وول ستريت جورنال: لهذا السبب تلوذ الشعوب بالفرار من أمريكا الوسطى

الأحد، 04 نوفمبر 2018 12:04 م
وول ستريت جورنال: لهذا السبب تلوذ الشعوب بالفرار من أمريكا الوسطى الشرطة فى السلفادور ـ صورة أرشيفية
واشنطن(أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية أن السلفادور صاحبة أعلى معدل لجرائم القتل على مستوى العالم أصبحت دولة "رهينة" لدرجة أن ساستها يجب أن يحصلوا على إذن مسبق من العصابات لتنظيم فعاليات فى كثير من المناطق وحتى فى العاصمة تسيطر العصابات على توزيع المنتجات الاستهلاكية مثل حفاضات الأطفال والمياه الغازية.

وقالت الصحيفة، فى تقرير على نسختها الإلكترونية، أن برلمان السلفادور وافق فى أبريل الماضى على منح إدارة السجون صلاحية إبقاء قادة العصابات فى الحبس الانفرادى، وبمرور خمسة أيام على هذا القرار كانت العصابتان المسيطرتان هناك قد سفكت دماء أكثر من 100 شخص.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه العصابات تُخضع الركاب وموظفى خدمة العملاء والمطاعم وأصحاب المتاجر للابتزاز وفى المناطق الريفية تهدد هذه العصابات المزارعين بحرق مزروعاتهم أن رفضوا دفع الاتاوات.

ويقول ماوريسيو راميريز وزير العدل والأمن فى السلفادور والذى يُشرف على قطاع الشرطة الوطنية أن العصابات أصبحت مسيطرة لدرجة أن المواطن أصبح لا يعرف أين تنتهى الدولة وأين تبدأ هي؟.

وأوضحت الصحيفة أن أمريكا اللاتينية تشكل 8% من إجمالى سكان العالم وثلث جرائم القتل، وهو ما يجعلها واحدة من أكثر المناطق خطورة فى العالم..مشيرة إلى أن السلفادور تعد نواة جرائم القتل حيث تنافس العصابات التى تستلهم فكر العصابات الأمريكية السلطات الحكومية ويملك قادتها كميات كبيرة من الأموال والسلاح والشباب الذين هم رهن إشارتهم.

وقالت الصحيفة أنه خلافا لعصابات المخدرات الكبرى التى سيطرت لسنوات عديدة على المشهد واستخدمت القتل فى عمليات بيع الماريجوانا والكوكايين والهيروين بنسبة كبيرة إلى الأمريكيين، يعيش رجال العصابات فى السلفادور وهندوراس وجواتيمالا على استغلال أبناء جلدتهم.

ويقول أليخاندرو هوب المستشار الأمنى فى مكسيكو سيتى "لقد تركنا عصر زعماء المخدرات والخطف.. اليوم، العنف غالبية العنف فى أمريكا اللاتينية هو نتيجة لنظام جديد أكثر تنوعا وأصعب فى التعامل معه ومحلى بدرجة أكبر بكثير".

وقالت "وول ستريت جورنال" أنه فى الوقت الذى يجنى فيه زعماء المخدرات المال من زبائنهم فى الخارج بالدولار واليورو ويتركون القليل منها يمر إلى المجتمعات المحلية إلا أن هذه العصابات تسرق أبناء عشيرتها.

وتشير وثائق تحقيقات رسمية إلى أن عصابة (إم.إس-13) تجنى 600 ألف دولار شهريا من اتاوات تحصل عليها من شركات الحافلات ومتاجر البيع بالتجزئة ومشروعات أخرى، وتتراوح المدفوعات من بضعة دولارات يوميا عن كل حافلة إلى مئات الدولارات شهريا تحصل العصابات عليها من البائعين فى الأسواق العامة.

ويقول مسؤولو مكافحة المخدرات أن عصابات السلفادور تجنى نحو 20 مليون دولار سنويا من الابتزاز وتبيع العصابات كذلك المخدرات والسيارات المسروقة وهو ما يضيف إلى ربحها من مشروعات آخرى "قانونية" سيطروا عليها.

وقالت الصحيفة أن عصابتى "إم.إس-13" و"باريو-18" قد يكونان أكبر مُشَغِلين فى السلفادور، وتقدر وزارة الدفاع أن هاتين العصابتين تشغل نحو 60 ألف شخص من الحراس وجامعى الأموال والقتلة وبالمقارنة يشغل أكبر مُشَغِلين فى القطاع الخاص معا نحو 20 ألف شخص فقط.

وأوضحت الصحيفة أن معدل جرائم القتل فى العاصمة السلفادورية والذى يبلغ 95.7 جريمة قتل لكل 100 ألف شخص يجعل منها سادس أكثر المدن دموية فى العالم، وفى العاصمة ما أن يُزيل عمال البلدية رسوم الجرافيتى الخاصة بالعصابات من على الجدران حتى تظهر من جديد.

وقالت الصحيفة أن المأساة التى يعيشها السلفادوريون توفر تفسيرا للتدفق الكبير من المهاجرين شمالا حيث يسعى آلاف لدخول الولايات المتحدة سنويا سواء بتقديم طلبات اللجوء أو بعبور الحدود بشكل غير قانونى، ووجد الباحثون أن غالبية أولئك تسيطر عليهم مشاعر الخوف من العنف، وقبض ضباط الهجرة الأمريكيون والمكسيكيون على نحو 335 ألف مهاجر سلفادورى فى الفترة من عام 2014 وحتى نهاية عام 2017 حسب بيانات رسمية للدولتين.

ومع مضى قافلة المهاجرين فى اتجاه الشمال عبر المكسيك انضم مئات من السلفادوريين هذا الأسبوع إلى قافلة جديدة تتجه صوب الولايات المتحدة.

واختتمت (وول ستريت جورنال) قائلة" أن الوضع فى السلفادور لا يترك لأهلها خيارا فى ظل ترتدى الأوضاع الاقتصادية حيث يعانى ثلثهم من الفقر، وفقا لبيانات البنك الدولى، بحصولهم على ما يقل عن 5.50 دولار أمريكى يوميا، ولفتت إلى أن متوسط نمو الاقتصاد فى السلفادور بلغ 2.5% على مدار 25 سنة الماضية وهو ما يقل عن غالبية الدول النامية.

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة