فى هذا اليوم من كل عام كنت أجلس مع أبى أحد الأبطال المحاربين فى ملحمة نصر أكتوبر المجيدة، ليروى لى القصص والبطولات، تلك الروايات التى زرعت فى قلبى معنى كلمة انتماء وحب تراب الوطن وترجمة معانى عظمة بلادنا، فى خوض أعظم الحروب خلال 6 ساعات فقط تحت قيادة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وكيفية مباغتة العدو بأمهر الأساليب فى الحروب والقتال، وظروف وطبيعة القتال فى فترة الصيام، ورؤية بعض الجنود الذين كانوا يحاربون معهم وهم لا يعرفوهم، ليؤكد لى أن الله عز وجل قد هيأ لهم النصر منذ بدء المعركة مع ملائكة يحاربون معهم.
أكتب هذه الكلمات اليوم 6 أكتوبر 2018 وعيناى تذرف بالدمع وأنا أعلم أن أبى لن يقرأها فلقد رحل عن دنيانا فى يناير الماضى عن عمر 65 عاما ليترك لى ولكل أسرتى إرثا كبيرا من الوطنية، وسنوات عظيمة من تربية الأجيال ونشر الأخلاق والفضيلة وزرع محبة الوطن فى قلوب المصريين مهما حدث، ولكن لأروى لكل القراء عن زعماء وجنود كثيرين يتم الكشف عنهم يوما تلو الآخر كانوا سببا فى حماية بلادنا من احتلال إسرائيلى، الأمر الذى لم ولن يتخيله أحد فى يومنا هذا أن بلادنا كانت محتلة من عدو غاصب.
ومن أعظم الأسرار التى أريد أن أحكيها عن أبى قصة صديقه من محافظة أخرى الذى قضى معه سنوات الإعداد والتخطيط للمعركة فقد زادت أواصر الصداقة بينهم بعد فترة الحرب ليست سنة أو سنتين أو عشرة أو عشرين بل استمرت حتى يومنا هذا أى بعد 45 عاما من الحرب يزورنا فى عيد الفطر المبارك ويزوره والدى فى عيد الأضحى المبارك، فوهو من محافظة الدقهلية وأبى شرقاوى، وبعد وفاة والدى استمريت بالوفاء بوعدى له ودعم أواصر العلاقات مع صديقه لتتوارثها الأجيال القادمة بإذن الله تعالى لتبقى هذه الصداقة خير شاهدا على عظيمة أبطال أعظم الحروب فى التاريخ.
علموا أولادكم أن نصر أكتوبر ملحمة وطنية عظيمة، وأن أبطالها خير جنود الأرض، وأن بلادنا ستظل أبد الدهر عزيزة مرفوعة الرأس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة