من خلال 3 معارض لحكايات النازحين واللاجئين

"إكسبوجر 2018" يعطى الأمل بالحياة فى بلاد أصابتها الحروب والصراعات

الأربعاء، 21 نوفمبر 2018 09:00 م
"إكسبوجر 2018" يعطى الأمل بالحياة فى بلاد أصابتها الحروب والصراعات صور من معرض يوميات لاجئ في إكسبوجر 2018
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

انطلاقاً من حرصه على إبراز اللحظات الملهمة، يقدم المهرجان الدولي للتصوير "إكسبوجر 2018" ثلاثة معارض لمصورين عالميين تبرز قوة الأمل بالحياة في عالم  أعيته الحروب والصراعات، وتسلط الضوء على أهمية الالتفات إلى حياة الناس العادية وقدرتهم "العجيبة" على الصمود وسط أكثر الأحداث قسوة وعنفاً.

 

تبرز هذه المعارض الثلاثة المقدمة ضمن أروقة المهرجان في مركز إكسبو الشارقة، كيف يمكن لعدسات المصورين أن تقدم نظرة مختلفة لمشاهد حياتية قد تبدو مألوفة، ولكنها في الواقع تعكس إصرار الصغار والكبار على العيش وسط الدمار الذي أحدثته اضطرابات لا علاقة لهم بها، فيما اضطر البعض الآخر إلى "التواجد المؤقت" في خيم متناثرة على حدود أوطانهم، التى يتمنون العودة إليها من جديد قريباً.

المصور إسدراس إم سواريز في معرض لحظات في إكسبوجر 2018
المصور إسدراس إم سواريز في معرض لحظات في إكسبوجر 2018

 

العراق بين عدستين

اختار المصور الصحفي المحترف معن حبيب "عين على العراق" عنواناً لمعرضه الذي يضم 20 صورة، تقدم جميعها سرداً بصرياً لواقع الحياة اليومية البعيد عن العنف في بلده العراق الذي يعيش ظروفاً استثنائية حساسة منعته من الوصول إلى العديد من المناطق، لذلك سعى من خلال صوره إلى تناول حكايات العراقيين وتقديمها للعالم، وتشجيع الناس على استخدام إمكانياتهم لمساعدة الآخرين.

 

من بغداد، المدينة العتيقة التي تهوى الحياة، ينقل حبيب صور تشبث "البغداديين" بعاصمة بلدهم، فتبدو السيدة خضراء عبدالله البالغة 55 عاماً التي فقدت بصرها في حرب عام 2003 متعلّقة بالأمل رغم الظروف الصعبة التي مرت بها وسلبتها زوجها عام 2006، فيما يتطلع رجل مسن إلى السماء عند مزار الشيخ عبد القادر الجيلاني وكأنه يدعو بعودة الاستقرار والسلام إلى مدينته التي أعيت أهلها أصوات الرصاص والقذائف.

 

ويصل معن حبيب بكاميرته إلى الأهواز، تلك الأرض المترامية المساحة التي تعرضت للجفاف بسبب خلافات مع دول الجوار، منعت وصول المياه إلى سكانها الذين باتوا فريسة الخوف من المستقبل، بسبب فقدان عصب الحياة وانتشار التلوث الناجم عن الملح والمعادن الثقيلة، وهو ما دفع بعضهم إلى الفرار إلى مدن وقرى مجاورة، تمكن المصور المحترف من الوصول إليهم فيها، ناقلاً نظرات القلق في أعينهم.

 

أما المصور إسدراس إم سواريز الفائز بجائزة بوليتزر العالمية مرتين تكريماً لما قدمه خلال تغطيته لمذبحة ثانوية كولومباين الأمريكية، وتفجير ماراثون بوسطن، ومذبحة نيوتاون الأمريكية، إضافة إلى كارثة تسونامي، وحرب العراق وغيرها، فيقدم في معرضه "لحظات" 33 صورة  التقطها في كوبا، وجواتيمالا، وهايتي والعراق، وفلسطين، ويتناول بعضها الحياة تحت ظل الحرب أو الاحتلال.

المصور معن حبيب في معرض  عين على العراق في إكسبوجر 2018
المصور معن حبيب في معرض عين على العراق في إكسبوجر 2018

 

يركز سواريز في مجموعته "العراقية" على براءة الأطفال وهم يراقبون الجنود في شوارع بغداد والبصرة، إذ يبدون غير عابئين بتلك الأسلحة المصوبة أحياناً باتجاههم أو نحو منازلهم، فيما تبرز صورة أخرى مقاتلين فلسطينيين يستمتعون بلحظات من الهدوء قبيل بدء تدريباتهم العسكرية، أما الصور الأكثر تأثيراً فهي لجثة فتى من جواتيمالا لقي حتفه في حادث سير على الطريق السريع أثناء محاولته الهجرة إلى الولايات المتحدة بطريقة غير شرعية.  

يوميات لاجئ

وفي حضورها الأول بالمهرجان الدولي للتصوير "إكسبوجر 2018"، تشارك مؤسسة "يوميات لاجىء" الهولندية غير الربحية التي تهدف إلى توثيق حياة اللاجئين والنازحين داخلياً في بلادهم ومساعدتهم وتعليمهم، بمعرض يحمل عنوان "يوميات لاجىء" ويتضمن ثلاث صور فقط، التقطها المصور الفلسطيني محمد محيسن في ثلاثة مخيمات للاجئين في كل من الأردن، وصربيا، واليونان.  

صور من معرض يوميات لاجئ في إكسبوجر 2018 (1)

في الصورة الأولى تبدو الطفلة الأفغانية آنا رحموني البالغة من العمر 21 شهراً نائمة تحت شبكة تحميها من البعوض "ناموسية" خارج الخيمة التي يقيم فيها أفراد عائلتها في مخيم ملاكاسا شمال العاصمة اليونانية أثينا، فيما تظهر في الصورة الثانية اللاجئة السورية فاطمة (13 عاماً) وأختها زهرة (7 أعوام) وهما تتطلعان بخجل نحو الأرض في مخيم غير رسمي بالقرب من مدينة المفرق الأردنية، أما الصورة الثالثة فهي لمجموعة من اللاجئين الذين يؤدون صلاة المغرب في مسجد مؤقت أقيم على طرف إحدى طرق العاصمة الصربية بلغراد.

صور من معرض يوميات لاجئ في إكسبوجر 2018 (2)

ويجمع المهرجان الدولي للتصوير "إكسبوجر" في دورته الثالثة التي تقام خلال الفترة من 21 حتى 24 نوفمبر الجاري، نخبة من أبرز المصورين العالميين، لتقدم لهواة ومحترفي التصوير في الإمارات والمنطقة فرصة الاطلاع على تجارب إبداعية وفنية لها تاريخ طويل في تغطية الحروب، وتوثيق التاريخ، ورصد جماليات الطبيعة، واستكشاف أسرارها بالعدسات، إذ يشارك في المهرجان أكثر من 35 مصوراً تشكل حصيلة خبراتهم أكثر من 700 عام من التصوير.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة