المصاحب لعودام السيارات من أخطر ما تتعرض لها اللحوم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة