سياحة المؤتمرات "الجوكر" الغائب عن الخريطة السياحة المصرية.. إسبانيا تكسب مليارات سنويا بالاجتماعات الدولية.. "شرم الشيخ" قادرة على المنافسة عالميا.. وخبراء: نمتلك المقومات الطبيعية والتجهيزية ونحتاج خطة تسويق

الأحد، 11 نوفمبر 2018 10:30 ص
سياحة المؤتمرات "الجوكر" الغائب عن الخريطة السياحة المصرية.. إسبانيا تكسب مليارات سنويا بالاجتماعات الدولية.. "شرم الشيخ" قادرة على المنافسة عالميا.. وخبراء: نمتلك المقومات الطبيعية والتجهيزية ونحتاج خطة تسويق الدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة
كتبت آمال رسلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لوحة زاهية الألوان، بديعة المنظر، توحى بالإشراق والأمل فى المستقبل، استطاعت أن تجذب كافة أنظار العالم إليها، تلك هى اللوحة التى رسمها منتدى شباب العالم لمصر بشكل عام وشرم الشيخ بوجه خاص، حيث الطبيعة الساحرة والأمن والإستقرار، وشعب محب للسلام، وشباب متفتح يتقبل الآخر بثاقافاته وعاداته المختلفة.

تلك اللوحة التى خرجت بشكل منظم ومنمق استطاع أن يلفت أنظار الجميع لمصر على مدار الأسبوع الماضى، هى أفضل دعايا للمحروسة لتكون الوجهة الأولى فى منطقة الشرق الأوسط لسياحة المؤتمرات، هذا النمط السياحى الذى نمتلك كافة مقوماته ولكنه غائب بشكل كبير عن الخريطة السياحية المصرية التى تقتصر فقط على الجانب الترفيهى.

فمصر بإمكانها أن تكون مركزا لاستضافة عشرات المؤتمرات الدولية سنوياً فى المجالات السياسية والإقتصادية والثقافية والطبية والمهنية، هذا النوع من السياحة الذى يستهدف فئات مختلفة ذات إنفاق مرتفع، وهو ما تحتاج له السياحة المصرية فى الوقت الحالى.

كذلك توفر نسبة إشغال عالية للفنادق، بالإضافة إلى رواج سياحى لكافة المقاصد السياحية فى الدولة حيث ستكون هناك رغبة لدى الوفود المشاركة أن تأخذ قسطا من الترفيه على هامش المؤتمر، ورؤية المناطق السياحية المميزة للدولة المضيفة.

أضف إلى ذلك القوة الشرائية الكبيرة التى ستأتى بها الوفود والرغبة فى التسوق للأهل والأصدقاء واقتناء الهدايا التذكارية، والأهم من ذلك هو بعث رسائل إيجابية عن الأماكن السياحية والأمن الذى تتميز به الدولة.

تلك المزايا التى تخفيها سياحة المؤتمرات فى جرابها تنبهت لها دول كثيرة حول العالم، واستطاعت أن تستغل امكانياتها السياحية فى أن تكون مقصدا لكبرى الشركات العالمية والمنظمات الدولية والإقليمية لعقد مؤتمراتها.

وعالميا تشير الإحصاءات الدولية عن هذا النمط السياحى المختلف إلى أن بلغاريا أولى الدول عالميًّا فى سياحة المؤتمرات، وتأتى برشلونة بإسبانيا فى الترتيب الثانى عالميا، ويتخطى عدد سائحيها الـ40 مليون سنويا، سياحة المؤتمرات تشكل أكثر من 15% منها.

أما الولايات المتحدة فتساهم سياحة المؤتمرات والمعارض بها بـ30% من الناتج المحلى، وتوفر مليونًا ونصف مليون وظيفة بهذا القطاع، وتُدخل خزينة الدولة نحو 250 مليار دولار سنويًّا، أما فى كندا فتصل عوائد سياحة المنتديات إلى 32 مليار دولار سنويًّا.

مصر كانت قد خطت خطوات جيدة فى هذا الطريق منذ عقد أول مؤتمر للسلام فى مدينة شرم الشيخ، وفازت بجائزة معرض إيماكس 2012 بألمانيا لسياحة المؤتمرات، إلا أنها توقفت لأسباب مختلفة.

ولكن اليوم بعد النجاح الباهر للدورة الثانية لمنتدى شباب العالم يجب على صناع القرار السياحى أن ينتبهوا لاستغلال الزخم المصاحب فى تنشيط السياحة لمصر، فبعد سبع سنوات انحسرت فيها الحركة السياحية لمصر، يمكن لهذا النمط السياحى أن يكون عامل جذب جديد.

فمصر لديها عدد كبير من المدن المؤهلة لاستضافة مئات المؤتمرات الدولية، سواء فى القاهرة أو شرم الشيخ والغردقة والجونة وسفاجا ومرسى علم والإسكندرية والأقصر وأسوان، كما أن مصر حباها الله بجو متميز يمكنها من أن تكون مقصدا سياحيا على مدار العام، وهى تتفوق فى ذلك على الكثير من المدن الأوربية والخليجية أيضا.

كذلك تمتلك مصر البنية التحتية التى يحتاجها هذا النوع من السياحة، من حيث الفنادق الفخمة ومستوى خدمة عالى الجودة، كذلك هناك القاعات الفخمة والتكنولوجيا المتقدمة من شاشات عرض حديثة، وأجهزة، وطرق، ومطارات.

وقال اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء أنه شرم الشيخ بعد افتتاح قاعة مؤتمرات كبرى جديدة تسع 5 آلاف شخص خلال منتدى الشباب الدولى، والمتصلة بنفق مع قاعة المؤتمرات الكبرى بمنتجع جولى فيل، بالإضافة إلى قاعة طعام كبرى تتسع لـ1500 فرد، فإن شرم الشيخ أصبحت مؤهلة لاستضافة أكبر الأحداث والمؤتمرات الدولية.

فودة أكد أن شرم الشيخ تسير على هذا الدرب ولكنها تحتاج إلى الترويج فى المؤتمرات السياحية العالمية والبورصات الخارجية، فهى تستحق لأن تكون مقرا لسياحة المؤتمرات فى العالم وليس فى الشرق الأوسط فقط، موضحا أن المدينة ستستضيف خلال الفترة المقبلة عدد من المؤتمرات الدولية الهامة بعد عملية التطوير التى شهدتها المدينة من تطوير الحديقة الدولية التى بجوار ايقونة السلام، وحديقة السلام والنباتات عن طريق وزارة البيئة.

 

وزارة السياحة بدأت تتنبه مؤخرا إلى أهمية سياحة المؤتمرات فى تنشيط الحركة الوافدة لمصر، حيث رعت الشهر الماضى مؤتمر شركات السياحة البلجيكية والذى ضم أكثر من 500 شخص، على "نيل كروز" بين الأقصر وأسوان.

 كذلك دعت وزيرة السياحة الدكتورة رانيا المشاط المجلس الدولى للسياحة والسفر لعقد اجتماعاته الدولية خلال الفترة القادمة فى مصر، بعد افتتاح مركز المؤتمرات الدولى فى مدينة شرم الشيخ، والتى تبلغ مساحتها نحو 30 ألف متر، وتضم قاعة رئيسية و6 قاعات فرعية، ومزودة بأحدث الأجهزة التكنولوجية الحديثة، وتتسع لما يقرب من 7 آلاف فرد.

ولكن يبقى الأمر جهودا فردية دون تنظيم وعمل وفق خطة ممنهجة، فلابد من وجود خطة لتنمية وتسويق هذا النمط، وإنشاء لجنة مختصة بهذا النوع داخل الغرف السياحية تتولى عملية تنمية وتسويق سياحة المؤتمرات فى مصر على غرار مكتب دبى للمؤتمرات، ومكتب أبوظبى للمؤتمرات.

على المانسترلى، عضو مجلس إدارة غرفة الشركات السياحية أكد على أهمية تسويق سياحة المؤتمرات فى البورصات السياحية والمحافل الدولية، ودعوة وسائل الإعلام والرياضيين والفنانين العالميين مع إعداد برامج سياحية قوية لجذب السائح الأجنبى والعربى.

وأوضح المانسترلى أن مصر مؤهلة بشكل ممتاز لسياحة المؤتمرات، لما تتمتع به من إمكانيات من مطارات وقاعات مؤتمرات وجو مناسب ومعالم سياحية وتراثية تساعد فى تنشيط سياحة المؤتمرات بشكل كبير.

وأكد «المانسترلي»، أن تنوع الأنشطة السياحية من سياحة أثار وشواطئ وعلاجية يزيد من فرص سياحة المؤتمرات بشكل كبير، مؤكد أن قرابة 18 ألف طبيب أجنبى بخلاف المصريين يقومون بعقد حوالى 3 مؤتمرات طبية سنويا بالإسكندرية فقط كل عام فى جميع التخصصات.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة