فى احتفالية تشبه كثيراً كرنفالات الألوان الشهيرة بدول أوروبا وأمريكا الجنوبية، وفى عادة سنوية لم تندثر منذ عشرات السنين يقوم أهالى مدينة إسنا جنوبى محافظة الأقصر بالاحتفال بليلة الحنة للعريس بمهرجان كبير ولكنه يختلف فى العادات عن أية مدينة بمختلف أرجاء مصر، حيث ينطلق أصدقاء العريس فى حفلة الحنة منذ الصباح الباكر فى تجهيز كميات كبيرة من الحنة الشهيرة ويضعونها فى أوان كبيرة للاحتفال بعريسهم بسعادة كبيرة لتكسوا الحنة جميع أنحاء جسد العريس الذى يستحم بها وجميع أصدقائه.
ورصدت عدسة "اليوم السابع" أحد تلك المهرجانات والاحتفالات التاريخية بمدينة إسنا، وذلك فى حفل حنة زفاف الشاب أحمد محمد كمال على زوجته مروة عبده جابر، حيث قام الشباب من أصدقاء وأقارب وجيران العريس بعمل مهرجان الحنة الإسناوى، وقاموا بتجهيز كميات ضخمة فى منزل العريس ومنازلهم للاحتفال به تعبيراً عن سعادتهم الكبيرة بزواج ابنهم وصديقهم، فى حلقات رقص وغناء تراثى صعيدى وجميعهم غارقون فى الحنة.
وفى هذا الصدد يقول العريس الشاب أحمد محمد كمال لـ"اليوم السابع"، أنه مع اقتراب الزواج وليلة العمر لكل شاب إسناوى يقوم الجميع بشراء وتجهيز كميات كبيرة من الحنة الشهيرة، وهى من الطقوس الشهيرة فى حنة العريس بإسنا توارثوها من الأجداد، ويقوم الشباب بعمل مايشبه "استحمام العريس" فى الشارع بالحنة حتى تغطى جسد العريس بالكامل على الأغانى والطبل والمزمار الصعيدى.
ويضيف العريس أحمد محمد كمال، أن تلك العادة مستمرة فى جميع منازل مدينة إسنا، ولكن مؤخراً خلال السنوات الماضية بدأ الشباب فى إضافة الجديد عليها باستخدام الألوان فى كرنفال كبير ورشها على الجميع لتضفى أجواء من البهجة والسعادة بالألوان الأبيض والأزرق والأحمر والأخضر، ويطلق آخرون الشماريخ واللهب بعبوات البيروسول والألعاب النارية ويشارك كل أطفال المنطقة فى الحنة الإسناوى بسعادة كبيرة وسط زغاريد النساء من أهل بيت العريس وجيرانه، مؤكداً أنه بعد إضافة الألوان أخيراً أصبحت الاحتفالات بالحنة الإسناوى تشبه كثيراً احتفالات دول أوروبا وأمريكا اللاتينية والهند بكرنفالات الألوان الشهيرة التى تطلق فى الشوارع لديهم.
ويقول إبراهيم محمد جابر إبن مدينة إسنا، أن ليلة الحنة للعريس فى إسنا تعد احتفالية كبيرة ينتظرها الجميع لما لها من طقوس سعيدة فى قلوب الجميع من كبار وشباب وأطفال، حيث إنه رغم اختلاف الزمن وتغير الثقافة لدى الجميع، إلا أن الحنة الإسناوى مازالت مستمرة، حيث تقام فى ليلة الزفاف أو يوم الزفاف حسب العريس وأسرته، ويتجمع الشباب من أقارب وجيران العريس بعد الظهر ويرتدون مايسمى "تقشيطة عبارة عن جلباب بلدى خفيف" أو تى شيرت وشورت، ويدخلون فى المهرجان بوضع الحنة على العريس بداية من شعر رأسه حتى باطن قدمه ويستحم الجميع بالحنة ويدخلون فى وصلات رقص وغناء أمام منزل العريس.
ويضيف إبراهيم محمد جابر لـ"اليوم السابع"، أن كمية الحنة التى تجهز فى الأفراح العادية لا تزيد عن كيلو ونصف كيلو، ولكن فى إسنا يتم شراء كميات لا تقل عن 10 كيلو حنة ويتم وضعها فى عدة أوانى ضخمة لإستعاب الكمية ويخرج الجميع بعد نهاية الاحتفالية إلى نهر النيل للاستحمام فيه لغسل آثار الحنة من أجسادهم أو يتوجهون إلى ما يسمى "العين السخنة" فى قرية توماس وعافية وهى عبارة عن مياه جوفية كانت تستخدم كدواء لجلد البشرة، مؤكداً أن الحنة من السنة النبوية لما فيها من شفاء من الأمراض الجلدية المختلفة، كما يقوم الجميع بتقديم "النقطة" للعريس خلال حفلة الحنة كنوع من الهدية لتعينه على الزواج وتساعده على المضى قدماً فى الحياة الزوجية الجديدة.
وبعد انتهاء الحنة الإسناوى يتم تجهيز العريس للزفاف ويتشارك جميع الشباب والفتيات فى ذلك حيث تنقل كافة قطع جهاز العروسة من منزلها على سيارات إلى منزل العريس ويقوم أقارب العروسة وأقارب العريس من السيدات فقط بدخول بيت الزوجة قبل ليلة الدخلة ويجهزون المنزل بالكامل ويرصون كل قطع فى مكانها الطبيعى حتى قبل الفرح بدقائق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة