ألغت المحكمة الإدارية العليا ، حكم التأديبية بإحالة مدير مدرسة بالمنيا للمعاش ، لإتهامه بالتزوير في أوراق رسمية والاستيلاء "تهم جنائية " ، وقضت المحكمة مجددًا بتخفيف العقوبة الى تغريمه خمس أضعاف الأجر الذي كان يتقاضاه في الشهر ، لثبوت خلو ساحته من أية مبالغ مالية جراء المخالفات المنسوبة له.
أكدت المحكمة في أسباب حكمها ، بأن مدير المدرسة نسبت له النيابة الإدارية تزوير ما يفيد تسلم مدرس عمله بالمخالفة للحقيقة ، وإدراج اسمه بالكشوف المرسلة الى الإدارة التعليمية ، مما يفيد أنه على رأس العمل ، بالرغم من عدم استلامه للعمل ، وترتب عليه استخراج مستحقات مالية ، ولكن جرى قضاء مجلس الدولة ، على أنه لا يجوز للقضاء التأديبي إدانه الطاعن بوصف جنائي ، باعتبار أن مثل هذه الإدانة تقتصر فقط على محاكم الجنايات المختصة ، كمالا تتقيد المحكمة بوصف النيابة الإدارية ، لأنه ليس نهائياً بطبيعته ومن الممكن ان تعدله المحكمة متى رأت ذلك
وأضافت المحكمة ، بالرغم من ثبوت المخالفات في حق مدير المدرسة من أقوال الشهود ، وهى تمثل خروجا على مقتضي الواجب الوظيفي ، وعدم مراعاة الدقة والأمانة ، ولكن يستوجب عقابه تأديبياً بالقدر الذي يناسب مخالفاته ، ومن حيث أن الوقائع الثابتة في حق مدير المدرسة من المخالفات ، هى ذات الوقائع المادية (فقط)في جريمة التزوير للمحررات الرسمية واستعمالها ، إلا أنه لا يجوز إدانته بوصف جنائي ، باعتبار أن مثل هذه الإدانة لا تكون من غير محاكم الجنايات المختصة ، والتى تستخلص دون غيرها مدي توافر الأركان العامة لجريمة التزوير من عدمه
كما استندت أسباب الحكم على أن الإحالة للمعاش كانت على أساس اقتراف جريمة جناية التزوير في محرر رسمى ، بالرغم من أنه لا يجوز للقضاء التأديبي إدانة الطاعن جنائيا ، ومن ثم فإن حكم الإحالة للمعاش استند الى سبب لايجوز الإدانة به ، مما يصف الحكم بعيب مخالفة القانون لقيامه على غير السبب السليم ، لذا ألغت المحكمة الحكم ، وقضت بمجازاته بغرامة
ونوهت المحكمة الى أنها وهى بصدد تقدير الجزاء المناسب ، وضعت في إعتبارها عدم حدوث أية أضرار بالموازنة العامة ، كما أرسل مدير المدرسة بعد ارتكابه لهذه المخالفات كشف بأسماء المتعاقدين وليس من بينهم المدرس الذي زور باسمه تسلم العمل ، فضلاً عن ثبوت خلو ساحة المدير من أية مبالغ او مستحقات جراء المخالفات المنسوبة له
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة