اعتاد الغرب على أن يوجه الانتقادات لدول أفريقيا والشرق الأوسط بسبب الصحفيين وما يتعرضون له من انتهاكات أو اعتقالات وما إلى ذلك مما يصنفونه تحت بند جرائم ضد حرية التعبير.. لكن أوروبا وجدت نفسها فى موقف حرج بعد الكشف عن مقتل صحفية ومذيعة بلغارية شهيرة بعد تعرضها للضرب والاغتصاب.
فقد عثر على جثة الصحفية التلفزيونية فيكتوريا مارينوفا، التى تحظى بشعبية واسعة فى بلغاريا، ملقاة فى إحدى الحدائق فى السادس من أكتوبر، وذلك بعد تعرضها للاغتصاب والقتل فى مدينة روز شمالى البلاد، فى أعقاب نشرها حلقة تلفزيونية عن فساد فى تمويلات الاتحاد الأوروبى.
مارينوفا ثالث صحفى يقتل فى الاتحاد الاوربى هذا العام
وقال مسئولون فى بلغاريا إنه لا يوجد دليل على أن الحادث له علاقة بعملها الصحفى حيث كانت تعمل فى قناة TVN المحلية فى بلغاريا، لكن هذا لم ينفى حقيقة أنها ثالث صحفى يموت فى إحدى دول الاتحاد الأوروبى هذا العام.
وكانت مارينوفا، التى تبلغ من العمر 30 عاما، تقدم برنامجا حواريا أعيد بثه من جديد مؤخرا بعنوان "الكاشف" على قناة TVN المحلية. وقد أذاعت فى أول حلقة مقابلة مع اثنين من الصحفيين الاستقصائيين فى بلغاريا اللذين عملا على كشف تزوير يخص تمويلات للاتحاد الأوروبى له صلة برجال أعمال وسياسيين فى البلاد. وتم القبض على الصحفيين فى سبتمبر الماضى بينما يبحثان القضية.
مارينوفا نشرت تحقيقا عن الفياد فى الاتحاد االاوربى
وتعد مارينوفا ثالث صحفية بارزة تقتل فى دول الاتحاد الأوروبى فى العام الماضى والرابعة منذ بداية عام 2017 بحسب ما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى".
وقتلت الصحفية السويدية كيم وال على يد مخترع دانماركى يدعى بيتر مادسين بعد أن رافقته فى غواصته لإجراء مقابلة مع فى كوبنهاجن فى أغسطس 2017. وفى أكتوبر الماضى، قتلت الصحفية المالطية دافنى كاروانا جاليزيا بسيارة مفخخة قرب منزلها، وكانت تجرى تحقيقا حول الفساد أيضا، وقتل أيضا الصحفى السلوفاكى جان كوكياك وخطيبته فى حادث إطلاق نار فى فبراير هذا العام.
من جانبها، علقت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية بقولها إن هذا الحادث يضع علامات استفهام كثيرة حول حرية الصحافة فى القارة ومستوى الحماية الذى يحظى به من يعملون بها.
الصحفية البلغارية فيكتوريا مارينوفا
وأشارت الصحيفة إلى أن حادث مقتل مارينوفا هو الثالث من نوعه الذي تشهده أوروبا على مدار العام الماضى، لذلك فهو يثير مخاوف بشأن سلامة الصحفيين فى القارة.
ونقلت الصحيفة عن فرانس تيمرمانز، وهو نائب رئيس المفوضية الأوروبية فى بروكسل، قوله "مرة أخرى، يسقط صحفى شجاع خلال معركة من أجل كشف الحقيقة ومكافحة الفساد"، فيما تعهد الاتحاد الأوروبى بدعم السلطات البلغارية أثناء تحقيقاتها لكشف ملابسات الحادث.
وأدانت ألمانيا بشدة حادث مقتل صحفية بلغارية ووصفته بأنه "جريمة وحشية ومروعة".
ونقلت شبكة "ايه بى سى" الأمريكية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية قوله، إنه من الضرورى أن يكون هناك تحقيق سريع فى هذا الحادث المروع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة