وائل السمرى

بيكا وشطة فى التريند وماجدة الرومى لأ

الأحد، 18 نوفمبر 2018 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أنا لا أدين أبدا الأغانى الشعبية بكل ما تنتجه، فهى فى النهاية معبرة عن طبقة بكل ما يمرون به من أحداث، لكنى أدين وبقوة أن نتمتع بقدر كبير من الغفلة التى تجعلنا نتناسى «الطبقة»، وما الذى أوصلها إلى هذا القاع، ونتعامل مع أمثال «حمو بيكا ومجدى شطة باعتبارهما نجوما فى الغناء والطرب لمجرد أنهما أصبحا «تريند» على تويتر أو فيس بوك، فى حين أن الفنانة الكبيرة «ماجدة الرومى» لم تظهر كـ«تريند» برغم إقامتها لحفل كبير فى دار الأوبرا المصرية بعد سنوات من الغياب، والنتيجة هى أننا أصبحنا أفرادا فى قطيع يقوده قطيع آخر.
 
هذه الحالة ذكرتنى بما كتبته منذ عامين فى مقال بعنوان «موبقات إعلام التريند»، الذى نشر فى 23 سبتمبر 2016 فى «اليوم السابع»، حيث قلت معددا هذه الموبقات إن اللهاث وراء «التريند» وضع الجميع فى مأزق حقيقى، إذ أدى هذا التوجه إلى تشابه الجرائد والقنوات والمواقع، وأصبح الجميع يأكل من طبق واحد، ويقدم طبقاً واحداً، وهو ما انعكس سلبياً على أداء الصحف الاحترافى، لأنه ببساطة جرد المحترفين من أدوات احترافهم، وجعل مهمة الصحفى سطحية، فكل ما يفعله هو أن يدور بين المواقع والصفحات ليستكشف ماذا يقدمه الآخرون ليعيد تقديمه بدلاً من أن يبحث عن المعلومة، ويحققها ويطورها ويصنع منها قضية خاصة، كما أرت فى هذا المقال توضيح ضرورة الانتباه إلى خطورة هذه الظاهرة على مهنة الإعلام ككل، فالصحافة ليست مهنة بلا عقل لتجرى وراء ما يقدمه الآخرون فحسب، ومن ضمن مهمات الصحفى المتعددة هى أن ينظر إلى الخبر ويقيمه، ويبتكر طريقة لمعالجته، فلا شك يجب أن يضع الإعلامى فى حسبانه توجهات القراء واهتماماتهم، لكن العبث كله هو أن يترك الإعلامى عمله الأساسى، وهو الحصول على المعلومة، وكشف الحقائق وإزاحة النقاب عن المجهول، ليغرق فيما يتداوله الناس عبر مواقع التواصل الاجتماعى، مع العلم أن هذه القضايا المتداولة فى أغلبها «تافه ومقيت» لا يثرى فكراً ولا ينمى عقلاً ولا يضيف قيمة، وكثير منها يذهب كما يذهب الزبد، فرواد مواقع التواصل الاجتماعى يثورون اليوم فى قضية، ويتركونها غداً دون أن نعرف لماذا ثاروا ولماذا سكتوا؟
 
على وسائل إعلامنا أن تنتبه قبل أن تغرق فى الضياع، وقبل أن نجد أنفسنا ذات يوم وقد اختنقنا بحبل أحكمنا وضعه على رقابنا، فوظيفة وسائل الإعلام الحقيقية هى إعلام القارئ بما لا يعرفه، وليست إعادة تقديم المعلومات التى أنتجها القارئ إلى القارئ مرة أخرى، ويجب أيضاً على الجميع أن ينتبه إلى أن انتشار تلك الظاهرة يضر بحق القارئ، كما يضر بمستقبل الصحفيين، فوظيفة الصحفى أن يصنع «التريند» لا أن يلهث وراءه كالأطرش فى الزفة.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة