سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 21 نوفمبر 1968.. قتلى وجرحى فى مظاهرات طلاب المعهد الدينى بالمنصورة وعبدالناصر يكلف وزيرى العدل والتربية والتعليم بالسفر لموقع الأحداث

الأربعاء، 21 نوفمبر 2018 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 21 نوفمبر 1968.. قتلى وجرحى فى مظاهرات طلاب المعهد الدينى بالمنصورة وعبدالناصر يكلف وزيرى العدل والتربية والتعليم بالسفر لموقع الأحداث مظاهرات طلاب المعهد الدينى بالمنصورة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وافق مجلس الوزراء على مشروع قانون جديد للتعليم يوم 17 نوفمبر 1968، وفى اليوم التالى شرحه وزير التربية والتعليم الدكتور محمد حلمى مراد فى مؤتمر صحفى، وفى يوم 19 نوفمبر نشرت الصحف مواده، وفى 20 نوفمبر شهدت مدينة المنصورة مظاهرات طلاب مدرستين خاصتين للثانوية.. وصفهما «مراد» أمام اجتماع للجنة المركزية للاتحاد الاشتراكى برئاسة جمال عبدالناصر يوم 27 نوفمبر 1968 قائلا: «لهما طبيعة خاصة، وهما معروفتان فى الوجه البحرى، إذ إنهما تقبلان الطلبة الذين فشلوا فى دراستهم، وفصلوا من المدارس الحكومية، والذين يعيدون الثانوية العامة عدة مرات».
 
حسب الدكتور أحمد عبدالله فى كتابه «الطلبة والسياسة فى مصر»: «كان القانون الجديد يحد من العرف القائم الذى يسمح لطلاب المدارس الثانوية بدخول الامتحانات لأى عدد من المرات، ويضمن للطالب النجاح العام برغم رسوبه فى مادتين «غالبا الرياضيات واللغات الأجنبية» كما رفع القانون درجة النجاح الصغرى فى عدد من المواد بالمرحلة الثانوية، وأنهى الانتقال الآلى من صف دراسى إلى آخر فى المرحلة الابتدائية، ووضع حدا أدنى من الدرجات للالتحاق بالمرحلة الإعدادية، وطبقا لهذا القانون أصبح على الطلاب الحصول على مستوى معين من الدرجات كحد أدنى فى كل المواد الدراسية حتى يحققوا النسبة العامة للنجاح فى امتحاناتهم».. يؤكد عبدالله: «الأثر العام للقانون على مستوى العملية التعليمية كان مفيدا، ولكن بالنسبة لأولئك الذين يحاولون الحصول على مؤهلات دراسية، كان من الطبيعى أن يبدو أثره مقيدا بشكل حاد».
 
يؤكد «عبدالله»، أن مظاهرات يوم 20 نوفمبر انتهت بتجمع طلابى فى مدرسة حكومية مع محافظ الدقهلية، وأكد المحافظ للطلاب أنه تلقى بلاغا تليفونيا من وزير التربية والتعليم يفيد بأن القانون لن يطبق بأثر رجعى، وستتم بعض التيسيرات للطلاب الذين كانوا مقيدين بالمدارس بالفعل وقت إعلانه.. وعلى الرغم من ذلك تجددت المظاهرات فى اليوم التالى الخميس 21 نوفمبر «مثل هذا اليوم 1968» حيث خرج طلبة المعهد الدينى الأزهرى، برغم عدم انطباق هذا القانون عليهم، إلا أنهم خشوا من أنه ربما يتأثرون به، وانتقلت المظاهرات إلى كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية يوم 23 نوفمبر، وانفضت يوم 25 نوفمبر، وكان الحدث كله محور مناقشات اجتماع اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكى يوم 27 نوفمبر، برئاسة جمال عبدالناصر، ووفقا لمحضر الاجتماع، فإن الرئيس كلف وزير العدل محمد أبونصير بالسفر يوم الخميس للتحقيق فى الأحداث، وكلف وزير التربية والتعليم محمد حلمى مراد بالسفر يوم الجمعة، وأمام اجتماع اللجنة المركزية يومى«27 و28 نوفمبر» تحدث الوزيران، ومحافظ الدقهلية، وأمين الاتحاد الاشتراكى بالمحافظة، ووزير التعليم العالى ورئيس جامعة الإسكندرية، ومحافظ الجيزة وأمين الاتحاد الاشتراكى «فريد عبدالكريم» وآخرون، وهى مناقشات كاشفة وعميقة.
 
وفيما يتعلق بوقائع وتطورات مظاهرات يوم 21 نوفمبر، أكد وزير العدل أن الرئيس أبلغه ظهر نفس اليوم بمظاهرات المنصورة، ووجود قتلى، وطلب منه الانتقال إلى المنصورة للإشراف على تحقيقات النيابة العامة، فسافر، ومعه النائب العام، ووكيل التفتيش القضائى.. قدم الوزير نتائج التحقيقات، موضحا تطورات الحدث منذ بدايته يوم 20 نوفمبر وتجدده فى 21 نوفمبر الذى شهد سقوط قتلى هم: عبدالرحمن عبدالرحمن متولى البشبيشى «طالب بمدرسة على الفلال الثانوية»، أبوالعينين عبدالوهاب على حسب الله «طالب بمدرسة الملك الكامل الإعدادية»، المعصراوى عبدالعليم أحمد العراقى «طالب بالمدرسة الصناعية الثانوية»، عبدالمسيح سليمان فايد «مزارع مقيم بالمنصورة بالقرب من مبنى مديرية الأمن»، وكُلِّف الطبيب الشرعى بفحص البنادق الخاصة بمديرية أمن المنصورة - التى كان يحملها بعض أفراد قوات الشرطة - لمعرفة ما إذا كانت الإصابات حدثت من مثل هذه البنادق، وما إذا كان بعضها أُطـلق فى وقت يتفق مع وقت الحادث. أما الإصابات فكانت 32 من المتظاهرين: منهم 4 من الطلبة أصيبوا بأعيرة نارية وحُجزوا بالمستشفى للعلاج، و27 شخصاً من الطلبة والأهالى، أصيبوا بإصابات رَضِّية بسيطة، وغادروا المستشفى بعد إسعافهم، وأُصيب من الشرطة 9 من كبار الضباط، من بينهم اللـواء أحمد حسن الصبان، نائب مدير الأمن، والعميد محمد محمد عيد، مساعد مدير الأمن، والعقيد محمد زكريا طلعت، والمقدم محمد السيد المصرى، والمقدم السيد عبدالواحد جاد، وأصيب 14 جنديا شرطيا، وإصاباتهم رَضِّية نتيجة قذف الحجارة واستعمال العصى.
 
 تم القبض على 27 شخصاً من المتظاهرين.. جميعهم من طلبة المعاهد والمدارس من بينهم 4 كانوا يشتركون فى أعمال العنف ويحرضون عليها وعلى الاستمرار فى المظاهـرة، والقبض بعد يومين على شخص ضرير كان يتولى التحريض على التظاهر وقيادة الهتافات العدائية، وهـو عبدالعظيم سليمان إبراهيم، وهو من طلبة المعهد الدينى، وشهد عليه اثنان من رجال التعليم، واثنان من رجال البوليس، كما أنه شخصياً اعترف بتحريضه على التظاهر وبعض الهتافات العدائية، وأنكر قيامه ببعض الهتافات الأخرى.
 
p.11









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة