نجح فريق طبى مشترك من قسم جراحة الأوعية الدموية بكلية الطب بجامعة أسيوط، ومعهد جنوب مصر للأورام بالجامعة بإجراء أول عملية جراحية فى مصر لشاب فى الثلاثين من عمره لإزالة ورم يمتد من أعماق الحوض والأعصاب إلى البطن حتى مستوى الكليتين خلف الغشاء البريتونى، مسببا انسداد بأوردة الحوض الحرقفية وانسداد تام بالوريد الأجوف السفلى حتى أوردة الكلية ومتشعبا بين شرايين الحوض والبطن مسببا انسداد بشرايين الطرف السفلى الأيمن وملتصق بالعمود الفقرى وعضلاته، والذى تم محاولة استئصاله من قبل حيث كان عمر المريض عامين ولكن دون جدوى، جاء ذلك تحت رعاية الدكتور طارق الجمال رئيس الجامعة والدكتور سامى عبد الرحمن عميد معهد جنوب مصر للأورام.
ومن جانبه أوضح الأستاذ الدكتور هشام محمود حمزة رئيس قسم جراحة الأورام ومسئول الفريق الطبى الخاص بجراحة الأورام فى العملية أن تلك النوعية من الأورام التى تنبع من الأعصاب بالعمود الفقرى والممتدة إلى الشرايين والأوردة الرئيسية تعد من العمليات الجراحية الدقيقة حيث غالبا ما يصاحب التدخل الجراحى إعاقة فى الأعصاب الحركية للأطراف السفلية او عضلات التحكم فى الإخراج او القدرة الذكورية للمريض، مشيرا أن المريض كان يعانى من مشكلتين غاية فى الخطورة أولهما وجود قصور حاد فى الدورة الدموية للساق اليمنى والوريد الأجوف السفلى الدموية، والمشكلة الثانية هى معاناة المريض من ضعف شديد بعضلة القلب مما جعل التدخل الجراحى لاستئصال الورم أمرا فى غاية الصعوبة.
وأضاف الدكتور هشام حمزة أنه تم وضع خطة التدخل الجراحى فى خطوات متتابعة حسب سير العملية والوضع الصحى للمريض أثناء التخدير، والتى شملت استئصال الورم بدون ترك أى جزء منه، الحفاظ على وضع الأعصاب بقدر الإمكان، إعادة أعاده اتصال الشرايين الطرف الأيمن حيث كأم يعانى المريض من الآلام شديدة وقصور بالدورة الدموية تجعله غير قادر على الحركة، أعاده زرع كأوردة الحوض والوريد الأجوف السفلى باستخدام وصلات صناعية مدعمه خارجيا.
ومن جانبه أكد الدكتور عثمان محمود أحمد مدرس جراحة الأوعية الدموية ومسئول الفريق الطبى لجراحة الأوعية الدموية بالعملية أن العملية استغرقت 10 ساعات تم خلالها استئصال الورم كاملا ثم تم زرع شريان لأعاده الاتصال الدموى للطرف السفلى الأيمن ثم تبعها عمل تصميم من شرايين صناعية تم توصيلها فى تصميم فريد وباستخدام وصلات مدعومة خارجيا حتى تسمح بسريان الدم وعدم تجلطه وتتماشى مع ضعف عضلة القلب وتم زرع هذا التصميم لإعادة الاتصال الدموى لكل أورده الحوض والوريد الأجوف السفلى حتى أوردة الكليتين، ثم خرج المريض إلى العناية المركزة بمعهد جنوب مصر واستعاد نشاطه اليومى بعد 48 ساعة بصحة جيدة.
وأضاف الدكتور عثمان ان هذه الحالة تعتبر الجراحة الأولى فى مصر والتى يتم خلالها استئصال ورم نادر كبير الحجم وإعادة الاتصال الدموى لأوردة وشرايين الحوض والبطن مما يعد أملا جديدا لتوفير هذه التدخلات لمرضى للكثير من مرضى الأورام والذى كان التدخل الجراحى لمثل تلك الحالات أمرا شديد الصعوبة.
ومن جانبه أشار الدكتور خالد محمد فارس أستاذ التخدير ومسئول فريق التخدير والعناية المركزة أنه بعد مناظرة الحالة وفحص التحاليل والأشعة تبين أن المريض يعانى من تمدد وضعف فى عضله القلب وكانت كفاءة القلب 30% ومن ثم تم البدء فى تجهيز أدوية التخدير اللازمة لمثل هذه الحالات وكذلك تجهيز الأدوية اللازمة للقلب تحسبا لأى مضاعفات أثناء العملية وكذلك تم تحديد طريقة التخدير المناسبة بحيث لا تؤثر على عضله القلب، لافتا إلى أنه تم التنسيق مع الدكتورة رانيا بكرى رئيس بنك الدم وذلك للاستعانة بأطباء بنك الدم لتعويض المريض بما فقده من دم، وفور خروج المريض من العملية تم نقله إلى وحده العناية المركزة ووضعه على جهاز التنفس الصناعى لمدة 24 ساعة ومتابعة الوظائف الحيوية وتم تدريجيا فصل الأجهزة المساعدة خلال 48 ساعة بعد إجراء العملية.
كما أشار دكتور عثمان ان نجاح العملية تم بفضل تضافر جهود الفريق الطبى المساعد الذى ضم كلا الدكتور مصطفى محرزى مدرس مساعد جراحة الأوعية الدموية، والدكتور محمود مصطفى مدرس مساعد جراحة الأورام، إلى جانب الدكتور مهند أحمد مدرس مساعد التخدير، الدكتور معاذ محمد مدرس مساعد التخدير، والدكتور طه عبد الرازق طبيب مقيم تخدير وعناية، والدكتورة نورهان محمد طبيب مقيم تخدير وعناية، بالإضافة إلى طاقم الحكيمات والتمريض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة