قبل قمة العشرين.. أمريكا وروسيا والصين يدخلون فى صراع تكسير عظام.. موسكو ترفع التصعيد فى القرم.. وترامب يهدد بتعريفات جمركية جديدة.. وبريطانيا تحت الضغط بسبب البريكست.. وماكرون يجد نفسه وسط زعماء يعارضونه

الجمعة، 30 نوفمبر 2018 12:00 ص
قبل قمة العشرين.. أمريكا وروسيا والصين يدخلون فى صراع تكسير عظام.. موسكو ترفع التصعيد فى القرم.. وترامب يهدد بتعريفات جمركية جديدة.. وبريطانيا تحت الضغط بسبب البريكست.. وماكرون يجد نفسه وسط زعماء يعارضونه تيريزا ماى - ترامب - بوتين
كتبت - سالى حسام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ساعات قليلة وتبدأ قمة مجموعة العشرين فى العاصمة الأرجنتينية بوينس أيرس، ورغم أن القمة ذات طبيعة اقتصادية إلا أن السياسة تظل اللاعب الرئيسى على المسرح، حيث تحاول الدول الكبرى الحصول على أكبر المكاسب السياسية فى اللقاءات الهامشية بالقمة، وبالطبع للحصول على هذه المكاسب تأتى المفاوضات فى المعتاد محملة بأكبر قدر ممكن من الضغط السياسى، الأمر الذى يعنى بالضرورة ممارسة التصعيد كقاعدة عامة قبل القمة حتى تجد الدول شيئا تتفاوض عليه.

 

ترامب والصين والتعريفات

 

ترامب ورئيس الصين
ترامب ورئيس الصين

 

وينتظر العالم لقاء يجمع بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ونظيره الصينى تشى جين بينج، أملا فى القضاء على الحرب التجارية الدائرة بين البلدين، ترامب كان صرح قبل القمة بثلاثة أسابيع أن مكالمة هاتفية بينه وبين الرئيس الصينى جعلته يشعر بالتفاؤل حيال إنهاء التوتر، مشيرا إلى أن اللقاء فى قمة العشرين سيشهد اتفاقية تجارية ترضى الطرفين.

هذه التصريحات ساهمت وقتها فى انتعاش مفاجئ للبورصة، حيث ذكرت وكالة "بلومبرج" أن مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" صعد بنسبة 0.35% إلى 2749.95 نقطة، كذلك زاد المؤشر "ناسداك" بنسبة 0.36% إلى 7460.71 نقطة.

لكن الآن ونحن على أعتاب القمة فإن ترامب يعيد اللهجة التهديدية بفرض تعريفات جديدة على الصين، الأمر الذى يشير إلى أن تشديد اللهجة الأن هو نوع من اتخاذ المواقف الصلبة للضغط خلال المباحثات فى الأرجنتين.

وبحسب موقع "بيزنس انسيدر" فإن المكالمة الهاتفية لم تكن سوى دعاية من ترامب جاءت قبل انتخابات الكونجرس لتهدئة المخاوف وحشد الدعم لحزبه بينما الموقف مع الصين لم يشهد تغيرا، أما وكالة الأنباء الفرنسية فقالت إن أمريكا تشعر بالغضب من الصين لعدم تقديم بكين أى إصلاحات ترضى واشنطن فى سياساتها التجارية، علما بأن تخلى الصين عن سياستها تلك صعب للغاية كونها هى السياسة التى جلبت القوة الاقتصادية للصين.

أما التهديد الأمريكى هذه المرة فليس بوضع تعريفات جديدة على البضائع الصينية وحسب بل أيضا فتح الأسواق التى تعمل فيها الصين للشركات الأمريكية للمنافسة، وهذا أمر من شأنه إزعاج الصين التى يمكنها الرد بتعريفات جمركية على بضائع أمريكية، ويرى محللون أن أفضل سيناريو هنا سيكون مجرد هدنة وليس اتفاق يقضى على الحرب التجارية.

 

روسيا والتصعيد فى القرم

 

 

إذا كانت أمريكا تهدد الصين بالاقتصاد فإن روسيا نفسها تخضع لعقوبات أمريكية وأوروبية، ورغم الحديث المستمر من كل الأطراف عن التهدئة فى أوكرانيا إلا أن الوضع اشتعل فجأة بسبب حادث الاشتباك بين السفن الحربية الأوكرانية والروسية واحتجاز روسيا للسفن والبحارة الأوكرانيين، وعلى الفور خرجت التنديدات الغربية ونداءات بزيادة العقوبات على روسيا.

لكن المتابع للملف الأوكرانى سيجد روسيا تسعى لرفع العقوبات عن نفسها طوال سنوات وفشلت فى هذا والمفاوضات لم تؤد إلا لزيادتها، وبحسب فاينانشال تايمز، فإن كل المناورات السياسية الروسية لم يأت منها سوى ضغوط أكثر، هنا يأتى التصعيد باستعراض صور واعترافات البحارة الأوكرانيين وهم يقولون إنهم كانوا يسعون لاستفزاز روسيا.

