سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 7 أكتوبر 1973..الطائرات الإسرائيلية تهرب من جحيم قواتنا الجوية والدفاع الجوى.. و«القنطرة شرق» تحت الحصار تمهيدا لتحريرها

الأحد، 07 أكتوبر 2018 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 7 أكتوبر 1973..الطائرات الإسرائيلية تهرب من جحيم قواتنا الجوية والدفاع الجوى.. و«القنطرة شرق» تحت الحصار تمهيدا لتحريرها حرب أكتوبر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتهى اليوم الأول من المعارك الدائرة على الجبهتين المصرية والسورية بتحقيق الجيش المصرى إنجازا عسكريا كبيرا، وفقا للمشير محمد عبدالغنى الجمسى فى مذكراته «حرب أكتوبر 1973»، كما حققت القوات السورية نجاحا مماثلا فى هجومها بالجولان المحتل «راجع- ذات يوم 6 أكتوبر 2018».
 
يؤكد الجمسى وكان رئيسا لهيئة العمليات بالجيش المصرى وقت الحرب: «ارتفعت الروح المعنوية لقواتنا، وكنا فى القيادة العامة نقدر أننا مازلنا فى أول الطريق، ونتابع القتال الدائر ليلا، وتدفقت القوات شرقا بينما تعمل القوات الإسرائيلية على صدها».. يضيف الجمسى: «سقط من حصونهم 15 حصنا تمثل نصف عدد حصون خط بارليف، وأصبحت الحصون الباقية تحت الحصار، وليس أمام القوات التى تقاتل داخلها إلا الموت أو الهرب أو الاستسلام»، ويكشف: «من العادات المتبعة فى الجيش الإسرائيلى أن يحاولوا تخليص من يقع منهم فى الأسر، وأن يسحبوا جثث قتلاهم، لأن عدم وجود جثة المتوفى يترتب عليه عقائديا مشاكل اجتماعية لدى اليهود، ومن هنا حاولت بعض الوحدات الصغرى من الدبابات الإسرائيلية شق طريقها إلى الحصون لإنقاذ من هم فيها، إلا أنها فشلت أمام نيران قواتنا، وكان من الطبيعى أن يتمكن بعض أفراد الحصون من الهروب ليلا، ويفشل البعض الآخر».
 
يكشف الجمسى: «فى الصباح الباكر»7 أكتوبر- مثل هذا اليوم 1973» بدأت المعارك فى البر والجو كما توقعنا فى القيادة العامة، طبقا لما هو موضح فى خطة الحرب.. فى هذا الصباح خاضت قواتنا سلسلة من المعارك.. قامت قوات الجيشين الثانى والثالث بصد هجمات العدو المضادة، وبدأت معركة «القنظرة شرق» لتحرير المدينة، ودارت المعارك الجوية على أشدها، وكانت قوات الصاعقة تشعل النيران فى آبار ومنشآت البترول على الشاطئ الشرقى لخليج السويس».
 
يضيف الجمسى: «بدأت القوات الإسرائيلية هجومها المضاد لتدمير قواتنا التى عبرت، واستخدمت ثلاثة لواءات مدرعة بها قرابة 350 دبابة، بالإضافة لقوات الخطوط الأمامية بالجبهة والموجود بها قرابة مائة دبابة مشتركة فى القتال منذ اليوم السابق «6 أكتوبر»، واندفعت الدبابات الإسرائيلية فى مجموعة كتائب فى اتجاهات مختلفة لاختراق مواقع قواتنا، وتصورت القوات المدرعة الإسرائيلية بقيادة «مندلر» أنها ستكتسح بنيران دباباتها وعرباتها المدرعة قوات المشاة المصرية بالجبهة، وكانت المفاجأة شديدة للعدو عندما وجدت قوات فرق المشاة تواجهها بنيران الأسلحة المضادة للدبابات- وبصفة خاصة- الصواريخ المضادة للدبابات وكلما استمر الهجوم ازدادت الخسائر، وحاولت كتيبة دبابات إسرائيلية الهجوم فى اتجاه القنطرة شرق، وفشلت، وحاولت كتيبة دبابات أخرى الهجوم فى اتجاه الفردان ولم تنجح، ووجهت كتيبة جهدها فى اتجاه الإسماعيلية، وفشلت، وقامت مجموعة كتيبة دبابات بهجوم فى اتجاه الشط، ولم تحقق شيئا، وبعد قرابة خمس ساعات من القتال أصبح واضحا لقوات الجيشين، وكذا للقوت الإسرائيلية، أن الهجوم المضاد الإسرائيلى فشل بعد أن خسرت الفرقة المدرعة بقيادة مندلر قرابة 175 دبابة يومى 6 و7 أكتوبر».
 
كانت للمعارك الجوية دورها البارز، فحسب الجمسى: «فى الصباح المبكر «7 أكتوبر»، اقتربت أعداد كبيرة من الطائرات الإسرائيلية «160 طائرة» تطير على ارتفاعات منخفضة فوق البحر المتوسط فى اتجاه المطارات المصرية فى شمال وشرق ووسط الدلتا، وفوق البحر الأحمر فى اتجاه مطاراتنا فى الصحراء الشرقية.. كانت إسرائيل مازالت تعيش وهم أن سلاحها الجوى قادر على توجيه ضربة قوية ضد مطاراتنا، وظنت أنها يمكنها التغلب على شبكة الرادار المصرية وتحقق المفاجأة أثناء هجومها، وأيقن الطيارون الإسرائيليون بمجرد اقترابهم من الأهداف المحددة لهم أن قواتنا الجوية، وقوات الدفاع الجوى تغيرت جذريا عما كانت عليه فى الحروب السابقة، ووجد الطيارون الإسرائيليون المقاتلات الاعتراضية المصرية فى انتظارهم، وتدخل المعارك الجوية ضدهم، ومن نجح منهم فى تجنب المقاتلات المصرية وتسلل على ارتفاع منخفض فى اتجاه هدفه، وجد نفسه فى نيران المدفعية المضادة للطائرات والصواريخ المحمولة على الكتف، ومن حاول الارتفاع هربا من المصير المحتوم تلقفته الصواريخ سام بضرباتها، وألقى الطيارون الإسرائيليون حمولاتهم أينما كانوا وعادوا هاربين إذ كتب لهم النجاة من المعارك الجوية».
 
كان هناك إصرار من قواتنا على تحرير مدينة «القنطرة شرق»، ووفقا للجمسى: «هى المدينة الرئيسية الثانية فى سيناء بعد العريش، وكانت الحصون التى بناها العدو فى قطاع القنطرة شرق من أقوى حصون خط بارليف، وعددها سبعة حصون، كما أن القتال داخل المدينة يختلف عن القتال فى الصحراء، ولذلك استمر القتال شديدا خلال هذا اليوم، واستمر ليلة 7 و8 أكتوبر، استخدم فيه السلاح الأبيض لتطهير المدينة من الجنود الإسرائيليين، وتمكنت قوات الفرقة 18 بقيادة العميد فؤاد عزيز غالى فى نهاية اليوم «7 أكتوبر» من حصار المدينة والسيطرة عليها، تمهيدا لتحريرها فى اليوم التالى».






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة