دراسة بمركز الصفوة للرأى العام: لا توجد استراتيجية شاملة لمواجهة الإرهاب.. وغياب الأدلة المهنية أدى للارتجال.. تطالب بتأسيس مرصد لحوادث الإرهاب.. عادل عبدالغفار: مبادرات لتفعيل دور الإعلام لمواجهة المشكلات

الإثنين، 19 نوفمبر 2018 05:13 م
دراسة بمركز الصفوة للرأى العام: لا توجد استراتيجية شاملة لمواجهة الإرهاب.. وغياب الأدلة المهنية أدى للارتجال.. تطالب بتأسيس مرصد لحوادث الإرهاب.. عادل عبدالغفار: مبادرات لتفعيل دور الإعلام لمواجهة المشكلات الدكتور عادل عبد الغفار مدير مركز الصفوة للإعلام والرأى العام
وائل ربيعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى دراسة علمية أعدها مركز الصفوة للإعلام والرأى العام استهدفت تقييم دور الإعلام فى مواجهة الإرهاب، وطرح رؤى مستقبلية تسهم فى تفعيل دورالإعلام ومؤسسات الاتصال المباشرفى مواجهة الإرهاب من خلال تحديد الأدوار المنوطة بكل منها فى إطار استراتيجية إعلامية واتصالية شاملة، كشفت الدراسة أنه لا توجد استراتيجية إعلامية شاملة لمواجهة الإرهاب فى مصر.

شملت الدراسة، تحليل نتائج 50 دراسة علمية وطنية وعربية وأجنبية، أجريت خلال الفترة من عام 2000حتى 2018، لتقييم تجارب الإعلام فى مواجهة الإرهاب فى مصر وعدد من الدول العربية والأجنبية.

وخلصت الدراسة إلى أن الإعلام المصرى خصص مساحات إعلامية كبيرة لتقديم تطورات ما تشهده البلاد من حوادث إرهابية، وقدم تغطية إعلامية واسعة لعمليات القوات المسلحة والشرطة فى مواجهة الإرهاب، وعظمت وسائل الإعلام دور الجيش والشرطة فى ضبط الإرهابيين، والقبض على الشخصيات النافذة فى التخطيط للعمليات الإرهابية، وتغطية جهود ضبط كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات التى كان يتم إعدادها لتنفيذ عمليات إرهابية، كما قدمت وسائل الإعلام تضحيات رجال الجيش والشرطة فى مواجهة الإرهاب، وعظم الإعلام مكانة الشهداء وبطولاتهم للتضحية بأرواحهم من أجل الوطن. وأفردت وسائل الإعلام مساحات واسعة لتحليلات الخبراء وعلماء الدين لتفسير دوافع سلوك التطرف والإرهاب، وأبرزت طبيعة التحالفات الإقليمية والدولية التى تستهدف استقرار مصر، وضرورة معالجة الإرهاب فى إطار نظرة شاملة لما تواجهه المنطقة برمتها من مخططات، وتنمية الوعى بسيناريوهات تمثل خطرا حقيقيًا على الأمن القومى المصرى والعربى فى حال تنفيذها.وركز الخطاب الإعلامى فى كافة وسائل الإعلام المصرية على ضرورة المواجهة الشاملة للإرهاب، وتجديد الخطاب الدينى، وتفعيل دور المؤسسات الدينية فى شيوع الفكر الإسلامى المعتدل.

وكشف تحليل نتائج الدراسات المعنية بتقييم معالجة الإعلام المصرى لحوادث وقضايا الإرهاب عن افتقاد بعض وسائل الإعلام للمبادئ المهنية فى التعامل مع صور الجثامين، وتقديم بعض المعالجات الإعلامية فيديوهات لعمليات الذبح والقتل البشع التى نفذتها المنظمات الإرهابية ، ودعم نشرهذه الفيديوهات الحرب النفسية التى تنفذها هذه المنظمات الإرهابية، إضافة إلى التأثير السلبى للسبق الإعلامى على دقة ما ينشر من أخبار بشأن بعض حوادث الإرهاب التى شهدها المجتمع المصري، ونمطية أداء بعض وسائل الإعلام فى معالجتها لقضايا الإرهاب، فضلا عن تضارب المعلومات والأخبار والقصص المتداولة أحيانا فى تغطية حوادث وقضايا الإرهاب.

غياب استراتيجية إعلامية متكاملة للتعامل مع قضايا الإرهاب

كما كشفت الدراسة عن غياب استراتيجية إعلامية متكاملة ترشد أداء الإعلام المصرى فى تناول قضايا الإرهاب، والافتقار إلى كود مهنى يرشد أداء الإعلاميين فى التعامل مع قضايا الإرهاب، وهو ما تسبب - حسب ما أشارت إليه بعض الدراسات - فى ارتجالية الأداء الإعلامى فى بعض الأحيان ، بالإضافة إلى عدم وجود دليل تقييم مهنى يستند إلى المعاييرالمهنية، تعتمد عليه المؤسسات الإعلامية فى تقييم أداء الإعلاميين فى معالجة قضايا الإرهاب، وغياب الرصد الدقيق لما ينشر ويبث عن الإرهاب فى وسائل الإعلام، بما يعكس الحاجة الماسة لمرصد إعلامى يعنى برصد وتقييم المحتوى الإعلامى المرتبط بالإرهاب.

طالبت الدراسة بإعداد استراتيجية متكاملة توضح الأدوارالمنوط بوسائل الإعلام القيام بها للتصدى للإرهاب، إلى جانب تحديد المهام المنوط بكافة الجهات الرسمية ومؤسسات الاتصال المباشر القيام بها لضمان مشاركتها الفعالة فى مواجهة الإرهاب مثل: المساجد والكنائس والجامعات والمدارس والنقابات ومنظمات المجتمع المدنى ومراكز الشباب.

وأكدت الدراسة ضرورة إعداد « دليل مهني» يرشد أداء الإعلاميين فيالتعامل مع حوداث وقضايا الإرهاب، وأهمية تأسيس مرصد قومى يعنى برصد وتحليل المحتوى الإعلامى المتعلق بالإرهاب.

وقدمت الدراسة التى أجراها فريق خبراء الإعلام بالمركز، ضم كلًا من الدكتور عمرو عبد الحميد مدرس الإعلام بجامعة بنى سويف، والدكتور خالد زكى مدرس الإعلام بجامعة القاهرة، بإشراف الدكتور عادل عبد الغفار أستاذ الإعلام والرأى العام بجامعة القاهرة، مدير مركز الصفوة للإعلام والرأى العام، مقترحا بالعناصر الأساسية التى يجب أن تتضمنها الاستراتيجية الإعلامية ، الدليل المهني، المرصد الإعلامى ، دليل مؤشرات تقييم الأداء.

استراتيجية إعلامية متكاملة

أشارت الدراسة إلى أن الهدف الرئيسى للاستراتيجية الإعلامية المقترح إعدادها يتمثل فى تفعيل دور الإعلام وكافة مؤسسات الاتصال المباشر بالمجتمع المصرى فى مواجهة الإرهاب، من خلال تصور واضحيحدد الأدوار المطلوب القيام بها لمكافحة الإرهاب، بما يسهم فى توعية الجمهور بمخاطرالإرهاب، ويرسخ قيم التسامح والاعتدال فى وجدان الشخصية المصرية، ويحفزها للتصدى للأفكار المتطرفة، ويشجعها على تقبل التحديث التطوير، ويضمن تكامل الجهود الرسمية وغير الرسمية فى التصدى للإرهاب.

قائمة محددة بالبرامج التفصيلية

فعلى مستوى الإعلام، من الضرورى أن تشمل الاستراتيجية قائمة محددة بالبرامج التفصيلية المنوط بالإعلاميين القيام بها فى إطار الأدوار المحددة لهم، وكذلك آليات التنفيذ، كما تتضمن الأساليب المبتكرة التى يمكن للإعلاميين الاعتماد عليها فى مخاطبة الرأى العام على نحو يؤسس لثقافة مجتمعة تدعم قيم التسامح والاعتدال، وتنبذ الإرهاب، وتحارب التطرف بمختلف صوره.

وعلى مستوى الرأى العام، ينبغى أن تتضمن الاستراتيجية عرضًا للتجارب البناءة لشعوب العالم فى محاربة الإرهاب، وآليات عملية مبتكرة من شأنها تحفيز الرأى العام لمساندة الدولة فى حربها ضد الإرهاب، وعرضًا لأساليب فنية يمكن من خلالها مساعدة الرأى العام فى التصدى لدعوات التطرف التى تطلقها التنظيمات المتطرفة عبر الإنترنت.

