كريم عبد السلام

رسائل منتدى شباب العالم من شرم الشيخ «1»

الثلاثاء، 06 نوفمبر 2018 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منتدى شباب العالم فى نسخته الثانية، وجه مجموعة من الرسائل المهمة إلى مختلف دول العالم، تتعلق بالاقتصاد والسلام والتعايش والعلاقات بين دول العالم المتقدم والدول الفقيرة فى أفريقيا وأمريكا اللاتينية والأمن المائى فى أعقاب التغير المناخى، ودور القوة الناعمة فى مواجهة التطرف الفكرى والإرهاب، وآليات بناء المجتمعات بعد الحروب والنزاعات وتمكين الأشخاص ذوى الإعاقة، ودور الفن والسينما فى تشكيل المجتمعات، وتأثير مواقع التواصل الاجتماعى على المجتمع، والعالم الرقمى كمجتمع مواز وتأثيره على الواقع.
 
5 آلاف من شباب 145 دولة تجمعوا فى مدينة السلام بمصر ليناقشوا أوضاع العالم المختلفة وليخرجوا برسائل وتوصيات يرونها مهمة لإنقاذ عالمنا، مما يعانيه والاتجاه نحو عالم أفضل وأكثر عدالة وأكثر إنسانية وأقدر على الصمود فى وجه أشكال التدمير المختلفة، وهنا لا نتكلم فقط عن الحروب والنزاعات كشكل فج من أشكال تدمير الحياة على الأرض والحضارة المتراكمة منذ مئات السنين، ولكن هناك من أشكال التدمير للإنسان ومنجزاته ما يعتبره البعض جزءا من الحضارة والمدنية، مثل تأثيرات العالم الرقمى الموازى والاحتباس الحرارى واستراتيجيات نشر الفوضى فى الدول المستقرة.
 
سيعود هؤلاء الشباب إلى دولهم محملين بخبرات جديدة اكتسبوها من مصر، ووجهة نظر تجاه كل ما يحدث فى العالم من حولهم، لم يكونوا مدركين لها فى السابق، وسيتحول شباب 145 دولة إلى سفراء لوجهة النظر التى ترجو عالما أكثر عدالة وإنسانية واستقرارا، كما ستكون الكلمة المشتركة بين هؤلاء السفراء الجدد المرشحين لأدوار مهمة فى بلادهم هى «مصر» أو مدينة السلام التى شهدت كيف تكونت لديهم المعرفة الجديدة التى يعملون على نشرها بحماس الشباب.
 
فى مواجهة شكوى أوروبا والولايات المتحدة وكندا من تدفق المهاجرين عليهم، ووسط الجدل الدائر بين قادة أوربا وأمريكا حول التعامل الأمثل مع هؤلاء المهاجرين الهاربين من غياب الحياة فى بلدانهم الأصلية، خرجت رسالة من منتدى شباب العالم بشرم الشيخ تدعو إلى بناء الجسور بين الشمال والجنوب، فرغبة الدول الأفريقية الفقيرة مثلا فى مساعدة العال الأول لها، ليس ابتزازا ولكنه تكريس لمصلحة الطرفين وتدشينا لعالم أكثر أمنا واستقرارا، لأن الحقيقة المجردة أن الغرب هو المسؤول عن إفقار أفريقيا وأمريكا اللاتينية من خلال آليات الاستعمار الجديد ومنها سياسات الاحتواء والسيطرة واستنزاف الموارد الطبيعية وصناعة طبقات حاكمة موالية فى بلدان الجنوب، وكذا نشر الفوضى فيها لضمان يقائها أسيرة التخلف حتى تظل منجما وبئر بترول وسوقا، بينما الدول الصناعية الغربية الكبرى تبتعد بالمعرفة والتكنولوجيا لتحقق لمجتمعاتها الرفاهية.
 
شباب العالم من شرم الشيخ تباحثوا حول الطرق المثلى للوصول لعالم أكثر استقرارا وعدالة، من خلال بقاء قوى الاستعمار الجديد من الشمال تجاه الجنوب، ومن ثم بقاء عدم الاستقرار والتخلف والفقر والمرض فى الجنوب، الأمر الذى يشكل موجات من الهجرات العشوائية نحو دول الشمال، أم أن الأصوب أن تغير الدول الغربية الكبرى استراتيجيتها وأن تعمل على المساهمة فى تنمية دول الجنوب، وفى مقدمتها الدول الأفريقية حتى تصبح بلدانا غير طاردة وقادرة على توفير الحياة المستقرة الآمنة والمزدهرة لشعوبها، وبالتالى ستتوقف موجات الهجرة نحو الشمال؟
 
تغيير الأفكار مسؤول عن تحولات المجتمعات إما إلى الأسوأ كما يحدث من خلال نشر قوى الاستعمار الجديد لأفكار الفوضى والتطرف فى بلداننا العربية الإسلامية، أو إلى الأفضل كما يسعى منتدى شباب العالم بشرم الشيخ إلى بلورة رسائل تدعم السلام والتعايش والعدالة والاستقرار فى العالم يحملها قادة المستقبل ويحيون بها فى بلدانهم حتى إذا ما تولوا يوما مناصب تنفيذية فى بلدانهم عملوا على وضعها حيز التنفيذ. 
وللحديث بقية






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة