قافلة علماء الأوقاف بمحافظة المنيا: الإسلام يرسخُ التعايش السلمى بالمواطنة

الجمعة، 09 نوفمبر 2018 10:00 م
قافلة علماء الأوقاف بمحافظة المنيا: الإسلام يرسخُ التعايش السلمى بالمواطنة القافلة الدعوية لوزارة الأوقاف الموجهه لمحافظة المنيا
كتب - إسماعيل رفعت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أدت القافلة الدعوية لوزارة الأوقاف الموجهه لمحافظة المنيا، برنامجها الدعوى، حيث قام أعضاء القافلة بالحديث عن أخلاق الرسول: ” نبي الرحمة (صلى الله عليه وسلم) كما يجب أن نعرفه”.
 
أكد الدكتور هشام عبد العزيز وكيل وزارة الأوقاف للمساجد وشئون القرآن الكريم، أنه مع مقدم شهر ربيع الأول من كل عام يحتفل المسلمون بذكرى ميلاد سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ؛ محبّةً ، وتعظيمًا، وتوقيرًا ، وإجلالًا له (صلى الله عليه وسلم) ، وإنّ من أوجب الواجبات ، وأقوى شواهد المحبة ، أن نعرّف الناس بسيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ؛ ذلك أنّ بعض الناس لا يعرفون النبيّ (صلى الله عليه وسلم) المعرفة التي تليق به ، وتتناسبُ مع مكانته (صلى الله عليه وسلم).
 
وأشار إلى أن القرآن الكريم تحدث عن النبي (صلى الله عليه وسلم) حديثًا كاشفًا عن مكانته وأخلاقه وكثيرٍ من جوانب حياته (صلى الله عليه وسلم) , فهو نبي الرحمة , حيث يقول الحق سبحانه: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}, ويقول سبحانه: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}، موضحا أن رحمة النبي (صلى الله عليه وسلم) لم تكن خاصة بالمؤمنين فحسب ؛ بل إن الرحمة التي امتلأ بها قلب النبي (صلى الله عليه وسلم) شملت المؤمن والكافر ، والبر والفاجر ، والطائع والعاصي ، والإنس والجن ، بل وجميع المخلوقات ، وفي ذلك يقول الحق سبحانه: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} .
 
أكد الشيخ صلاح السيد عطية عضو المراكز الثقافية، أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يعفو عمن ظلمه ، ويعطي من حرمه، ويصل من قطعه ، ويحسن إلى من أساء إليه ، ولا أدل على ذلك مما حدث يوم الطائف، والذي كان أشدّ الأيام صعوبة على النبي (صلى الله عليه وسلم) ، فقد كذبه أهل الطائف إلى الحد الذي حدا بأمين وحي السماء جبريل (عليه السلام) أن ينزل بأمر من ربه (عز وجل) ومعه مَلَك الجبال مُستأمرًا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في أن يُوقع بهم العذاب، ويجيب الرحمة المهداة (صلى الله عليه وسلم) قائلًا: (بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلاَبِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ، لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا)، وعندما قيل له (صلى الله عليه وسلم): ادع على المشركين قال: (إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً).
 
وأشار إلى أن مظاهر رحمته (صلى الله عليه وسلم) لم تقف عند حدود البشر على اختلاف عقائدهم فحسب ؛ بل اتسعت لتشمل الحيوان والطير وكل المخلوقات.
 
أكد الدكتور محمد أحمد حامد عضو الإدارة العامة للفتوى وبحوث الدعوة، أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان بأقواله وأفعاله وجميع أحواله تطبيقا عمليًّا للمنهج الرباني الذي أراده الله (عزو جل) للبشرية ، فكان (صلى الله عليه وسلم) قرآنا يمشي على الأرض كما وصفته أم المؤمنين السيدة عائشة (رضي الله عنها).
 
وأضاف أن رسالة النبي (صلى الله عليه وسلم ) رسالة رحمة وأمن وسلام للبشرية جمعاء، فدينه (صلى الله عليه وسلم) دين يرسخُ أسس التعايش السلمي بين البشر جميعًا ، يحقن الدماء كل الدماء ، ويحفظُ الأموال كل الأموال ، على أسس إنسانية خالصة ، دون تفرقة بين الناس على أساس الدين ، أو اللون ، أو الجنس ، أو العرق ، فكل الأنفس حرام ، وكل الأعراض مصانة ، وكل الأموال محفوظة ، وكل الأمانات مؤداةٌ لأهلها .
 
وأكد الشيخ إبراهيم أحمد عبدالمحسن إمام وخطيب بمديرية أوقاف بني سويف، أن مظاهر الرحمة والإنسانية التي امتلأ بها قلب النبي (صلى الله عليه وسلم) لا تقف عند حدّ المعاملات اليومية مع الآخرين وفقط ، بل كانت ممتدة وواضحة الأثر في التشريعات التي جاء بها , وكان من انسانيته تكريمه (صلى الله عليه وسلم) للمرأة بعد أن عاشت عصورًا من القهر والظلم والظلام ، مسلوبة الإرادة من ممارسة أدنى حقوقها الإنسانية، فجاء بشريعة منحتها الحقّ في الميراث بعد أن كانت هي نفسها تورث ، وجعلت لها الحقّ في التصرف والتملك ، واختيار الزوج ، وجعل لها من التشريعات ما يكفل لها كرامتها أمًّا ، وبنتًا ، وأختًا ، وزوجةً ، بل جعل رعايتها ، والعناية بها ، وحسن التعامل معها طريقًا إلى الجنة.
 
وأكد الشيخ عبدالفتاح سليمان، أن من مظاهر الإنسانية في شريعته (صلى الله عليه وسلم) رفقه بعموم المسلمين من أمته ، فكان (صلى الله عليه وسلم) إذا سمع بكاء الصبي الصغير في المسجد يعجل في صلاته رحمة بالطفل ، وشفقة بأمه ، فكان (صلى الله عليه وسلم) يقول: (إِنِّي لَأَدْخُلُ فِي الصَّلاَةِ وَأَنَا أُرِيدُ إِطَالَتَهَا، فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ، فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلاَتِي مِمَّا أَعْلَمُ مِنْ شِدَّةِ وَجْدِ أُمِّهِ مِنْ بُكَائِهِ)، بل ضرب النبي (صلى الله عليه وسلم) أعظم الأمثلة في الإنسانية على مرِّ التاريخ، وهذه الإنسانية التي أسكنها الله (عز وجل) قلب نبيه (صلى الله عليه وسلم) أكبر دليل على سماحة الإسلام ، ورحمته ويسره ، وهذا أدعى لنتراحم فيما بيننا.
 
وأكد الشيخ محمد إبراهيم الدسوقي، أن من مظاهر العظمة والإنسانية والرّحمة في شخصية النبيّ (صلى الله عليه وسلم) التعامل الأخلاقي الراقي  مع مخالفيه ، فقد عاش النبيّ (صلى الله عليه وسلم) – عشر سنوات في المدينة – قائدًا لمجتمع يتعايش فيه المسلمون مع غيرهم من أصحاب الديانات الأخرى، وعلى الرغم من أنّ غير المسلمين كانوا يمثلون الأقلية في هذا المجتمع ، فإنّ النبيّ (صلى الله عليه وسلم) قد أنصفهم غاية الإنصاف ، وعاملهم معاملة إنسانية لا تفرقة فيها بين مسلم أو غير مسلم ، فالجميع يتمتع بكافة الحقوق الإنسانية .
 
 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة