"مات تاجر الموت" هكذا عنونت إحدى الصحف على خبر وفاة لودفيج نوبل الشقيق الأكبر لألفريد، وخلطت بين الشقيقين فى عام 1888، وكانت تلك طريقة الصحيفة للتنديد بألفريد نوبل لاختراعه الديناميت قبل 21 عاما، وما نتج عن نقله من ميدان الإنشاءات والمناجم إلى ساحات المعارك من مقتل وإصابة عشرات الآلاف بعاهات دائمة، بينما عنونت صحيفة أخرى الخبر: "الدكتور ألفريد نوبل الذى أصبح غنياً من خلال إيجاد طرق لقتل المزيد من الناس أسرع من أى وقت مضى توفى بالأمس".
العالم ألفريد نوبل
ألفريد حزن بشدة على قراءة خبر وفاة أخيه بهذه الشاكلة الاحتفالية، إذ إن اختراعه للديناميت كان للاستخدام فى الإنشاءات وليس القتل، وربما كان مرده لاعتقاده بالوجه الجيد والمفيد لاختراعه للديناميت، وثقته بالجانب الإنسانى لدى البشر أكثر من اللازم، إذا اعتقد أن استخدام الديناميت فى ساحات الحروب إنما هو مقدمة للسلام، فهو القائل: "إن العالم عندما يلاحظ مقدار القتل الذى يتسبب به استخدام الديناميت، وقدرته على إبادة جيش كامل فى معركة واحدة، سينزع بكل تأكيد نحو السلام".
ألفريد نوبل
حزن الفريد نوبل، تحول لهاجس، حول الإرث الذى سوف يتركه خلفه، وكيف سيتذكره الناس منذ واقعة الخبر الصحفى الخاطئ، وفى 27 من نوفمبر 1895، طلب من أصدقائه فى النادى السويدى النرويجى بباريس الذى أصبح لاحقاً وبعد انفصال النرويج عن السويد فى عام 1905، وإلى يومنا هذا، يسمى النادى السويدى، أن يوقعوا على النسخة المعدلة الثالثة والأخيرة من وصيته.
إحدى حفلات جوائز نوبل
بعد الضرائب والوصايا للأفراد، قام ألفريد بتخصيص نحو 94% من ثرواته واستثماراته البالغة أكثر من 31 مليون كرونة سويدية (حوالى 1712 مليون كرونة سويدية بلغة الأرقام اليوم)، لتأسيس 5 جوائز تمنح سنوياً دون تمييز فى الجنس أو الجنسية للشخص "الذى قدم أكبر منفعة للبشرية" فى مجالات: الكيمياء، الفيزياء، الطب أو علم وظائف الأعضاء، والأدب، أما الجائزة الخامسة فتمنح للفرد أو الجماعة الذين قاموا بأكبر خدمة للسلام الدولى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة