فيديو وصور.. 29 عامًا من المخاطبات.. حكاية أسرة شرقاوية تبحث عن مستحقات الأب المتوفى بالعراق فى إصابة عمل.. الزوجة: "جوزى مات متغرب علشان لقمة العيش".. وابنه الأصغر: نطالب "الخارجية" بالتدخل لإعادة حق والدنا

"تغرب من أجل لقمة العيش، قالى هيسافر العراق زى غيره من المصريين فى تلك الفترة علشان يحسن من وضعنا المادى، ومكناش عارفين ما كان يخفيه القدر له، وتوفى بعد 4 شهور من سفره، فى إصابة عمل ولم نحصل على مستحقاته المالية منذ 29 سنة وحتى الآن".. بهذة الكلمات روت "عدلة عريان"، 73 سنة ربة منزل، والمقيمة فى مركز منيا القمح، فى محافظة الشرقية، معاناتها فى الحصول على مستحقات زوجها المتوفى فى دولة العراق سنة 1989.

قالت عدلة عريان: "زوجى كان مكافح من بداية زواجى منه، وكان يعمل فى شركة المقالون العرب، وعندما تزايدت الأعباء علينا من تربية الأبناء الستة هم "سامح وإيناس ومجدى ومها وهانى ورفيق" قرر أن يتغرب من أجلنا، وسافر للعمل فى شركة الأسمنت العراقية، سنة 1989، وأوصانى بتربية الأبناء وتعليمهم، وكأنه يودعنى، وبعدما سافر بأربعة أشهر، خاطبنا بأنه استلم العمل، وسوف يوفر كافة متطلباتنا، ولكن الحياة كانت قصيرة، حيث أصيب أثناء العمل، وتم نقله إلى مستشفى مركز سعدون فى العراق وتوفى بعد أيام من إصابته، وتم توثيق شهادة وفاته بدولة العراق، وبعد الوفاة أرسلت الشركة خطابا رسميا تخاطبنا فيه بأن مستحقات زوجى موجودة لديها، وعند محاولة السعى فى الإجراءات تصادف وقوع غزو العراق للكويت، ولم نتمكن من الحصول على شئ، حيث كان أبنائى صغارا ولم أتمكن من التواصل مع السفارة وفقدت الأمل.

رفيق يونس إسكندر تاضروس، 31 سنة، موظف بالشهر العقارى بمدينة الزقازيق، ونجلها الأصغر، قال لـ"اليوم السابع": "والدى سافر وعمرى كان 3 سنوات، حرمت من حنانه ولكن والدتى عوضتنى وحرصت على تعليمى وجميع أشقائى، وكانت بمثابة الأب والأم معا، وذات مرة كنا نتسامر مع أفراد الأسرة، وجاء بخاطرنا تجديد رحلة البحث عن حق والدى، فتوجهت بتاريخ 13 يوليو من عام 2014، عندما تقابلت مع السفير "مصطفى الرميلى" رئيس إدارة الشكاوى والتظلمات بوزارة الخارجية، وتقدمت بمذكرة بمطالبنا حملت الرقم 353 تتضمن المذكرة، ما يفيد ويثبت ورثة، "يونس إسكندر تاوضروس" وتم إرفاق كافة المستندات بالمذكرة، وتضمنت المستندات صورة جواز سفر والدى، وإذن عمل بدولة العراق فترة سفره، وخطاب من الشركة العامة للأسمنت العراقية، موجه لأسرة المتوفى يفيد بأن الإصابة كانت أثناء العمل وأن الشركة مستعدة لعمل كافة الإجراءات القانونية لدى الورثة، وخطاب من السفارة العراقية بالقاهرة، موجه إلى الأسرة فترة الوفاة، للحضور لإنهاء كافة الإجراءات القانونية، فضلا عن خطاب من الشركة يفيد تحويل مستحقات والدى إلى مصرف الرشيد فرع الزعفارنية بغداد بتاريخ 17 ديسمبر عام 1989، وشهادة وفاة صادرة من دولة العراق.

ويشير "رفيق" إلى أنه تم الرد على الشكوى من قبل السفارة المصرية فى بغداد، وجاء مضمون الرد كالآتى: "إشارة إلى رد سفارة جمهورية مصر العربية فى بغداد مذكرة رقم 200 بتاريخ 19 أكتوبر لسنة 2014، والمرفق بها كتاب وزارة الخارجية العراقية، والذى يفيد بأن الشركة العامة للأسمنت العراقية، حولت جميع مستحقات والدى المالية، إلى مصرف الرشيد فرع الزعفرانية، ولم يتم الرد علينا حتى الآن من قبل وزارة الخارجية، وأغلقت الأبواب فى وجهى وفقدنا الأمل من جديد فى العثور على مستحقات والدى.

وناشدت أسرة المتوفى وزارة الخارجية المصرية، بالوقوف بجوارهم للحصول على حق والدهم الذى اعترفت به الشركة ذاتها وخاطبتهم رسميا بذلك.