وعلى مستوى مؤسسات الاتصال المباشر، تحدد الاستراتيجية الأدوار المنوط القيام بها من جانب مؤسسات الاتصال المباشر «المساجد، الكنائس، المدارس، الجامعات، النقابات، منظمات المجتمع المدني، مراكز الشباب، مراكز الاستعلامات...إلخ» للتصدى للإرهاب، كما تشمل الاستراتيجية أساليب مبتكرة تستخدمها المؤسسات الرسمية فى التواصل مع الرأى العام، لضمان دعمه ومساندته لها فى إطار مواجهة الإرهاب، بالإضافة إلى «دليل إرشادي» يساعد المؤسسات الرسمية فى كيفية مخاطبة الرأى العام العالمى بشأن التحديات التى تواجهها مصرفى حربها ضد الإرهاب.

 

وتتضمن الاستراتيجية الرسائل الإعلامية المتنوعة، التى تدعم الدولة فى مواجهة الإرهاب، كما تتضمن تصورًا لكيفية توظيف مواقع التواصل الاجتماعى فى مكافحة الإرهاب.

دراسات تحليلية لمضامين الإرهاب فى وسائل الإعلام

وعرض فريق الخبراء بالمركز مجموعة الخطوات الإجرائية المطلوبة لإعدادالاستراتيجية الإعلامية، ومنها إجراء دراسات تحليلية لمضامين الإرهاب فى وسائل الإعلام المختلفة، وتحليل مضمون عينة من صفحات الجماعات المتطرفة المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، لرصد استراتيجياتهم الإعلامية فى التأثير على الرأى العام، للمساعدة فى صياغة استراتيجيات مضادة لها، على نحو يحصن الجمهور بوجه عام، والشباب بوجه خاص لعدم الانسياق وراء دعوات التجنيد فى صفوف الجماعات المتطرفة، إلى جانب إجراء مجموعات نقاش متعمقة مع خبراء الإعلام حول تقييمهم الفنى لأداء الإعلام المصرى فى مواجهة الإرهاب.

دليل مهنى لترشيد أداء الإعلام فى مواجهة الإرهاب

أوضحت الدراسة أن الدليل المهنى يشمل مجموعة المبادئ المهنية التى ترشد أداء الإعلاميين فى تغطية حوادث الإرهاب، سواء على مستوى المبادئ المهنية الحاكمة لنقل تفاصيل الحادث الإرهابي، أو المهارات المهنية الخاصة بتعامل الإعلاميين مع مواقع التواصل الاجتماعى بشأن ما يتعلق بالإرهاب، أو آليات تعامل الإعلاميين مع صور الجثامين والمصابين، وكيفية تعامل الإعلاميين مع المصابين والناجيين من الحادث، وآليات التعامل الإعلامى مع أهالى وأقارب منفذى العمليات الإرهابية، ومهارات التعامل مع التسجيلات والمشاهد الدموية والتهديدات التى تبثها الجماعات الإرهابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو وسائل إعلامها.

وتضمنت الدراسة مجموعة الخطوات الإجرائية والتنفيذية المطلوبة لإعدادالدليل المهني، منها تحليل مضمون عينة من الدراسات العربية والأجنبية التى اهتمت بتحليل الأداء المهنى للإعلام فى معالجة قضايا الإرهاب، بهدف الاستفادة من المعايير التى انتهت إليها هذه الدراسات، سواء كانت معايير خاصة بكيفية نقل الحادث الإرهابي، أو بالتعامل مع صور الجثامين والمصابين، أو معايير خاصة بأداء الإعلامى ذاته، إلى جانب تحليل الأدلة المهنية المنظمة للأداء الإعلامى بوجه عام، أو تلك المعنية بمهنية الأداء الإعلامى فى تغطية حوادث الإرهاب، أو النزاعات، أو الحروب، فى أغلب دول العالم، وكذلك إجراء مجموعات نقاش متعمقة مع خبراء الإعلام لاستخلاص رؤاهم بشأن المبادئ المهنية المقترحة لترشيد أداء الإعلام فى تناول قضايا الإرهاب.

 

مرصد إعلامى لحوادث وقضايا الإرهاب

حددت الدراسة مهام المرصد الإعلامى فى رصد التجاوزات المهنية ، ووضع الإجراءات التصحيحية الواجب اتباعها لتفادى التجاوزات المهنية فى معالجةقضايا الإرهاب.

