قال على الحازمى رئيس تحرير صحيفة سبق السعودية فى مقال اختص به "اليوم السابع" أن ما يجمع مصر والسعودية تاريخ عظيم كتبته كل المواقف المشرقة التى أثمرت الاخوة الصادقة، مؤكدا أن مصر الشقيقة الكبيرة التى قال عنها ولى العهد السعودى محمد بن سلمان "لم تتأخر مصر عن السعودية لحظة، ولن تتأخر السعودية عن مصر لحظة، هذه قناعة راسخة بين قيادة وشعب البلدين".
وفيما يلى نص المقال..
ما بين السعودية ومصر تاريخ عظيم كتبته كل المواقف المشرقة التي أثمرت الأخوة الصادقة، والمواقف البناءة. وما بينهما أيضا ما لا يمكن كتابته ولا وصفه من جسور الاخاء سواء على المستوى السياسي أو الشعبي.
كثرة الشواهد تُصعّب الاختيار. فلا زالت الذاكرة السياسية العالمية تحتفظ بمواقف خالدة في وحدة المواقف ومن أقربها استدعاءً موقف الملك فيصل رحمه الله في حرب الاستنزاف بعد نكسة (67) ومقولته الخالدة "يا جمال مصر لا تطلب وإنما تأمر".
وكانت الوقفة الكبيرة بقطع النفط بل والمشاركة ضمن القوات المصرية، ولو يتوقف ذلك خلال من خلفه من بقية ملوك السعودية حتى الحاضر الزاهر لملك الحزم الذي سجل له التاريخ تطوعه ضمن الجيش المصري ضد العدوان الثلاثي عام 1956م، والذي في عهده أيضا أخذت العلاقات بين البلدين ابعادا استراتيجية كبيرة وهي مما لا يتسع المجال لذكره ومنه الزيارة الحالية لولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله لمصر التي أبى إلا أن تكون في مقدمة قائمة هذه الجولة الهامة التي يتوسطها حضور قمة (G20) ويتوقع لها انعكاسات ملموسة على أهم الملفات في المنطقة.
مصر هي تلك الشقيقة الكبيرة التي قال عنها ولي العهد حفظه الله "لم تتأخر مصر عن السعودية لحظة، ولن تتأخر السعودية عن مصر لحظة، هذه قناعة راسخة بين قيادة وشعب البلدين"، وهو اختصار عميق لواقع أصيل.
وفي زيارة ولي العهد وضمن جولته الحالية والتي تأتي القاهرة واحدة من محطاتها وبغض النظر عن أهدافها سياسياً واقتصادياً وغير ذلك فإن الحضور الشعبي المصري لا يشبهه شيء بساطة ونقاء في ترحيبه بضيفه الكريم بدأت من عبارة الرئاسية "في بلده الثاني" ومن الاصطفاف في الطرقات بأعلام تعانق فيها علما البلدين في لوحة عنوانها المصير المشترك.
ولم تكن مصر في الحقيقة إلا قلباً عربياً كبيراً كعادتها وإن كانت في احتفائها بضيفها الكبير خرجت عن المألوف لتكون كل ابتسامة في اصطفاف جماهيرها في الشوارع ترحيباً تمثل لوحدها بروتوكولاً صادقاً و"مظاهرة حب" كما أجادت وصفها إحدى الصحف المصرية الشقيقة وهي تتحدث عن بعض ما لقيه الضيف الكبير من أخوته في "المحروسة" حكومة وشعبا".
وغني عن القول إن مثل هذه الجولات المكوكية التي ينفذها مهندس الرؤية السعودية تعود مكتسباتها على كل مكان تحل فيه وعلى كل الأطراف. وهي هذه المرة ككل مرة وفي الدول التي تمر بها تحكي فصولاً من الحراك الدبلوماسي المدروس لتعزيز التكاتف الكبير بين السعودية وشقيقاتها في المحيط العربي الكبير، وهي في مصر تحديداً ستكون بذات الأهمية الكبرى على الملفات السياسية ودعم الشراكات الاقتصادية بين البلدين بالإضافة لانعكاسات إيجابية متوقعة على الحلف الرباعي وركنه "مصر" الكبيرة تاريخا ومكانة وثقلاً وكذلك ملفات مثل الملف اليمني وأوضاع المنطقة.
حفظ الله قياداتنا وشعوبنا.