بنى سويف من بين المحافظات التى اشتهرت بإقبال مواطنيها على استخدام الدراجات الهوائية سواء داخل المدينة أو فى قرى المراكز السبع الادارية، ما جعل مهنة إصلاح وصيانة الدراجات تنتعش وتزداد اعداد ممتهنيها ممن اطلق عليهم "العجلاتية"، ولكن مع مرور السنوات وغزو الدراجات النارية خاصة الصينى منها للاسواق بدأت هذه المهنة فى التراجع.
اليوم السابع التقى محمد حسن أحمد 54 سنة عجلاتى ليسرد مشواره مع المهنة وقال: لم ألتحق بالمدرسة، متابعا: عملت فى مهنة صيانة وإصلاح الدراجات الهوائية لدى قدامى العاملين بالصنعة وعمرى أربعة عشر عاما، وبعد سنوات استأجر شقيقى الأكبر محلا صغير لبيع الادوات الكهربائية بميدان مولد النبى بمدينة بنى سويف العاصمة، واكتسبت الخبرة الكافية للعمل بمفردى فبدأت إصلاح الدراجات لحسابى أمام المحل وفى حالة ذهاب أخى لتركيب وتوصيل الكهرباء بمنزل أو محل أو منشأة حكومية كنت أتولى بيع الأدوات الكهربائية إلى جانب عملى فى إصلاح الدراجات".
وأضاف محمد حسن "التحقت بالقوات المسلحة لأداء الخدمة العسكرية ثم عدت للعمل أمام محل شقيقى الذى قام بالتأمين على كعامل عنده وكانت أنواع الدراجات وقتها "النصر الكبير والرالى الصغير"، وأجر إصلاحها يتراوح ما بين جنيه إلى جنيهين، كما اعتاد العاملون بالمخابز القريبة على تأجير الدراجات منا ، لاستخدامها فى توصيل رواتب الخبز إلى منازل الأهالى ، مقابل سداد 2 جنيه نهاية كل أسبوع ، فضلا عن قيامى بصيانة هذه الدراجات عند استلام مقابل تأجيرها".
وتابع محمد حسن "بعد مرور سنوات تزوجت ورزقنى الله بثلاثة أبناء "ولدين وبنت" ووصل سعر إيجار الدراجة للشباب "جنيه" وللصبية "75 قرشا" أما فى الأعياد فيزيد السعر 50 قرشا، وظهرت دراجات السباق واستخدمت خبرتى فى اصلاحها وإتقان تجميع اجزاءها فى حالة شرائها جديدة، وترك شقيقى المحل الذى تم اغلاقه ومكثت فى مكانى أمارس مهنتى، واعتمدت على عائدها فى الإنفاق على أسرتى، ومنذ حوالى خمسة عشر عاما ظهرت الدراجات النارية الصينى ومع زيادة اعدادها ووجود اثنتين وثلاثة بكل منزل، استغنى الكثيرون عن الدراجات الهوائية "علشان كده تعبنا والحال ريح خالص".
ويواصل محمد حسن حديثه قائلا "مازلت أحظى بحب واحترام أهالى منطقة ميدان مولد النبى التى أعمل بها ، كما يعرف الجميع اننى لا اتقاضى أجرا مقابل صيانة الدراجات الخاصة بذوى الإعاقة حتى لو كان والد هذا المعاق من الأثرياء ، و لا أتفق مع الزبائن على مقابل لإصلاح دراجاتهم وأقبل ما يعطونه لى وفقا لتقديرهم مجهودى، وأطالبهم بشراء قطع الغيار التى تحتاجها الدراجة من المحلات بأنفسهم منعا للشك فى أن أكون قد غاليت فى اسعارها".
واستطرد " يبلغ سعر إصلاح الدراجة حاليا من 5 إلى 10 جنيهات ، والعائد اليومى لعملى الذى أمارسه على الرصيف أصبح ضعيفا جدا ، إذ اننى أعيش مع أسرتى التى تضم زوجتى وشابين ليس لديهما وظيفة ، لذلك أطالب المستشار هانى عبد الجابر محافظ بنى سويف الموافقة على منحى رخصة وكشك لأبيع بداخله الحلوى وأصلح أمامه الدراجات التى قل عددها تماما".