من هنا يظهر سببين للتصرف الروسى الأول كورقة ضغط فى محادثات قمة العشرين بحيث يضغط بوتين لرفع ولو جزء من العقوبات.

والثانى بحسب موقع NPR الأمريكى أن موسكو تريد الرد على العملية التى قامت بها البحرية الأوكرانية فى سبتمبر الماضى، ويقصد الموقع عملية عبور سفينتين أوكرانيتين من البحر الأسود لبحر أزوف فى مياه شبه جزيرة القرم التى تسيطر عليها القوات الروسية وهى العملية التى قال عنها الرئيس الأوكرانى إنها تمت "بسفن قديمة صدئة وخدعت السفن الروسية" بناء على أوامره لتنفيذ عملية حساسة.

وبعد العملية بيومين سافر الرئيس الأوكرانى بيترو بوروشينكو لبالتيمور فى أمريكا حيث تسلم اثنين من قوارب حرس الشاطئ الأمريكية على أن تتسلمها أوكرانيا رسميا العام المقبل.

والآن عندما حاولت أوكرانيا تمرير 3 سفن هذه المرة كانت السفن الروسية فى انتظارها.

 

السفن الأوكرانية التى احتجزتها روسيا
السفن الأوكرانية التى احتجزتها روسيا

 

إذا من شأن روسيا أن تستخدم الحادث أيضا لدعم صورتها الدولية ولتوصيل رسالة قبل قمة العشرين بأنها لن تتراجع فى الملف الأوكرانى وأنها لن تتخلى عن شبه جزيرة القرم وأن العقوبات الغربية لن تأتى بالتأثير الذى تريده أمريكا.

لكن مع ذلك من المستبعد أن تشهد قمة الأرجنتين شيئا بين ترامب وبوتين سوى التقاط الصور والحديث الودى بينما ستبقى الملفات العالقة كما هى بدون أن تبدى أى دولة نية للتراجع.

 

ماكرون فى الزاوية

 

ماكرون
ماكرون

 

على عكس دوامة الأزمات السابقة، وصل الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون للأرجنتين أمس الأربعاء قبل العديد من الرؤساء، وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية فإن ماكرون لا يريد من قمة العشرين سوى محادثات تجارية مع رئيس وزراء الهند ناريندرا مودى والرئيس الصينى تشى،  والسبب فى ذلك أن قمة العشرين هذه المرة يسيطر عليها وجوه سياسية معارضة له، فالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حليفته تخطط للاعتزال السياسى، بينما ماكرون سيظل فى القمة فى مواجهة ترامب وبوتين وتيريزا ماى، ورئيس الوزراء الإيطالى جوزيبى كونتى المعارض له فى الاتحاد الأوروبى، والرئيس البرازيلى الجديد جايير بولسونارو، والقاسم المشترك بين كل هذه الأسماء أنها معارضة لميركل وماكرون وكلها تتبع التيار المحافظ بشكل أو بآخر.

 

بريطانيا تحت ضغط البريكست

 

ترامب - تيريزا ماى
ترامب - تيريزا ماى

 

ملف الخروج من الاتحاد الأوروبى يسيطر على السياسة البريطانية بحيث لا تريد بريطانيا من قمة العشرين سوى علاقات جيدة مع أكبر عدد ممكن من الدول بدون تقديم كثير من التنازلات من أجل عقد صفقات تجارية تعوض الخروج من النادى الأوروبى.

لكن فى نفس الوقت ستجد تيريزا ماى نفسها فى مواجهة بوتين وستعمل على تجنب اتخاذ أى موقف لين مع روسيا حتى لا تغضب الحلفاء الغربيين وعلى رأسهم الولايات المتحدة، وفى نفس الوقت ذكرت "وكالة بلومبرج" أن تيريزا ماى علاقتها بترامب ليست فى أفضل الأحوال أيضا، لدرجة أنها قد لا تسعى لعقد لقاء مع الرئيس الأمريكى بسبب الأجواء المتعكرة حاليا نتيجة لتصريحات ترامب التى سخر فيها من خطة ماى للبريكست قائلا إنها "صفقة رائعة فى صالح الاتحاد الأوروبى"، وهى التصريحات التى حاولت السفارة الأمريكية فى بريطانيا التخفيف من حدتها، وأثارت غضب ماى لأنها تصريحات قد تساهم فى إثارة النواب البريطانيين ضدها فى التصويت المنتظر يوم 11 ديسمبر المقبل على صفقة البريكست، وسط توقعات بأن ماى فى انتظار الفشل المحتوم.

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة