كيف تؤثر الأدوية البيطرية على صحة الإنسان؟.. المضادات الحيوية للحيوانات تكسبها مناعة ضد الميكروبات.. حظر 21 دواء لتأثيرها على تكوين ونمو عظام الأطفال.. وبيطريون: بعضها يؤثر على المخ وينشط سرطانات وأنثوية الذكور

الثلاثاء، 20 نوفمبر 2018 05:00 م
كيف تؤثر الأدوية البيطرية على صحة الإنسان؟.. المضادات الحيوية للحيوانات تكسبها مناعة ضد الميكروبات.. حظر 21 دواء لتأثيرها على تكوين ونمو عظام الأطفال.. وبيطريون: بعضها يؤثر على المخ وينشط سرطانات وأنثوية الذكور كيف تؤثر الأدوية البيطرية على صحة الإنسان؟
كتبت آية دعبس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قد يكون الأمر من غير المألوف بالنسبة لك، حين تعلم أن الدواء البيطرى يؤثر بشكل مباشر على صحتك، ولا يمكن الفصل بين استخدامها لعلاج الحيوانات، وبينك كإنسان، نتيجة لعشوائية وسوء استخدامها، لكن ما يؤكد لك ذلك، هو المنشورات التى يتم إرسالها بشكل دورى لمديريات الطب البيطرى بالمحافظات، خاصة بحظر ومنع استخدام عدد من العقاقير البيطرية، والتى بلغ عددها مؤخرا 21 دواء بيطريا، من بينهم 11 صنف حظر شامل، وصنفين حظر جزئى، والسماح لـ3 بضوابط محددة، حفاظا على صحة وسلامة الإنسان.

 

articles_logo_1509263897

تضمنت منشورات مديريات الطب البيطرى، والتى حصل "اليوم السابع"، على نسخة منها، أن عددا من المضادات الحيوية المحظور تداولها، ثبت أن لها أضرارا بالغة على تكوين ونمو العظام عند الأطفال حتى عمر 18 سنة، لذا فإنها لا تستخدم إلا فى الضرورة القصوى، حرصا على عدم وصولها للأطفال عن طريق بقاياها فى اللحوم الحمراء والبيضاء والألبان، بالإضافة إلى حظر استخدام مضاد حيوى هام للغاية لعلاج السل الرئوى عند الإنسان، فى المجال البيطرى لمنع وصوله للإنسان، حيث يكتسب الميكروب مناعة ضده، فيؤثر على كفاءته فى علاج السل الرئوى فى حالة إصابة الإنسان به.

متبقيات الأدوية
 

الدكتور سيد قاسم، طبيب بيطرى، قال فى تعليقه على العلاقة بين الدواء البيطرى وصحة الإنسان،: إنه لكل دواء بيطرى، حسب نوعه، فترة يستغرقها لاختفاء أثره من الحيوانات، فبعضها يحتاج لشهر، وأخرى 45 يوم، وغيرها 10 أيام، ونادرا جدا أن يتم استخدام دواء ليس له أثر، لافتا إلى أن تناول الإنسان للغذاء ذات الأصل الحيوانى بمتبقيات الأدوية، يؤثر سلبا على صحته، مشيرا إلى أنه لا يوجد أى طريقة تجعل المواطن اكتشاف استمرار وجود متبقيات للأدوية فى الأغذية قبل تناولها، مؤكدا أن التأثير لا يحدث فورى لكنه تراكمى.

 

 

bei-bei-bowl-surgery
 

وأضاف قاسم، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن أساس الأزمة هو سوء استخدام الدواء البيطرى، فى علاج الحيوانات، بسبب عدم وجود إشراف بيطرى على الأدوية البيطرية وتداولها، الأمر الذى جعل غير المتخصصين فى استغلال ذلك، بجانب عدم الالتزام بالأوقات اللازمة لاختفاء تأثير الأدوية على الأغذية، جعلها تنتقل من خلال اللحوم ومنتجاتها، والألبان ومنتجاته، والأسماك، والبيض، والدواجن.

المنشطات تنشط السرطانات وتغير من المظهر الذكورى
 

أدوية تستخدم فى الحيوان والإنسان، وخاصة المضادات الحيوية، تم منع استخدامها بالنسبة للأطفال والحيوان، خاصة أن سوء استخدامها فى الحيوان أدى إلى انتقالها من خلال اللحوم والألبان والبيض، فالأطفال يتناولونها وبالتالى تم منعها فى الاستخدام البيطرى، لافتا إلى أن عدم إحكام الرقابة على الدواء البيطرى، ساعد فى استخدام البعض لمنشطات النمو المخصصة لحيوانات السباق كالحصان، والكلاب، لتسمين الحيوانات لزيادة وزنها بشكل سريع، رغم التأكيد على استخدامها بضوابط، وعدم استخدامها فى الحيوانات التى يتم استخدامها كغذاء، لأنها قد تساعد على تنشيط بعض السرطانات، وتساهم فى حدوث ظواهر "أنثوية" للذكور، وضرر للإناث، بالنسبة للإنسان.

 

shutterstock_223459672

فى سياق مُتصل، قالت الدكتورة نبيلة البطراوى، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء البيطريين، إن بعض الأدوية تستخدم بشكل خاطئ، فمن المفروض أنه بعد حقن الحيوان بمضاد حيوى يتم حظر استخدام اللبن الخاص به للإنسان، لاستمرار وجود متبقيات الدواء والتى تظل موجودة باللبن، ومع تراكم تلك المتبقيات فى جسم الإنسان تشكل أجسام مناعية ضد الدواء، وفى حال حصول المريض على دواء للميكروب لا يتأثر به، مشيرة إلى أن المربيين أحيانا يتجهون إلى مراكز بيع الأدوية للحصول على وصفات أو علاج دون إلمامهم بطرق علاج الحيوان بها.

وأوضحت نبيلة البطراوى، أن كثرة استخدام المسكنات وسوء استخدامها لعلاج الحيوانات، قد تؤدى إلى الفشل الكلوى عند الإنسان، مؤكدة أن ذلك يرتبط بشكل مباشر بعدم وجود رقابة بيطرية نتيجة للعجز فى أعداد الأطباء البيطريين، قائلة: هناك تقريبا 4 آلاف و700 قرية على مستوى الجمهورية، يتبع لهم 28 ألف عزبة، يمثلون 80% من الثروة الحيوانية والداجنة فى مصر، ومسئول عنهم صغار المربيين، وبالتالى لابد من تغطية كل تلك المناطق بالخدمات البيطرية، خاصة أن أكثر من نصف القرى لا يوجد بها وحدات بيطرية، أو أطباء بيطريين، لذا لابد من عمل دراسة دقيقة لمعرفة الأعداد المطلوبة لتغطية العجز فى الأطباء البيطريين، حفاظا على صحة المواطنين.

عشوائية استخدام المضادات الحيوية
 

فيما أكد الدكتور أسامة موسى، المنسق العام للطب البيطرى بقطاع التعليم والطلاب بجامعة القاهرة، أنه لا يوجد أى خطورة من الأدوية التى يتم حقنها للحيوانات، عدا المضادات الحيوية، أى دواء أخر فهى أغلبها معادن ومقويات وفيتامينات، وأملاح معدنية، وينعكس إيجابيا على صحة الإسنان، لكن المضاد الحيوى له فترة انسحاب من جسم الحيوان، مثل الإدمان وانسحابه من الدم، وذلك تبعا لقوى كل نوع من المضاد الحيوى، مما يسبب ضرر لجسم الإنسان، مثل تقليل مناعته، لحقنه بمادة ليس فى حاجة لها.

 

 

irap

وأضاف موسى، لـ"اليوم السابع"،:  كما أن هناك أدوية تضر بخلايا المخ، ومن ثم على أداء الجسم كاملا، لافتا إلى ضرورة إجراء كشف دورى من جانب الأطباء البيطريين على الحيوانات بالمزارع، مع التشديد على وجود طبيب بيطرى فى كل مزرعة باختلاف أنواعها "أبقار، جاموس، دواجن"، لضمان عدم وصول الأغذية بالمتبقيات للمواطنين، خاصة أننا نعانى من أن هناك أمراض يتم الاستعانة ضدها بلقاحات وأدوية تحتاج إلى فترات إنسحابية كبيرة.

 

ولفت إلى أن هناك قانون يلزم المزارع بتعيين طبيب بيطرى بها، لكن المزارع لا تلتزم، حتى أصبح لا يوجد عدد كافى من البيطريين، للإشراف عليها لضمان الغذاء الأمن للإنسان، مضيفا: أخر تعيين تم للبيطريين كان فى عام 1994، منذ ذلك التاريخ لم يتم تعيين طبيب بيطرى واحد، رغم استمرار خروج البيطريين على المعاش دون إحلال غيرهم، مما ينذر بمشكلة كبيرة فى الفترة المقبلة، وبالتالى فأن كل حل الأزمة هو تعيين بيطريين، وعلى الجميع أن يدرك ذلك.

Screen-Shot-2016-10-25-at-7.19.39-PM
 
Dollarphotoclub_62850243
 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة