أكرم القصاص - علا الشافعي

خالد ناجح

نشأة الرئيس السيسى واستعادة قوة مصر

الإثنين، 19 نوفمبر 2018 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الجذور.. إذا أردت أن تعرف شخصاً.. أى شخص.. فارجع لجذوره ونشأته فسوف تعرف شخصيته وطباعه.. هكذا علّمنا الأجداد بأن «العرق يمد لسابع جد»، وعندما يكون الجذر صالحاً فبالتأكيد يكون الفرع مثمراً.
 
وعندما نتحدث عن واحد من الرجال المصريين الخلصاء، الذى يحب تلك الأرض الطيبة، ومستعد لأن يفنى حياته فى خدمتها ورفعتها، وصون كرامة أبنائها الذين هم أهله وشعبه، فلابد أن شعب مصر العظيم يعلم أننى أتحدث عى رئيسنا عبدالفتاح السيسى الذى يستخدم أسلوباً بسيطاً فى الخطابات التى يلقيها يغلب عليها الارتجال للوصول للشعب المصرى وكأنه يخاطب كل فرد على حدة، ويوجه له الرسالة والتى كان أكثرها غير مفهوم فى وقتها فى بداية حكمه، إلا أن الأيام ومع مرورها وتسارع الأحداث جعلت كلاً منا يسترجع هذه الرسائل والكلمات التى كان كل حرف فيها له قصد وله مغزى ومعنى عرفناه، ومع كل خطاب نركز فى كلماته حتى لا تفوتنا رسالة.
 
إن نشأة الرئيس السيسى الأولى فى حى شعبى «الجمالية» أكسبته خبرة التعامل مع المصريين بشتى فئاتهم وطبقاتهم، كما خلقت دراسته داخل الكلية الحربية منه إنساناً منضبطاً ملتزماً، علاوة على ذلك؛ فإن سنوات عمله داخل جهاز المخابرات الحربية أعطته خبرة عملية أكبر خصوصًا تلك المتعلقة بـ«مهارات العمل مع الناس، ومعرفة كيفية الاستماع، وكيفية الفهم»، وقد انعكس ذلك، على كسب ثقة المتحاورين معه من قادة العالم، واستطاع أن يطوع هذه المهارات لصالح الدولة المصرية.
 
وقد أثرت القيم المجتمعية التى نشأ فيها الرئيس وفى كنفها تم تكوينه الفكرى واتجاهاته السياسية، ولعل أهم هذه القيم قيمة الانتماء الوطنى، وكذا الثقافة العسكرية التى يعشقها المصريون بالفطرة، إذ إن التعليم العسكرى يتسم بالانضباط حتى صارت الأمثلة الشعبية تضرب على هذا الانضباط.
 
فقد بدأ السيسى حياته العسكرية عام 1970 طالبًا فى المدرسة الثانوية الجوية، ثم تخرج فى الكلية الحربية المصرية عام 1977 حاصلا على درجة البكالوريوس، حصل على درجة الماجستير من كلية القادة والأركان عام 1987، حصل على درجة الماجستير من كلية القادة والأركان البريطانية عام 1992 بنفس التخصص، حصل على زمالة كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر العسكرية العليا عام 2003، حصل على زمالة كلية الحرب العليا الأمريكية عام 2006.
 
وعلى المستوى المهنى شغل السيسى منصب رئيس فرع المعلومات والأمن بالأمانة العامة لوزارة الدفاع، قائد كتيبة مشاة ميكانيكية، ملحق دفاع بالمملكة العربية السعودية، قائد لواء مشاة ميكانيكية، قائد فرقة مشاة ميكانيكية «الفرقة الثانية» رئيس أركان المنطقة الشمالية العسكرية، قائد المنطقة الشمالية العسكرية «فبراير 2008 - يناير 2010» مدير المخابرات الحربية والاستطلاع «يناير 2010 - أغسطس 2012» وكان أصغر أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة سنًا قبل اختياره لمنصب وزير الدفاع حتى استقالته فى 26 مارس 2014 للترشح للرئاسة والفوز بها.
 
تسلم السيسى السلطة فى وقت كان فيه المجتمع المصرى متفككا ومؤسساته منهكة جراء حالة من الفوضى ضربت البلاد منذ يناير 2011 وكان الاقتصاد المصرى يعانى بشدة، فكان الاقتصاد فى حالة من السقوط الحر، وصل فيه النمو الاقتصادى إلى %2 فى السنة، والتضخم المرتفع إلى خانة العشرات، ومعدل البطالة الذى وصل إلى %13، مع معدل بطالة الشباب بأكثر من ضعف ذلك، والمصاحب بانخفاض فى الاحتياطيات الأجنبية بأقل من 17 مليار دولار.
 
لكن سرعان ما بدأ السيسى بمحاولة تدعيم اقتصاد البلاد، واتخذت الحكومة إجراءات تقشفية صعبة كانت آثارها واضحة على الطبقات الدنيا والمتوسطة، والتى أقر الرئيس السيسى بها فى خطاباته التى يوجهها باستمرار للشعب المصرى، بصعوبة تلك الإجراءات، لكنه أكد فى نفس الوقت أنه فى حالة غياب تلك الإجراءات الإصلاحية للاقتصاد المصرى ستنتج بالتتابع آثار أسوأ بكثير.
 
ومع ذلك فقد بدأت تلك الإجراءات تؤتى ثمارها، وينمو الاقتصاد الآن بنسبة %5.4، وانخفض التضخم ليقترب من %11، وبلغ معدل البطالة أدنى مستوى له منذ ثمانى سنوات، وارتفع احتياطى النقد الأجنبى إلى 44 مليار دولار، بل وبدأت صناعة السياحة التى كانت مدمرة فى التعافى وعادت إلى الظهور بنسبة %30 حتى عام 2018 مقارنة بأرقام العام السابق، لتدر إلى الخزانة العامة مصدرا مهما للعملة الصعبة، وفى نفس الوقت تساهم فى خفض معدلات البطالة بما توفره من وظائف مرتبطة بها. بدأت كذلك الشركات الأجنبية بالتوجه للاستثمار المباشر فى مصر، ومن بين تلك الشركات إينى الإيطالية وسيمنز الألمانية وروساتوم الروسية.
 
وقد تزعم الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال السنوات الماضية مشروعًا لاستعادة المكانة القيادية لمصر عربياً وإفريقياً وإقليمياً، وأيضاً فى النظام العالمى، ومواجهة التحديات التى تواجه مصر ودوائرها الاستراتيجية المختلفة عبر أدوات متعددة تقليدية وغير تقليدية، بما فى ذلك الحرب المعلوماتية العالمية، واستطاع السيسى بلورة موقف مصر تجاه القضايا الإقليمية والدولية الملحة والراهنة المطروحة على الساحة، وأبرزها التعامل مع الإرهاب والفكر المتطرف– كقضية ذات أولوية قصوى- وعلاقتها المباشرة بالأزمات التى تمر بها بعض دول المنطقة مثل سوريا وليبيا، والقضايا الدولية متعددة الأطراف، وقضايا الاقتصاد والتعاون الدولى، وعلاقات مصر الخارجية على المستويين الثنائى والجماعى أصبحنا ندير علاقاتنا مع دول العالم فى إطار الشــراكة وليس التبعية، فمصر ليست تابعة لأحد، نحن لدينا علاقات استراتيجية ثابتة نحافظ عليها ونسعى لتطويرها وهى علاقات شراكة تقوم على الانفتاح وتبادل المصالح والرأى والحوار السياسى والاحترام المتبادل.
 
فبعد ضعف دورها على الساحة الدولية، وفى محيطها ودوائرها الاستراتيجية استطاعت مصر بقيادة الرئيس السيسى تحقيق نجاح ملموس فى سياستها الخارجية فى دوائرها المختلفة العربية والإسلامية والأفريقية والدولية، واستعادت مصر مكانتها ودورها المحورى لصالح شعبها والمنطقة والعالم، الأمر الذى حقق العديد من أهداف ومصالح مصر، وأدى إلى تفهم ودعم المجتمع الدولى لجهود مصر فى تحقيق الاستقرار والتنمية والتقدم، وأعاد شبكة علاقات مصر الإقليمية والدولية إلى المستوى المأمول من التوازن والندية والاحترام المتبادل، وساهم فى تحقيق أهداف الأمن القومى المصرى، ودعم قدرات مصر العسكرية والاقتصادية، وأى نجاح أمنى أو سياسى أو اقتصادى يرجع الفضل فيه لوجود قوات مسلحة متطورة وتعلم كيف تواجه تحدياتها وحماية أمن البلاد فى أى وكل وقت.
 
أما خطاباته التى يلقيها فى المنظمات الدولية، والتى تعبر عن سياسات الدولة المصرية والتى كانت تتسم وتجمع بدرجة ما بين الواقعية السياسية والأفكار المحافظة، وكلاهما يتم توظيفه للتأكيد على مكانة الدولة المصرية التى يعرفها الرئيس جيداً.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة