ما حكم الحركة أثناء الصلاة ؟، سؤال ورد للجنة الفتوى بمجمع البحوث الاسلامية بالأزهر الشريف ، وجاء رد اللجنة كالآتى: الأصل أَنَّ الْحَرَكَةَ فِي الصَّلَاةِ لَيْسَتْ مَطْلُوبَةً ؛ لاستحضار الخشوع والأدب بقلبه وجسمه ؛ لقول الله – سبحانه -:قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ،وقول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- للذي أساء في صلاته ولم يطمئن فيها: ارجع فصل فإنك لم تصل .
وتحديد الحركات المنافية للطمأنينة وللخشوع بثلاث حركات فليس ذلك بحديث عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وإنما ذلك كلام بعض أهل العلم، وليس عليه دليل يعتمد، إلا أن الفقهاء ذكروا أن حركات المسلم في الصلاة أنواع ، وذكروا لكل نوع حكما :
فمنها : مايبطل الصلاة كالحركات الكثيرة غير الضرورية والتي لا يُحتاج إليها ، ومنها:ماهو مكروه وإن كانت لاتبطل الصلاة ، كالحركات اليسيرة القليلة غير الضرورية والتي لايُحتاج إليها كالعبث اليسير بالملابس أو البدن أواللحية أو شعر الرأس بدون سبب،لأنه ينتفي معه الخشوع المطلوب في الصلاة ، ومنها : ماهو مباح كالحركات اليسيرة القليلة الضرورية والتي يُحتاج إليها كالتي كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعلها من حمل أمامة بنت ابنته زينب ، فكان إذا سجد وضعها، وإذا قام حملها ، وطلوعه على المنبر، ونزوله منه حال الصلاة، وفتحه الباب لعائشة، ونحو ذلك مما يفعله للحاجة ولبيان الجواز .
والأفضل للمؤمن أن يحافظ على الخشوع، ويترك العبث قليله وكثيره ؛ حرصًا على تمام الصلاة وكمالها ؛ ولعظم شأن الصلاة، وكونها عمود الإسلام، وأعظم أركانه بعد الشهادتين، وأول ما يحاسب عنه العبد يوم القيامة. ومنها : ماهو مشروع ومطلوب؛ لمصلحة الصلاة ،وقد يصل الطلب لدرجة الوجوب ، كمن كان مستقبلا غير القبلة فعليه حينئذ أن يستقبل القبلة وجوبا لما روي أن الناس كانوا يصلون في مسجد قباء في صلاة الصبح فجاءهم آتٍ فقال لهم: إن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قد أنزل عليه الليلة قرآن ، وأمر أن يستقبل القبلة فاستقبلوها، فانصرفوا إلى الكعبة وهم يصلون ، وقد يصل لدرجة السنة ، كالحركات التي يتوقف عليها كمال الصلاة. مثل للمكان الفاضل، أوالدنو في الصف إذا انفتحت الفرجة فدنا الإنسان إلى جاره لسد خلل الصفوف ومايشبه ذلك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة