شارك وفد من الأزهر الشريف فى المؤتمر الدولى الذى نظمته رابطة العالم الإسلامى، والذى جاء بعنوان "التواصل الحضارى بين الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الإسلامى "2" " فى نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، والمنعقد فى الفترة من 4-5/ 10/ 2018، وضم وفد الأزهر الدكتوريوسف عامر نائب رئيس جامعة الأزهر، والدكتور كمال بريقع عبد السلام منسق عام مركز حوار الأديان.
ويشارك أعضاء الوفد فى فعاليات المؤتمر وحضور الجلسات، التى استمرت على مدار اليومين الماضيين بمدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، فيما شارك فى المؤتمر الأمين العام لرابطة العالم الإسلامى الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، وهى الجهة المنظمة، والدكتور يوسف بن أحمد العثيمين أمين عام منظمة التعاون الإسلامى والدكتور عبد الله بن بيه رئيس منتدى تعزيز السلم والدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامى، وعدد كبير من المفكرين ورجال الدين المسيحي من الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها.
وتولى الدكتور كمال بريقع عبدالسلام، إدارة الجلسة الأولى للمؤتمر بحضور ممثلين من دول العالم، وأكد خلالها على أهمية الحوار فى درء الصراعات وفض العديد من الاشتبكات ، وقال إن المسلمين لديهم قناعة شديدة بأن الحوار من الحقائق الراسخة فى الإسلام وذلك لأن القرآن الكريم المصدر الأول للتشريع الإسلامي قد أكد عليه فى أكثر من موضع .وأضاف أن حضارات العالم تتشابك بشكل كبير وأن صعود الحضارات يعتمد فى أسسه على انجازات الماضى الحضارية، ومن ثم كان هناك حاجة ماسة إلى التواصل والتفاعل الإيجابي والبناء بين الناس من مختلف الأديان والثقافات لتعزيز الثقة وتحقيق المصالح المشتركة، وتوثيق أواصر الصداقة والأخوة الإنسانية.
وأكد بريقع أن التبادل الثقافي والمعرفي بين الحضارات المختلفة يفتح أفاقًا جديدة للسعي والإنطلاق نحو التقدم والإزدهار.وقد أرسل النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت (رضي الله عنه) لتعلم اللغة العبرية فأتقنها. ويشير التاريخ إلى أن عملية التواصل الثقافي من خلال الترجمة كانت من أهم الأدوات للمسلمين الأوائل الذين هاجروا إلى الحبشة فقد مكنتهم من التواصل مع ملكها النجاشي، والعيش فى ظل مملكته بعد أن فروا بدينهم من اضطهاد المشركين لهم فى مكة.وأضاف أن مفهوم الهيمنة هو واحد من المفاهيم التى يختلف الباحثون فى تحديد طبيعتها وذلك نظرا للمواقف المختلفة التى يتبناها كل منهم واختلاف المنظور والرؤية التي يحدد من خلالها الباحث هذا المصطلح.
وأضاف أن الشعوب التى تؤمن بقيمة الحرية لا تقبل من يهيمن على ثقافتها أويتلاعب بها أو يزيف تاريخها ووعى شبابها، أو أن يفرض معتقداته وتصوراته وثقافته لتصبح هى القاعدة المقبولة لدى باقى الشعوب. وأنه من الضرورى الحفاظ على الحدود الفاصلة التى تحفظ هوية الشعوب وتحترم خصوصياتها.
يذكر أن هذه هى المرة الثانية التى يشارك فيها وفد من الأزهر الشريف فى مؤتمر رابطة العالم الإسلامى "التواصل الحضارى بين الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الإسلامى".