أطفال جاءوا من كل حدب وصوب، لا يعلمون من أين جاءوا ولا إلى أين سيؤول مصيرهم، إلا أن استقر بهم الحال فى مركز الأطفال المعثور عليهم بصفة مؤقتة، ليجدوا من يخدمهم ويسهر على راحتهم عوضا عن آبائهم وأمهاته.
فى الطابق الثانى بمديرية الصحة بأسيوط، وبين الأقسام المختلفة، تلوح لافتة كبيرة مدون عليها "مركز الأطفال المعثور عليهم"، والذى يزيد عمره عن 20 عامًا، ويؤدى رسالة هامة تتمثل فى إيواء الأطفال المعثور عليهم والمفقود ذويهم لحين بلوغهم سن العامين، ومن ثم إيداعهم بإحدى دور الرعاية.. "اليوم السابع" التقى العاملين بالمركز لمعايشة الوضع به فى التقرير التالى:
فى البداية التقينا عفاف فتحى، رئيس قسم التمريض بمركز الأطفال المعثور عليهم بمديرية الصحة بأسيوط، والتى قالت إنها تعمل داخل المركز منذ بداية تأسيسه منذ 20 عاما، حيث يستقبل الأطفال من عمر يوم وحتى سن العامين.
وعن الأطفال الذى يستقبلهم المركز، قالت "إنه يتم استقبال الطفل المعزول عن ذويه، أو الطفل المعثور عليه بالشوارع، أو الطفل الضال، ويتم استقباله عن طريقة النيابة أو قسم الشرطة، بعدها يتم التوجه بالطفل إلى المستشفى لعمل فحوصات طبية له وبيان ما إن كان فى حاجة لوضعه داخل حضانة بالمستشفى لمتابعة حالته الصحية".
وأوضحت فتحى، أنه يتم استقبال الطفل الضال أو المعزول عن أهله فى حالة إذا كانت الأم مريضة نفسية، أو لا ترغب فى حضانة الطفل لعدم قدرتها على رعايته، وكل هذه الحالات بقرار من النيابة العامة، بعدها يتم رعاية الطفل من عمر يوم وحتى بلوغه سن العامين داخل المركز بعدها يتم إيداع الطفل فى دور رعاية الأيتام التابعة لمديرية التضامن الاجتماعى.
وأشارت رئيس قسم التمريض بقسم الأطفال المعثور عليهم، إلى أن مركز الأطفال المعثور عليهم بمديرية الصحة يتسع لـ20 سريرا، كما يوجد بالمركز حاليا نحو 14 طفلا "ذكور وإناث"،، ويمكن زيادة عدد الأسرة أو قلتها حسب استقبال الأطفال، حيث نقوم برعايتهم بعد إجراء الكشف الطبى على الطفل بعدها يتم تطعيمه كغيره من الأطفال، بعدها يتم استخراج شهادة ميلاد له، وبطاقة صحية، وتأمين صحى.
وتابعت "كما يتم المرور يوميا من قبل أطباء وأخصائيين إجتماعيين من المستشفيات الصحية على المركز لمتابعة حالة الأطفال داخل القسم، وتوجد ممرضات تعمل على رعاية الأطفال على مدار الـ24 ساعة".
فيما قالت إيمان محمد، إحدى العاملات بمركز الأطفال، إنها تعمل على خدمة ورعاية الأطفال داخل المركز، وتوفير لهم كافة سبل الرعاية من إطعامهم وتغيير "الحفاضات" والملابس لهم.
ومن ناحية أخرى، قالت الدكتورة هالة حسنى، مدير المركز الصحى بالوليدية، الذى يشرف إداريا وصحيا على مركز الأطفال المعثور عليهم، إن العاملين بمركز الأطفال المعثور عليهم بمديرية الصحة يؤدون واجبهم نحو الأطفال بكل حب وأمانة، حيث نقوم بالإشراف على المركز، والمرور بشكل دورى وفقا لخطة الإشراف والمتابعة، حيث يتم رصد الملاحظات وتسجيلها ومتابعة جداول التطعيمات الخاصة بهؤلاء الأطفال من سن يوم وحتى عامين.
وأضافت مدير المركز الصحى بالوليدية، لـ"اليوم السابع"، "يتم استقبال الأطفال من سن يوم وحتى عامين المعثور عليهم فى الشوارع أو الطفل الذى يوجد مشاكل مع ذويه أو الطفل الضال الذى لا توجد أسرة تعيله، ونعمل على رعايته صحيا واجتماعيا بعد فحص الطفل، وتشخيص حالته وتقديم العلاج اللازم له، وعمل التقرير الطبى من المستشفى بحالة الطفل، كما يوجد بالمركز الممرضات والعاملات والأخصائيين وتحت إشراف طبى متكامل لمتابعة حالة الأطفال ورعايتهم".
.jpg "مركز الأطفال المعثور عليهم (3)")
فيما قال الدكتور محمد زين الدين حافظ، وكيل وزارة الصحة والسكان بأسيوط، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، إن مركز الأطفال المعثور عليهم بمديرية الصحة، يعد مركزا متميزا فى استقبال الأطفال المعثور عليهم فبمجرد وصول الطفل يتم وضعه على سرير مخصص له لمدة عامين، ويتم عمل له بيانات رسمية تحمل الاسم، وتاريخ الميلاد، وتاريخ التسليم للمركز، والمنطقة التى عثر عليه فيها، وفى حالة وصول طفل إلى المركز عقب ولادته بفترة طويلة، يتم "تسنينه" ووضع تاريخ ميلاد تقريبى حتى يحصل على جميع التطعيمات فى موعدها.
وأضاف"يتم توفير الرعاية الكريمة والإنسانية لهؤلاء الأطفال المعثور عليهم، حيث تم تخصيص 3 مستشفيات على مستوى المحافظة لاستقبالهم، بعدها يتم نقلهم إلى مركز الأطفال المعثور عليهم التابع لمديرية الصحة، وتعمل الممرضات والأخصائيين الاجتماعيين بالمركز على رعايتهم، وبعد عامين يتم نقل الطفل لإحدى دور الرعاية الاجتماعية التابعة لوزارة التضامن الاجتماعى، ولا تقتصر الدعم على تقديم الرعاية الصحية فقط للأطفال، بل يشمل تقديم الدعم النفسى والاجتماعى لهم، كما يتم تقديم كافة احتياجات الأطفال".