وتضمنت الدراسة تصورًا لأبرز وحدات المرصد، ما بين وحدة « السوشيال ميديا»، وحدة دراسات وبحوث الرأى العام، وحدة التواصل مع مختلف القطاعات، وحدة تقييم وتطوير الأداء، و لكل وحدة من هذه الوحدات عدد منالأدوارالمصحوبة بأنشطة تنفيذية وبرامج تفصيلية مجدولة زمنيًا.

وقدمت الدراسة مجموعة الخطوات الإجرائية لتأسيس المرصد، منها: تحليل التجارب العربية والإقليمية والدولية فى تأسيس المراصد الإعلامية عامة، والمنوطة بقضايا الإرهاب خاصة، إلى جانب إجراء مقابلات متعمقة مع خبراء الإعلام لاستخلاص رؤاهم بشأن آليات عمل المرصد.

 

دليل مؤشرات لتقييم تناول حوادث وقضايا الإرهاب

يتضمن الدليل مؤشرات عملية، واضحة، محددة، قابلة للقياس، يمكن للجهات المنوطة بتنظيم شؤن الصحافة والإعلام، الاستناد إليها فى تقييم معالجة الإعلام المصرى لقضايا الإرهاب.

وعرضت الدراسة مجموعة الخطوات الإجرائية لإعداد دليل المؤشرات، منها تحليل عينة من الدراسات والبحوث العربية والأجنبية التى عنيت بتقييم معالجة وسائل الإعلام لقضايا الإرهاب فى مختلف الدول، بهدف الاستفادة من المؤشرات التى اعتمدت عليها فى القياس، وكذلك إجراء دراسة تستهدف تحليل أدلة تقييم الأداء الإعلامى فى عدد من دول العالم، إلى جانب إجراء مقابلات متعمقة مع خبراء الإعلام لاستخلاص رؤاهم بشأن المؤشرات المقترحة التى يمكن الاعتماد عليها فى تقييم الأداء الإعلامى حول قضايا الإرهاب.

 

عادل عبد الغفار: الدراسة سعت لتقديم حلولا تنفيذية مبتكرة

من جانبه، أوضح الدكتور عادل عبد الغفار، أستاذ الإعلام والرأى العام بجامعة القاهرة، مدير مركز الصفوة للإعلام والرأى العام، أن هذه الدراسة سعت لتقديم حلول تنفيذية مبتكرة من شأنها تفعيل دور الإعلام وكافة مؤسسات الدولة فى التصدى للإرهاب، ومواجهة دعوات التطرف التى تطلقها الجماعات الإرهابية عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأضاف مدير المركز، أن هذه الدراسة تأتى انطلاقًا من سياسة المركز الهادفة لتقديم حلول جادة تمكن الإعلام من القيام بأدوار أكثر فعالية فى مواجهة التحديات التى تواجه المجتمع المصري، وفى القلب منها قضية الإرهاب التيتطرح نفسها على المشهد السياسى والأمنى والاقتصادى والاجتماعى فى مصر.

وأكد عبد الغفار، أن المركز بصدد الإعلان عن عدد من الدراسات خلال الفترة المقبلة، التى تطرح حلولًا تنفيذية لترشيد أداء الإعلام فى مصر، وتمكنه من مخاطبة الرأى العام بأساليب جديدة ومبتكرة، اعتمادا على ما يضمه المركز من الخبراء المتخصصين فى مجالات الإعلام والرأى العام المختلفة.

جدير بالذكر أن مركز الصفوة للإعلام والرأى العام يقدم خدماته للمؤسسات المختلفة، لمساعدتها فى تطوير أدائها، ودعمها فى تحقيق معايير الجودة العالمية المطلوبة، من خلال تقديم الاستشارات الإعلامية وتحليل اتجاهات الرأى العام، دعم الإدارة الإعلامية للأزمات، إجراء بحوث وسائل الإعلام وجمهورها، تنمية مهارات العمل الإعلامى والعلاقات العامة، تحليل صورة الدول والشعوب بوسائل الإعلام الدولية، إعداد الاستراتيجيات الإعلامية، دراسات جدوى وهيكلة المؤسسات الإعلامية، الإنتاج الإعلامى.

 

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة