سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 17 نوفمبر 1997 .. إرهابيون يرتكبون مذبحة الأقصر فى معبد حتشبسوت.. والضحايا 85 سائحاً وأربعة مصريين

السبت، 17 نوفمبر 2018 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 17 نوفمبر 1997 .. إرهابيون يرتكبون مذبحة الأقصر فى معبد حتشبسوت.. والضحايا 85 سائحاً وأربعة مصريين مذبحة الاقصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ظهر ستة أشخاص متنكرين فى زى رجال أمن، وهاجموا سياحًا فى معبد حتشبسوت بالدير البحرى بالأقصر، صباح يوم 17 نوفمبر، «مثل هذا اليوم 1997»، وفى خلال 45 دقيقة قتلوا 58 سائحًا، حسبما ذكرت صحيفة الأهرام فى عددها الصادر يوم 18 نوفمبر 1997، وأسفر الحدث البشع عن إقالة وزير الداخلية اللواء حسن الألفى، وتعيين اللواء حبيب العادلى بدلًا منه، بعد زيارة قام بها الرئيس مبارك إلى موقع الجريمة التى فجرت أسرارًا كثيرة.
 
توزع ضحايا هذا العمل الإرهابى البشع إلى 10 يابانيين، و36 سويسريًا، وثلاثة ألمان، وخمسة إنجليز، واثنين من كولومبيا، وواحد فرنسى، وآخر بلغارى، وأصيب عشرة سويسريين، ويابانى، وتوفى أربعة مصريين من الحراسة على المكان، وسقط منفذو العملية قتلى جميعًا، وتضاربت الآراء حول كيفية قتلهم.. ففى شهادته حسب تغطيته للحادث من موقعه لجريدة «الأخبار»، وحضوره وقائع زيارة مبارك الشهيرة له، يذكر الكاتب الصحفى محمد صلاح الزهار فى مقال «إقالة على الهواء مباشرة»: «لم تتوصل أجهزة الأمن إلى إزاحة الغموض، وكشف الجهة التى نفذت الحادث، ولم تتمكن من كشف شخصية خمسة من منفذيه الذين قتلوا بطريقة مريبة، بينما كشف شخصية المتهم السادس فقط الذى تبين أنه طالب بجامعة أسيوط، واختفى عن محل سكنه وعن الجامعة قبيل تنفيذ الحادث بعدة أسابيع».
 
غير أن تحقيقًا استقصائيًا حول الجريمة لحساب التليفزيون السويسرى عام 2017، وشارك فيه من مصر الزميل الصحفى هشام علام، كشف أن جثث الإرهابيين، «مدحت عبدالرحمن» مواليد محافظة أسيوط، «مكرم محمد إسماعيل السيد» من سوهاج، «حامد أحمد عريان» من قنا، «سعيد محمد سلامة» من قنا، و«محمود محمد عبدالكريم»، ولم يتم التعرف على الجثة السادسة، ويؤكد أن الإرهابيين كانوا يضعون على جباههم أشرطة سوداء مكتوب عليها «حتى الموت»، وأحدهم سقط مصابًا برصاصة من قوات الأمن، فأفرغ إرهابى آخر خزانته من الرصاص فى رأسه.
 
وصف «الريبة» الذى يذكره «الزهار» حول قتل الإرهابيين، يتعلق بما تردد من روايات، فبينما مضت الرواية الرسمية إلى أنه تم تصفيتهم برصاص الأمن، قالت رواية أخرى أنهم صفوا أنفسهم حتى لا يقعوا فى قبضة الأمن سالمين بعد أن دخلوا مغارة بالمعبد للاختباء، وكشفت أجهزة الأمن عن العثور على ورقة فى جيب أحدهم فيها: «نعتذر لقيادتنا عن عدم تمكننا من تنفيذ المهمة الأولى»، وتردد أن الاعتذار كان موجهًا إلى الإرهابى مصطفى حمزة فما حقيقة ذلك؟.
 
يكشف الدكتور ناجح إبراهيم، القيادى السابق بالجماعة للتليفزيون السويسرى: «كانت هناك خلية مسلحة تسمى علاء عبدالرازق، وكانت نشطة فى منطقة قنا وأسوان، وشكل مصطفى حمزة هذه المجموعة وأعطاها مهمة مهاجمة موقع أداء أوبرا عايدة أثناء العرض الفنى الذى يحضره آلاف السياح، وتم تأجيل التنفيذ لكثافة الوجود الأمنى».. وعلى هذا النحو فإن «حمزة» المتهم بمحاولة اغتيال الرئيس مبارك فى أديس أبابا عام 1995 كان هو العقل المدبر لجريمة مذبحة الأقصر، بالرغم من إعلان رفاعى طه مسؤوليته عنها فى بيان بعد وقوعها، وبعدها أعلن أسامة رشدى المتحدث الإعلامى للجماعة الإسلامية والمقيم فى لندن، نفيه عن مسؤولية الجماعة.
 
كان رفاعى طه رئيسًا للجناح العسكرى للجماعة، وترأس مجلس شورتها لسنوات، ووفقًا لجريدة «الحياة- لندن» فى «12 يونيو- 2015»، فإنه رفض المراجعات الفكرية للجماعة واستقال من رئاسة مجلس الشورى، وسلمته سوريا إلى مصر عام 2001، وأطلق محمد مرسى سراحه من السجن عام 2012، والمعروف أن المذبحة ارتكبت أثناء المضى فى «مبادرة وقف العنف» المطروحة من قادة الجماعة المسجونين فهل كان لذلك علاقة؟.
 
يجيب ناجح إبراهيم لجريدة الحياة: «فى الحقيقة كل ماتم تداوله عن تلك المذبحة ليس صحيحًا، قادة الجماعة يعلمون جيدًا الحقيقة، وللتوثيق أكشف أن سببها اعتقال قوات الأمن لطالب طب بيطرى فى أسيوط، ويبدو أنه تم تعذيبه حتى الموت، وحين علم زملاؤه فى الجماعة قرروا الانتقام بتنفيذ تلك المذبحة، ولم يكن لها علاقة بالمبادرة، ويؤكد أن رفاعى لم يكن يعرف عنها شيئًا، وتلقفها وتبناها باسم الجماعة لوأد المراجعات، والظهور أمام نظام مبارك بأنه الممسك بتلابيب الأمور فيها، وأنه «عنوان التفاوض».
 
يكشف «إبراهيم»: «حيلة رفاعى انطلت على نظام مبارك، الذى تواصل معه، لمعرفة إن كان يمكن التوصل إلى حل، وطلب رفاعى التفاوض فى الخارج، واستأذن قنصل مصر فى ألمانيا فى ذلك الحين السلطات المصرية للقاء مندوب عن رفاعى، وقبلت الدولة، فأوفد رفاعى صهره إلى ألمانيا والتقى القنصل، وأبلغه أن قيادات الخارج لا يمكن أن تقبل المبادرة من دون قيد أوشرط، وأن أهم شروطها، أن يعلن النظام تطبيق الشريعة، ويطرد السفير الإسرائيلى من القاهرة».. يؤكد ناجح: «طبعا فشلت المفاوضات، لأن مطالب رفاعى لم تكن منطقية ولا عملية.. لم يكونوا يفهمون الفارق بين التفاوض ولى ذراع الدولة».






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة