يحيى فؤاد الشلقانى يكتب: موعد مع الرحيل "4"

الخميس، 08 نوفمبر 2018 04:00 م
يحيى فؤاد الشلقانى يكتب: موعد مع الرحيل "4" فراق- أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هنا الكل يحاول الهروب من العمل بالمطبخ بالنوم فى أى ركن أو الحصول على طعام مما لا يرونه فى حياتهم العادية هو طعام أهل القرى السياحية ومعظمهم من الأجانب، الحقيقة صعبت على نفسى لأول وهلة لأنى قد ارتضيت بذلك، لكن عدت أتذكر بحماس ما قمنا بالتعاهد عليه ورغم أنى شعرت بجرح فى كرامتى وإهانة،   خصوصاً بعدما تعرفت لاحقاً على مجموعة من الشباب القاهرى يعملون فى أماكن خارج نطاق المطبخ، فقاموا بمعتابتى لأنى وافقت على العمل المطبخ ووافقت على راتب زهيد رغم بعد المسافة عن القاهرة فكانت هناك نقطة مهمة فإن فى مجال السياحة يستطيع أى إنسان أن يبدأ من الصفر حتى يثبت نفسه سريعاً و يصل إلى أعلى المناصب .

 

أول ما قابلته خلال وقت العمل كثرة المشاكل والإزعاج وعدم التفاهم مع قائدى الصعيدى والذى يحب أن يتشاجر دائماً مع فتى لا يتعدى 15 عاماً من محافظة قنا ويعيش فى مدينة سفاجا ويعمل معنا  فى الوقوف على ماكينة الغسيل الأتوماتيكى الواشينج ماشين وذلك لصغر سنه، وطبعاً شهامتى ثارت فقمت بالتصدى له اعتراضاً على معاملته للفتى.. لولا أن بعض الزملاء وقفوا حائلاً بيننا وكنت أريد أن ألقنه درساً فى كيفية التعامل مع زملائه.. و بدأ يستهدفنى فى أعمال شاقة انتقاماً لثورتى عليه.

 

مرت الثوانى والدقائق سنوات طويلة فى أول أيام حياتى بالقرية .. وأخيراً انتهت الوردية الطويلة وعدت فى ميكروباص العاملين إلى الفندق حيث فوجئت بوجود سند الشيف الذى كان زميلاً فى الحافلة التى أقلتنا سوياً من مصر وقد قرر الرحيل عائداً إلى القاهرة بعد أن يقوم بقضاء وقت ترفيهى ويستجم بالغردقة، وحينما سألته لماذا الرحيل؟ أجاب بأنه لم يعجبه الراتب.. تخيلى يا حبيبتى كم المرتب الذى لم يعجب الشيف سند 500 جنيه.. كما أنه شعر بالحقد فى عيون زملائه من الشيفات الآخرين خوفاً من أن وجوده قد يؤثر على وجودهم  .

وهكذا ذهبت لأستريح فى غرفتى و حاولت النوم لكنى فشلت .. وبالمناسبة أنا صليت الفجر وحيداً فى العمل فجر يوم 2/9/1991 وكنت قد تعرضت لسخرية بعض الزملاء أثناء الصلاة لأننى أبدو مثل الشباب الخنافس بتلك السلسلة الفضية التى يرتديها فى رقبته .

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة