كريم عبد السلام

الذكرى 45 لنصر أكتوبر

السبت، 06 أكتوبر 2018 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى هذه الأيام تحل علينا الذكرى الخامسة والأربعين لنصر أكتوبر المجيد، تلك الحرب التى أعادت الاعتبار للمقاتل المصرى والعربى وقهرت الجيش الإسرائيلى المدعوم بلا حدود من القوى الكبرى فى العالم وعلى رأسها بالطبع الولايات المتحدة، وما أحوجنا لاستعادة تفاصيل المعارك التى خاضها الجندى المصرى ضد عدو شرس ومدعوم بأحدث الأسلحة، حتى ندرك كيف يمكن أن نواجه أصعب التحديات التى تواجهنا بحلول مبتكرة وإرادة حديدة حتة نحقق النجاح والنصر لأنفسنا ولبلدنا.
 
حرب أكتوبر 73، ليست فقط أول نصر للعرب على إسرائيل، وليست فقط معركة كسر الصف الإسرائيلى أمام العالم، واستعادة المكانة للجندى المصرى الذى تعرض للظلم فى معاركه السابقة مع عصابات الاحتلال الصهيونى، ومع الجيش المشكل منها بعد 1948، ولكنها الحرب التى غيرت مفاهيم عديدة فى الحروب الحديثة، بعضها خاص بأنظمة التسليح وطرق استخدامها وبعضها الآخر خاص بالجغرافيا العسكرية وتقسيم مناطق الصراع ومجالات الحروب فى الشرقين الأوسط والأدنى.
 
وما أشبه الليلة بالبارحة على رأى العرب القدماء، فالأوضاع العربية الآن تشبه إلى حد كبير الأوضاع نفسها قبل 6 أكتوبر العاشر من رمضان عام 1973، عندما كانت الهزائم النفسية والاجتماعية تهيمن على القوى العربية المؤثرة، بينما بعض الدول العربية الأخرى تدور فى الفلك الإسرائيلى الأمريكى سرا وتعمل ضد المصالح العربية العليا، وندرك الآن أن الدول العربية الداعمة للمشروع الصهيوأمريكى الفوضى الخلاقة لتفتيت الدول العربية الكبرى بالحروب الأهلية ونشر التطرف والتنظيمات الإرهابية، هى نفسها الأنظمة التى كانت تدعم إسرائيل سرا وتأتمر بأوامر واشنطن.
 
على أية حال، تأتى الذكرى الخامسة والأربعين لنصر أكتوبر، لتواكب انتصارات جديدة مازال يسطرها الجيش المصرى الوطنى العظيم، فهو قاهر الإرهاب شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، رغم دعم القوى الكبرى والإقليمية للتنظيمات الإرهابية بالمال والسلاح وتوفير أماكن العلاج واللجوء الآمن لعناصره الإجرامية، وأصبحت انتصارات المصريين على هذه التنظيمات المسلحة علامة مسجلة باسم الدولة المصرية فى العالم كله.
 
وكما كانت حرب أكتوبر قبل اندلاعها مستحيلة فى نظر الخبراء العسكريين الغربيين والإسرائيليين على السواء، كانت انتصارات الجيش المصرى على العدو الخفى المسمى بالإرهاب خلافا لكل توقعات الأعداء الذين راهنوا على تمكن الإرهابيين وداعميهم من شمال سيناء ومن المنطقة الغربية، ومثلما خضنا حرب أكتوبر فى ظل عدم تكافؤ الميزان العسكرى نظريا بيننا وبين إسرائيل، خضنا حرب الإرهاب الشرسة ضد العدو الخفى المدعوم من البحر والأنفاق، واستطعنا بالمعلومات وشجاعة الجنود المصريين التغلب على تكتيكات زرع المتفجرات ومهاجمة الأكمنة الثابتة بالعربات المفخخة أو القنص من مسافات بعيدة، فضربنا الإرهابيين فى أوكارهم وقطعنا خطوط إمداداتهم ومنعناهم من الوصول للملاذات الآمنة عبر البحر أو الأنفاق، كما كسرنا التحالف الأسود بين الإرهاب وتجارة المخدرات وتجارة البشر.
 
والجيش المصرى العظيم هو حامى حمى الحدود الشرقية والغربية والجنوبية والشمالية فى الوقت التى سادت فيه نظرية تآكل الحدود وقضم المساحات من الدول العربية بزعم مواجهة التهديدات، كما تفعل تركيا فى سوريا والعراق، وهو أيضا حامى المصالح والثروات المصرية فى زمن الاستعمار الجديد وتحكم القوى الكبرى ومعاونيها فى ثروات الدول الأخرى بالقوة وفرض السيطرة عليها بل ونهبها دون محاسبة، فاستطاع الأسطول الشمالى المصرى حماية ثرواتنا ومصالحنا فى المياه العميقة شرق المتوسط، كما استطاع الأسطول الجنوبى حماية مصالحنا فى المحيط الهندى وباب المندب، لضمان استمرار الملاحة الآمنة بين الشرق والغرب عبر قناة السويس.
 
اللهم احم جيش مصر العظيم وسدد خطاه فى خدمة بلدنا مصر لتحقيق الانتصارات فى جميع الجبهات.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة