أكرم القصاص - علا الشافعي

وائل السمرى

الكنوز المهدرة

الثلاثاء، 09 أكتوبر 2018 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمتلك مصر قوة درامية مهولة، تمتلك آلاف القصص التاريخية المحبوكة، تمتلك رصيدا عصيا على الجمع وعصيا على الإحصاء، لكنها مع هذا، تترك تاريخها كله وتتفرغ لاستعراض حياة البلطجية والأنذال والأوباش رغبة فى مضاعفة الإيرادات، وليس رغبة فى بناء الشخصية المصرية المنتمية إلى تاريخها وحضارتها.
 
على الجانب الآخر، وفى أمريكا، لا يمر موسم سينمائى إلا وترى فيلما عن مصر أو تاريخها أو إحدى قصصها الدرامية المخفية فى التاريخ، من الصعب أن تحصى كم مرة تذكر مصر فى أفلام هيوليود، وكم مرة تناول أحد تاريخها، وكم مرة خصصت أفلام لها، من الصعب ألا تلمح ذكر الأهرام أو ينعدم الاستشهاد بإحدى القصص التاريخية أو أحد المواقف الخالدة، يلح السؤال: لماذا نهجر تاريخنا كل هذا الهجران ثم نشتكى من أن الأجانب لا يتناولون تاريخنا بما تمليه شروط الإنصاف؟
 
إن لم تفعل شيئا لنفسك بمعطياتك، لا تلوم أن يفعل الآخرون بمعطياتهم، وأصحاب اليد العليا هم السائدون، أصحاب الفنيات الأعلى هم الرابحون، يقف العالم كله أمام إيران، لكنه لم يستطع الوقوف أمام سحر أفلامهم، يقف الوطن العربى كله ضد تركيا، لكن البيوت العربية تشاهد مسلسلاتهم، على ما بها من أكاذيب، فلماذا نغيب عن تاريخنا ولماذا يغيب تاريخنا عنا؟
 
فى السابق وقت أن كانت وزارة الثقافة لها سياسة واستراتيجية وخطة وكانت تضم تحت لوائها وزارة الآثار فى عهد الفنان العالمى الكبير «فاروق حسنى» كانت الوزارة تشجع على تناول التاريخ المصرى فى الأعمال الدرامية، كما كانت تدعم الأفلام والمسلسلات التى كانت تتناول هذا الجانب من الدراما، أما الآن فلا شىء يحدث، نحن ننتظر أن يفعل الآخرون، ننتظر أن يقوم المنتج القهوجى المقاول البقال بإعمار عقول الأجيال، غير مدركين أنه لم يعمرها إلا بحجر معسل أو صبة أسمنت أو ربع حلاوة، نشتكى من ضعف انتماء أبنائنا إلينا ونحن أبعد ما يكون عنهم.
 
هل نظن مثلا أن الوطنية وحيا إلهيا؟ هل نعتقد أن حب الوطن ينسرب إلينا فى الأحلام؟ هل نحمل المواطن تربية روحه الوطنية لنفسه وبنفسه ومن نفسه؟ هل سألنا أنفسنا يوما ماذا نريد من الأجيال القادمة، وماذا قدمنا لهم ليحققوا ما نريد؟









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة