أسدل الستار على الانتخابات النصفية الأمريكية بنتائج متوقعة استعاد فيها الديمقراطيون أغلبيتهم فى مجلس النواب، مع تعزز الجمهوريين سيطرتهم على مجلس الشيوخ. لكن هذه النتائج سيكون لها تأثير بالتأكيد على المسار الذى ستذهب فيه السياسة الأمريكية خلال الأعوام القادمة.
ورصدت مجلة "تايم" الأمريكية عدد من الدروس المستفادة من هذه الانتخابات كالتالى:
1- حملة الانتخابات الرئاسية 2020 تبدأ فورا وستكون مجنونة.
صحيح أن الانتخابات الأخيرة لم يكن بها تصويت على دونالد ترامب ، لكنها نتائجها بالتأكيد تبعث برسالة، فقد ظل الرئيس الأمريكى يمثل قلب العاصفة. وكان لهجماته الأخيرة على قوافل المهاجرين والجدل الذى أثاره بشأن اقتراح إلغاء منح الجنسية للمولودين فى أمريكا دورا فى جعل الهجرة موضوعا ساخنا للناخبين الجمهوريين.
وقد جمع ترامب بالفعل أكثر من 100 مليون دولار لحملة إعادة انتخابه فى الوقت الذى لم يحصل فيه الديمقراطيين إلا على تبرعات صغيرة.
النائب الجمهورى كريس كولينز
2- الديمقراطيون يعيدون بناء أنفسهم لكنهم يفتقرون للنجوم
تركز اهتمام الديمقراطيين على ثلاثة مرشحين هم ستاسى أبرامز فى جورجيا وأندرو جيلوم فى فلوريدا وبيتو أوكوك فى تكساس، وخسر الثانى والثالث بينما لا يزال الأمر لم يحسم بعد لأبرامز. فى المقابل، فإن المرشحين الذين يخوضون السباق لأول مرة نجوا فى المجالس التشريعية للولايات وفى مجلس النواب ليمثلوا بذلك إعادة بناء للحزب بعد خسائر متعددة فى إدارة أوباما.
3- الخريطة الانتخابية تتغير بالتأكيد لكن ليس بشكل واضح.
فالفوز السهل الذى حققه السيناتور الديمقراطى تيم كين فى فرجينيا أظهر أنها أصبحت بقدر كبير ولاية زرقاء الآن، بينما يبدو أن ولاية أوهايو تحولت للجمهوريين بعد فوزهم الكبير فيها.. وتشير السباقات الحامية فى ولايات أريزونا وجورجيا وتكساس إلى أنها قد تصبح ولايات متأرجحة. بينما يثير فوز الديمقراطيين فى ميتشيجان وويسكونسن وبنسلفانيا أسئلة حول ما إذا كان ترامب يستيطع تكرار فوزه بفارق ضيق فيها كما حدث عام 2016.
4- تناقض هائل بين الحزبين فى الناحية الديموجرافية:
فقد أسفرت هذه الانتخابات عن سلسلة من الأوائل: أصبح جارد بوليس أول مثلى يتم انتخابه حاكما لولاية، وأصبحت كلا من تشاريس ديفيدز وديبرا هالاند أول سيدتين من الأمريكيين الأصليين يتمم انتخابهما فى الكونجرس، وإلهان عمر ورشيدة طليب أول مسلمتين، وجميعهم ديمقراطيين.
النائبة الديمقراطية الهان عمر
وكان هناك حالات مشابهة لدى الجمهوريين، أول سيدة تتولى منصب حاكم ثاوث داكوتا، وأول سيدة تصبح سيناتور من تنيسى. لكن انتصارات الديمقراطيين تشير إلى أن الحزب يتبىى التنوع على النقيض من الجمهوريين.
5- لا يهتم الناخبون إذا كان السياسيون يواجهون اتهامات بارتكاب جرئم:
فقد تم انتخاب السيناتور الديمقراطى بوب مينيندز عن ولاية نيوجيرسى رغم مواجهته محاكمة فساد فيدرالية فى عام 2017. وفاز النائب الجمهورى عن نيويورك كريس كولينز رغم اتهامه فى قضية متاجرة داخلية فيدرالية. وفاز الجمهورى دونكان هانتر فى كاليفورنيا رغم اتهامه بانتهاك تمويل الحملات الانتخابية.
6- الناخبون يحبون القنب والنواب يحبون عائداته:
فقد أصبحت ميتشيجان الولاية العاشرة فى أمريكا والأولى فى الغرب الأوسط تقنن الماريجوانا الترفيهية، وقالت حاكمتها التى أعيد انتخابها إنها ستبحث إلغاء السجلات الإجرامية للمدانين بجرائم تتعلق بالماريجوانا فى الماضى. وتم تقنين الماريجوانا الطبية أيضا فى ميسورى ويوتاه.
النائبة رشيدة طلبيب
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة