سعيد الشحات يكتب:ذات يوم .. 5 نوفمبر 1820 الأمير «إسماعيل بن محمد على» يطلق سراح أسرى «الشايقية» فى السودان.. وفرار «مهيرة بنت عبود» من ميدان القتال

الإثنين، 05 نوفمبر 2018 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب:ذات يوم .. 5 نوفمبر 1820 الأمير «إسماعيل بن محمد على» يطلق سراح أسرى «الشايقية» فى السودان.. وفرار «مهيرة بنت عبود» من ميدان القتال محمد على باشا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جلس الأمير إسماعيل بن محمد على باشا فى مقر إقامته بمعسكر جيشه بمدينة «كورتى» السودانية يوم 5 نوفمبر «مثل هذا اليوم عام 1820»، وهو اليوم التالى للمعركة التى نشبت بين جيشه الذى خرج من مصر لفتح السودان، وجيش «الشايقية».. راجع «ذات يوم- 4 نوفمبر 2018».
 
وحسب الدكتور عبدالرحمن زكى فى كتابه «التاريخ الحربى لعصر محمد على الكبير»: «جىء بعشرين أسيرا أمام إسماعيل، فسألهم، كم كان عددهم فى هجومهم أمس؟ فلم يقصر أحدهم فى المبالغة جوابا على هذا السؤال، إذ قالوا: «كنا خمسة آلاف وكان الله معنا»، فقال لهم الأمير: «عودوا إلى زعمائكم ومشايخكم وقولوا لهم بأنى بقليل من الجند استطعت محاربة الكثير منكم، وإذا ضاعفتم عدد جنودكم إلى عشرة أمثالها فى بداية هجومكم فإنه لا يكون من حظكم غير ما لقيتموه أمس من الفشل والتقهقهر.. أخبروهم بالنيابة عنى إذا كانوا يجهلون ما هى قوة جيشى. إنها أربعة أمثال من رأوهم فى الأمس. هذا فيما عدا الاثنى عشر مدفعا التى لو أطلقت لجنودى العنان ليقتلوا ويستبيحوا منهم ما أرادوا، فليس فى قدرتى أن أحول بينهم وما يقصدونه فتحترق منازلكم، وتقطع رقاب نسائكم وأطفالكم، فعليكم إذن أن تنصحوا إلى زعمائكم بالحضور لتقديم فروض الطاعة حيث أكفى مؤنة الأسف على إهراق دمائكم من غير جدوى، ولقد أمرت خازندارى بأن يسلم كلا منكم محبوبين فانطلقوا الآن من حضرتى أحرارا غير مقيدين».
 
يؤكد «زكى» أن الكلام الذى ذكره إسماعيل للأسرى كان مكتوبا فى خطاب تم تسليمه لهم، وبعد أن أمر بإطلاق سراحهم صحبهم بعض الحراس إلى خارج المعسكر، فاتجهوا إلى زعمائهم بدون أن ينالهم أذى، ويعتبر زكى، أن ما فعله إسماعيل هو من «الخلال الإنسانية التى تميز بها وجديرة بالمديح والإطراء»، ويقول: «لكنها لم تقنع أحدا من المغلوبين، بوجوب التسليم كما لم تقنعهم نصائح العلماء الذين صحبوا الحملة ليكونوا لدى الأعداء كرسل مفوضين لحثهم على الإقرار بالطاعة لحكومة مصر»، ويضيف: «عبر الشايقية النهر سباحة على مسافة اثنى عشر كيلومترا من معسكر الجيش المصرى، أو ركوبا على الجياد، أو تعلقا بقطع الأخشاب، ثم جمعوا شتاتهم بالقرب من جبل داجر الذى يعلوه قصر حصين».
 
يضيف زكى: «حارب الشايقية بشجاعة وجرأة نادرتين أذهلت بطولة الخيالة الأتراك، حتى بلغت الحيرة بقادة هؤلاء مبلغا بالغا نظرا لتفوق رجال العدو على رجالهم فى استخدام سيوفهم، فهاجت جياد الشايقية، وانتشر الذعر فى صفوف مشاة عبيد الشايقية، وولوا هاربين أمام النيران الفاتكة، واختلط الحابل بالنابل، وسرعان ما انتفع رجالنا بهذا الاضطراب فاقتفوا أثر الهاربين بنيرانهم».. يؤكد زكى: «بعد المعركة أعاد إسماعيل باشا تنظيم وسائل الهجوم رغم رغبة ضباطه، وأصر على أنه فى حالة عدم وجود المدفعية يستعان بطلقات متتابعة ومجمعة بنيران الأسلحة، بينما يقوم مشاته بتصويب نيرانهم على أجانب العدو وعلى الأخص خيالته «العدو».. وفى كثير من الأحوال كانت تختلف الآراء بين إسماعيل وعابدى باشا الذى عرض على الأمير، أن يقفل راجعا إلى مصر، وعرض الأمر على الباشا، فأمر عابدى بك بالبقاء مع ابنه حتى يستغنى عن معاونته أو مشاورته».
 
كانت خسائر الشايقية فى المعركة جسيمة للغاية، فقد تركوا فى ميدان القتال حوالى 800 من القتلى المشاة، وبلغ من أمر عبيد الشايقية أنهم كانوا يلقون بأنفسهم بعدم اكتراث فى السعير المشبوب.. وفى هذه المعركة جرح الدكتور جنتيلى «الطبيب المرافق للحملة المصرية» جرحا أليما أفضى إلى موته فى الثامن من شهر ديسمبر، أما خسائر إسماعيل فبلغت حوالى خمسين ماعدا الجرحى»، أما «مهيرة بنت عبود» التى أعطت الإشارة لجيشها لبدء المعركة فى يوم 4 نوفمبر فيؤكد زكى: «استطاعت الهرب وحولها حرسها الفرسان دون أن يقفو أثرها الجنود المصريون بل وبغير أن يدركوا الحيلة التى تسللت بها»، ويكشف «زكى»: «فى مناوشة تالية قتلت امرأة من الشايقية بإصابة مميتة، ولما جلبت القتيلة إلى إسماعيل باشا، أمر جنوده بألا يطلقوا نيرانهم على النساء مهما كان الأمر، ومهما كانت الظروف».
 
احتلت «كورتى» ووفقا لعبدالرحمن زكى: «نهبت ثم حرقت وأعدم بعض الرؤساء، ثم اجتمع زعماء الشايقية وقرروا جميعا مقاومة الحملة، وتخيروا اثنين من بينهم للقيادة وهما «بيك شاويش» من «العدلناب»، و«مك سابلى» من «الحنكاب»، ثم جمع الشايقية قواتهم فى «جبل داجر»، وانتظروا قدوم «إسماعيل باشا» الذى عمل على راحة جنوده بقية شهر نوفمبر، وفى خلال ذلك وصلت المدفعية والتحقت بالجيش، وبدأ التقدم صوب الجنوب، وفى الثانى من ديسمبر ظهرت «الشايقية» وهم يستعدون للقتال فى «جبل داجر» بعد أن اتحدت كلمتهم على قتال «الأمير إسماعيل».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة