على مدار الأربعة أيام الماضية، استضاف مدينة شرم الشيخ منتدى شباب العالم، تحت إشراف وبمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى، ويمكن اعتبار أن النتائج الإيجابية والمميزة لهذا المنتدى استعراضه لمحور الشخصية المصرية، من خلال الأعمدة السبعة التى تمثل الشخصية المصرية.
الأمر لم يقتصر على مجرد استعراض لملامح الشخصية المصرية ذات التاريخ الطويل الممتد لآلاف السنين، ولكن تم توثيق هذا الأمر من خلال متحف الأعمدة السبعة للشخصية المصرية.
فكرة متحف الأعمدة السبعة والتى كانت من محاور منتدى الشباب مقتبسة من كتاب الراحل ميلاد حنا، وتناول فيه الشخصية المصرية وكيف تكونت؟
المحاور السبعة للشخصية المصرية
1- نحن أحفاد الفراعنة
أول الأعمدة التي تقوم عليها الشخصية المصرية، حيث يعتز بها المصريون لما تمثله من حضارة ضاربة في القدم، وأول حضارة مكتوبة عرفها التاريخ، أسست أول دولة وتوصلت إلى فكرة التوحيد ووجود حياة أخرى بعد الموت والبعث من جديد والحساب.
والتجمعات البشرية فى مصر بدأت قبل 40 ألف عام لكن التاريخ بدأ تسجيله فى قبل 5 آلاف عام بتوحيد مصر العليا والسفلى وتأسيس أول أسرة حاكمة فى التاريخ المصرى بقيادة الملك مينا.
2- حضارتنا الفرعونية ممزوجة بالفلسفة اليونانية الرومانية
يتمثل العمود الثانى للشخصية المصرية فى الانتماء للعصر اليونانى والرومانى، فقد أثرت حضارة اليونان فى مصر ونقل اليونانيون الكثير عن الحضارة الفرعونية، واستفادت مصر من الأبجدية الإغريقية واندمجت مع اللغة المصرية القديمة لتظهر بعد ذلك اللغة القبطية والتى تكونت تدريجيًا قبل ظهور المسيحية.
وفى هذه الفترة من التاريخ الطويل، أصبحت مصر ولاية رومانية بعد هزيمة كليوباترا عام 30 قبل الميلاد، وظلت مصر ولاية رومانية ثم بيزنطية لمدة 7 قرون مع ذلك احتفظت مصر بالطابع الإغريقى واللغة الإغريقية الرسمية
3- أثرتنا الثقافة القبطية
هو الانتماء القبطى، حيث ابتكرت مصر فكرة الرهبنة، ولعبت الكنيسة المصرية أدوارًا بالغة الأهمية فى نشر المسيحية وصياغة الفكر المسيحى وتأكيد استقلال الكنيسة وابتعادها عن السياسة.
ومصر تحمل مكانة شديدة الخصوصية فى الديانة المسيحية كونها المكان الذى لجأت إليه العائلة المقدسة ولكونها مهد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية التى تأسست فى منتصف القرن الأول الميلادى وفى القرن الثانى عشر كانت انتقلت الكنيسة القبطية من الإسكندرية إلى القاهرة واستمرت فى قيادة المذهب الأرثوذكسى الشرقى، وتوسعت الديانة المسيحية إلى العديد من الدول خاصة فى أفريقيا.
4- عززتنا الطقوس الإسلامية
الانتماء للإسلام كدين وثقافة وقد حدث مزج وتداخل بين المسيحيين والمسلمين يمثل ركيزة للرقيقة الحضارية المهمة والأخيرة من رقائق الحضارات الأربعة التي صاغت شخصية مصر.
الفتح العربى جلب معه دين جديد هو الإسلام وللمرة الثانية فى تاريخها غيرت مصر دينها وهذه المرة أعاد الدين تشكيل الشخصية المصرية بطريقة لم تحدث من قبل، ولم تتحول مصر للإسلام وحسب بل لعبت دورا كبيرا فى نشره حول العالم.
5- انتشار اللغة العربية أحدث ثورة فى أدبنا
انتماء مصر العربي، حيث كان سكان شبه الجزيرة على اتصال بشعب مصر منذ زمن يسبق عصر قيام الأسر الفرعونية، بالإضافة إلى الهجرات العربية بعد الفتح الإسلامي لمصر وأثرها في تعريب مصر، من جانب آخر تقبل الأقباط اللغة العربية وبرعوا فيها.
وخلال هذه الفترة، تم إنشاء عاصمة جديدة هى الفسطاط، ولكن تم حرق الفسطاط على يد الصليبيين وتم إنشاء عاصمة جديدة هى القاهرة عام 986 لتصبح أكبر وأرقى المدن فى الإمبراطورية العربية وربما فى العالم
6- نحتضن عادات البحر المتوسط
بعد جغرافى يرتبط بانتماء مصر الأصيل للبحر المتوسط فأغلب الحضارات التى مرت على مصر جاءت عبر المتوسط، بداية وصول الإسكندر الأكبر لمصر الذى مثل تحولا كبيرا فى التاريخ المصرى حيث أطاح بالحكم الفارسى القصير المضطرب الذى بدأه قمبيز الثانى فى 525 قبل الميلاد، وأسس بطليموس الأول وريث الإسكندر الدولة الهلينية والسلالة البطلمية والتى حكمت لمدة 300 عام ورغم فرض اللغة وأسلوب الحياة الإغريقية إلا أن السلالة البطلمية كانت تحكم كفراعنة مصريين ويتبعون التقاليد الدينية المصرية.
وكانت الإسكندرية هى العاصمة لمصر والمركز العالمى للتجارة والثقافة فيما ظلت اللغة الإغريقية هى اللغة الرسمية حتى الفتح العربى
7- نقع فى قارة أفريقيا وننتمى إلى دول حوض النيل
انتماء مصر جغرافيًا وحضاريًا لأفريقيا عبر نهر النيل وتيارات الهجرة الوافدة على مصر عبر التاريخ. وكان للكنيسة المصرية حضور وتأثير كبيران فى أفريقيا كما لعبت مصر عبد الناصر أدوارًا مهمة فى دعم حركات التحرر الوطنى.
جغرافية مصر تجعل البلاد جزء من قارة أفريقيا التى يعرف عنها أنها مهد البشرية وانتقل منها البشر شمالا حتى مصر ومنها سيطروا على الأرض، وفى مصر وجد البشر المناخ المثالى والأرض الخصبة والمياه المتوفرة فكانت الوصفة المثالية لإنشاء الحضارة، وكان الاستقرار فى وادى النيل حجر الأساس فى إنشاء الشخصية المصرية.. المسالمة الصبورة والرضية والراقية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة