طالب الدكتور محمد سالم أبو عاصى، عميد كلية الدراسات العليا الأسبق بجامعة الأزهر، المؤسسات الدينية بإطلاق مشروع لبناء الإنسان بحيث يكون العام المقبل هو عام بناء الإنسان، وذلك لتلبية دعوة الرئيس بتبنى القيم الإنسانية.
ورأى عميد كلية الدراسات العليا الأسبق بجامعة الأزهر، خلال تصريحات لـ"اليوم السابع"، أننا لا نحتاج إلى تجديد الخطاب الدينى، بينما نحتاج إلى إصلاح الخطاب الدينى، موضحا أن إصلاح الخطاب الدينى يكون بإصلاح العقول التى تقوم على الخطاب الدينى، وذلك من خلال التعليم، حيث لا يمكن أن يحدث ذلك دون إصلاح المنظومة التعليمية المقدمة لمنتسبى العمل الدينى.
وقال "أبو عاصى": إن الرئيس ركز فى خطابه ورسائله فى منتدى شباب العالم بشرم الشيخ على بناء الإنسان وعلى ترسيخ القيم الإنسانية حيث يتحقق ذلك من خلال بناء الإنسان روحيا وسلوكيا وعلميا واجتماعيا وكل ذلك يتحقق بأمور متعددة أبرزها الخطاب الدينى والذى يحتاج إلى إصلاح لن يتحقق إلا بإصلاح عقول من يقومون بذلك بأن تتوفر فيهم مواصفات معينة نفسية وسلوكية وثقافية فى دوائر متداخلة تنعكس على أدائه.
حماية الكنائس
وحول دور العبادة، أكد "أبو عاصى" أنه وخلال مشاركته فى تأليف كتاب حماية الكنائس فى الإسلام الصادر عن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، سرد أحكام تؤكد أنه يجب حماية دور العبادة لأى دين كما يمكن بناء الكنائس والمعابد اليهودية إذا وجدت طائفة يهودية مثلا وغير معادية فلها الحق فى بناء معابد، مضيفا أنه دلل على ضرورة حماية دور العبادة لمن يخالفوننا فى الدين وعدم هدمها أن الصحابة دخلوا مصر وفيها كنائس ولم يهدموها، بل إن القرآن الكريم أوجب حماية دور العبادة التى يذكر فيها اسم الله.
وشدد "أبو عاصى"، على أن مصطلح التسامح هى كلمه خاطئة تبين أن شخصا متسامحا يتنازل من جانبه للآخر الذى هو أقل منه، بينما الحقيقة أن العلاقة هى علاقة حقوق وواجبات وليس تنازلات ومنة من طرف لآخر.
ويعد أبو عاصى، أحد المشاركين فى تأليف كتاب: "حماية الكنائس فى الإسلام"، الذى قدم له وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، ومفتى الجمهورية الدكتور شوقى علام، والذى طرحته الأوقاف كخطوة أولى لإدخال تجديد الخطاب الدينى حيز التنفيذ، الكتاب من تأليف نخبة من كبار علماء الأزهر الذين أطلقوا الفكرة ودعموها، من خلال أطروحات لكافة التخصصات، وتولت لجنة المستجدات الفقهية والقضايا المعاصرة بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية التابع للوزارة بتأليف الكتاب.
وقامت الأوقاف بطبع 5 آلاف نسخة باللغة العربية، وترجمتها إلى 14 لغة عبر موقعها الرسمى، وإصدارها خلال 10 أيام، وإهداء النسخة الأولى منها للبابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وتوزيع باقى النسخ على الكنائس المصرية، وإيداعها فى مكتبات الجامعات، بالإضافة إلى توزيع 350 نسخة يوم 14 مايو خلال مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية المنعقد بأسوان، بحضور 6 وزراء و6 مفتين ووفود 16 دولة ضمن 350 عالماً إسلامياً أجنبياً وعربياً من قارات العالم، يناقشون موضوع الكتاب، وتحديات إصلاح المؤسسات الدينية فى العالم نحو خطاب دينى يلائم العصر.
وتعتزم الوزارة إتاحة طبع الكتاب عالمياً لجميع الهيئات والأشخاص، دون تقيد، ما لم يتم تغيير المادة العلمية والمؤلفين، ويشرف الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، على الطبعة التى يصل عدد صفحاتها إلى 68 صفحة من الحجم المتوسط، تم إهداء أعضاء مجلس النواب نسخا من الكتاب، ومنح الأئمة المتدربين المصريين والأجانب بأكاديمية الأوقاف نسخة لكل منهم، ومنح 150 إماما سيحضرون المؤتمر نسخة أيضاً، ويتناول الكتاب ملامح فقه التعايش، ولغة الحوار وحوار الحضارات، ووضع الكنائس فى الإسلام والعمل على حمايتها وقبول الآخر.
ويأتى هذا الإصدار، حسبما أكدت الوزارة، ضمن موسوعة المستجدات وتصحيح المفاهيم الخاطئة، برئاسة الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، ووافقت على القراءة الأولى للكتاب، وستقوم لجنة الإشراف على إصدارات المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالمراجعة النهائية للكتاب.
يذكر أن الكتاب من تأليف مجموعة من كبار العلماء، أعضاء المجلس، منهم: الدكتور محمد سالم أبو عاصى العميد الأول لكلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر، والدكتور مجدى عاشور مستشار المفتى الجمهورية وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية ورئيس مجالس إفتاء المساجد، والدكتور عبد الحليم منصور الأستاذ بالأزهر والحاصل على وسام الدولة للعلوم من الطبقة الأولى، والدكتور نبيل غنايم الأستاذ بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، وحضر المناقشات الدكتور عبد الحكم صالح سلام أستاذ اللغويات بالأزهر، وجاء الكتاب كفكرة للدكتور عبد الله النجار أستاذ الفقه بجامعة الأزهر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة