الهجرة من القرية إلى المدينة أصبح حلم يراود الكثير من الشباب الطامعين فى فرصة عمل بدلا من العمل فى الزراعة، إضافة إلى اعتقادهم أن حالتهم المعيشية ستتحسن ويحققون ما يريدونه من الحصول على المال وتوفير الحياة الكريمة، فبدلا من أن يحققا حلمهما بالحصول على المال الذى سعى وراءه من القرية أستقر بهم الحال داخل زنزانة حجز السجن فى انتظار حبل المشنقة بعد أن ضاعت أحلامهما هباء منثورا.
" الفلاحة والزراعة ما بقتش تأكل عيش ولا تعمر بيوت، أعمل أيه وأنا شغال فى مكان الناس اللى فيه كلها عشتها مرتاحة، الفلوس قدامى وايدى مش طايلاها، وأحنا مكنش قصدنا نقتل هو اللى قدر خلص "، هذه كانت كلمات " مصطفى.ع " 26 سنة عامل زراعى خلال تحقيقات النيابة العامة التى أحالته لمحكمة الجنايات هو وصديقه وشريكه فى الجريمة بتهمة القتل العمد المقترن بالسرقة.
وأضاف المتهم، أنه يعمل عامل زراعى داخل المجمع السكنى " كومبوند " الذى وقع به الحادث، مضيفا أنه أتى من قريته باحثا عن فرصة عمل أفضل ليكون نفسه ويتزوج، موضحا أنه من عائلة فقيرة لا تمتلك أرض فى قريته، وأنه غير يعمل فى أى جهة آخرى ما دفعه إلى القدوم إلى المدينة، للبحث عن أى عمل يستطيع من خلاله تكوين نفسه للزواج.
وأوضح الجانى، أنه بعد أن حصل على العمل كعامل زراعى داخل المجمع السكنى الذى وقعت به الجريمة اعتقد أن مشاكله انتهت، موضحا أنه فوجئ أن مشكلته لم تنته، وأصبح عليه إرسال مبالغ مالية لأسرته فى القرية مساعدة لهم، وأنه لم يستطيع توفير أى شئ من احتياجاته خلال تلك الفترة، مضيفا أنه كان يشاهد سكان هذا المجمع السكنى الذى لا يقل أى فيلا به عن 10 مليون جنيه، بالإضافة إلى ثراء كل من يسمن هناك، لافتا إلى أنه اختمرت فى ذهنه فكرة السرقة.
ويستكمل مصطفى، أنه اغرى زميله فى العمل بنفس المجمع السكنى، "عمر.م " 22 سنة عامل زراعى، والذى كان يعانى من نفس مشكلته، بأن يقوما بسرقة أية فيلا داخل " الكومبوند" وتقسيم حصيلة السرقة بينهم، ويتركا العمل بعدها دون أن يعمل عنهم أحد شيئا، لافتا إلى أن زميله المتهم الثانى لم يتردد فى الموافقة، وأهما اتفقا على سرقة هذه الفيلا بالتحديد لعلمهما بثراء أصحابها جدا بالإضافة إلى علمهما أنهما المجنى عليه وزوجته فى سن متقدم وأنهما يسكنا بمفردهما وأنهما لن يجدوا من يقاومهما.
بينما يقول المتهم الثانى، أنهما فى يوم الواقعة تسللا إلى داخل الفيلا لعملهما بمداخلها ومخارجها، مضيفا أنهما أحضرا حبال ولاصق وقاما بتكبيل زوجة المجنى عليه فور دخولهما إلى الفيلا، بالإضافة إلى وضع لاصق على فمها حتى لا تصرخ ويفتضح أمرهما، مشيرا إلى أنهما عقب خروجهما من الفيلا بعد استيلائهما على ما بها من مبالغ مالية ومصاغ وأجهزة كهربائية، فوجئا بالمجنى عليه زوج السيدة المكبلة، فقاما على الفور بطرحه على الأرض واعتديا عليه بالضرب المبرح وأصاباه بعدة طعانات متفرقة فى الجسد، وقاما بتكبيله هو الآخر ووضع لاصق على فمه حتى فارق الحياة وفرا هاربين.
وكانت محكمة جنايات أكتوبر، المنعقدة بالعباسية، أجلت نظر محاكمة عامل، بتهمة القتل العمد المقترن بالسرقة لرجل مسن داخل مسكنه بدائرة ثالث أكتوبر، والاعتداء على زوجته بقصد سرقة المبالغ المالية التى بحوزتهم بالإضافة إلى سرقة محتويات الفيلا سكنهم، وفروا هاربين، إلى جلسة 26 نوفمبر القادم للحكم.
البداية كانت بتلقى ضباط مباحث ثالث أكتوبر بلاغا من أحد أفراد الأمن بكومبوند سكنى بدائرة القسم، بواقعة قتل داخل إحدى الفلل السكنية داخل محل عمله.
على الفور انتقل ضباط مباحث القسم إلى مكان الواقعة، وتبين من خلال الفحص الأولى وفاة أحمد وحيد، 65 سنة، متأثرا بجراحه، كما تبين أيضا إصابة زوجته إصابات بالغة بعد تكبيلها بالحبال وتكميمها من قبل مجهولين، وتبين سرقة مبالغ مالية ومحتويات المنزل.
وبإحراء تحريات المباحث، وجمع المعلومات اللازمة، تبين أن مرتكبى الواقعة كلا من "مصطفى.ع " 26 سنة عامل زراعى، و "عمر.م " 22 سنة عامل زراعى، يعملان داخل الكومبوند، وبإعداد الأكمنة اللازمة تم ضبط المتهمين أثناء أختبائهما بأحد المنازل بقريتهما.
بمواجهتهما اعترفا بارتكابهما الواقعة بقصد السرقة، وتم بإرشادهما ضبط المسروقات والمبالغ المالية المستولى عليها، تم تحرير المحضر اللازم بالواقعة، وتمت إحالته إلى للنيابة العامة، التى أحالتهما لمحكمة الجنايات بتهمة القتل العمد المقترن بالسرقة عقب انتهاء التحقيقات.