باحثة بالأقصر ترصد قيم التسامح وحب السلام لردع الحروب بالعصور الفرعونية القديمة

الخميس، 15 نوفمبر 2018 08:04 ص
باحثة بالأقصر ترصد قيم التسامح وحب السلام لردع الحروب بالعصور الفرعونية القديمة نصوص فرعوينة تدعو للتسامح
الأقصر – أحمد مرعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

رصدت دراسة مصرية أعدتها الباحثة المصرية منال حافظ، مديرة مركز مصريات للدراسات النسوية والإنسانية والتاريخية، بالجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية بالأقصر، أن قدماء المصريين عُرِفَوا بأنهم من أكثر شعوب الأقصر تسامحا، يؤمنون باحترام الآخر، ومحبون للسلام أكثر من الحروب، وأن هناك عشرات النصوص، ومئات الحكم والنصائح التى سجلتها نقوش ورسوم المعابد والمقابر الفرعونية، وتحض جميعها على نشر مبادئ وقيم التسامح بين البشر.

وبحسب الدراسة التى أعدتها الباحثة المصرية منال حافظ، التى صدرت بمناسبة اليوم الدولى للتسامح الذى يوافق 16 نوفمبر فى كل عام، أن كتب الحكمة والنصوص الأدبية ف مصر الفرعونية، قد احتوت على الكثير من النصوص التى تحضُ على التسامح واحترام الآخر مثل قولهم: "لا تستخدم العنف ضد أى إنسان فى الريف أو المدينة.. لا تتهم أحدا زورا.. لا تغتاب أحدا"، وأن معظم الأدب المصرى القديم، بنى على الأخلاق ومبادئ التسامح والإحسان إلى الآخر" فإن سلكت سلوكا وديا نحو ربك وملكك ومن هم أقل منك نلت عوضا عن ذلك الصحة وطول العمر ويحاسبك ربك بعد الموت تبعا لأعمالك" و"يجب على القاضى أن يحمى الضعيف من ظلم الظالم"، و"يجب على النبيل أن يعطى الخبز للجياع" و"راقب يدك واكبح جماح قلبك وصُمً شفتيك"، و"القلب يهذب الأخلاق – باعتباره سيد العضو المهيمن على سائر الأعضاء – إنه السيد القوى للخلق الفاضل " وهى جمعها نصوص تدعوا للتسامح والرفق بالضعفاء.

وأشارت الدراسة لمديرة مركز مصريات للدراسات النسوية والإنسانية والتاريخية، بالجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية، إلى أن قدماء المصريين ربطوا بين التسامح وسلامة القلب، وكانوا يرون أن القلب السوى يكون صاحبه متسامحا، وكان القلب بالنسبة لهم مركز الحياة الجسدية والعاطفية، وقد عبر قدماء المصريين عن جميع المشاعر وحالات الروح ومميزات الأخلاق وفى مقدمتها التسامح بمصطلحات ارتبطت جميعها بالقلب، فوصفوا الشخص السعيد بأنه رحب الفؤاد، ووصفوا المكتئب بأنه ضيق القلب، ووصل عدد المصطلحات التى تصف حالات إنسانية مرتبطة بالقلب إلى أكثر من 300 مصطلح، واعتبرت نصوص الحكمة التى تدعوا إلى التسامح وإلى الخلق القويم فى الدنيا، من أقدم واسمى أنواع الأدب فى مصر القديمة، وكان التلاميذ فى المدارس يدرسون كتب الحكمة.

وبحسب دراسة الباحثة المصرية منال حافظ، فقد تجلت أروع صور التسامح بمصر القديمة فى نص جاء ضمن بنود معاهدة السلام التى جرت عام 1280 قبل الميلاد، بين الملك رمسيس الثانى، وخاتو سيليس ملك الحيثيين، ذكر فيها الطرفين بندا ينص على " العفو تلقائيا عن كل من يطلب اللجوء للطرف الآخر ويتم رده لبلاده"، وروت قصة بردية قديمة، تحكى تفاصيل مبارزة بين أمير فرعونى، وشخص أجنبى، وأنه حين انتصر الأمير الفرعونى حين انتصر على غريمه الأجنبى تعالت اصوات الجماهير التى كانت تتابع المبارزة "اقتله.. اقتله" لكن الأمير الفرعونى رد مطالب الجمهور بقتل الأجنبى ورد عليهم قائلا: الإنسان ليس زهرة تقطف فتعود لتُزٌهٍرَ من جديد.

يذكر أن اليوم الدولى للتسامح، يَحِلُ فى 16 نوفمبر فى كل عام، وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة، قد دعت عام 1996، الدول الأعضاء إلى الاحتفال باليوم الدولى للتسامح فى 16 نوفمبر، من خلال القيام بأنشطة ملائمة توجه نحو كل من المؤسسات التعليمية وعامة الجمهور، وجاء هذا القرار فى أعقاب إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة فى العام 1993 بأن يكون عام 1995 سنة الأمم المتحدة للتسامح، وذلك بمبادرة من المؤتمر العام لمنظمة اليونسكو، ومنذ العام التالى لسنة التسامح، ومنذ 22 عاما وحتى اليوم يحتفل العالم فى السادس عشر من شهر تشرين الثانى/ نوفمبر باليوم الدولى للتسامح.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة