أكرم القصاص - علا الشافعي

قرأت لك.. التصوف الإسلامى.. لماذا قتل أبو منصور الحلاج رغم البراءة؟

الأربعاء، 31 أكتوبر 2018 07:00 ص
قرأت لك.. التصوف الإسلامى.. لماذا قتل أبو منصور الحلاج رغم البراءة؟ غلاف الكتاب
كتب أحمد إبرهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى مقدمة كتابه التصوف الإسلامى، يعید المستشرق السويدى تور أندريه الاعتبار الى أحد أبرز المتصوفین المسلمین وهو الحسین بن منصور الحلاج الذى صلب فى العاصمة العراقیة بغداد.
 
ويقول تور أندريه فى مقدمة الكتاب إن الحلاج اتهم بادعاء الألوهیة والقدرة على خلق المعجزات ورغم إعلان براءته مما نسب إلیه من آراء "كان الحكم علیه أمرا مقضیا قبل أن تجتمع المحكمة.. وجلد بالسوط ثم قطعت يداه ورجلاه وبعد ذلك صلب على خشبة وترك معلقا يومین حتى حز رأسه.
 
وأضاف فى الكتاب الذى ترجمه إلى العربیة الكاتب العراقى عدنان عباس أن الحلاج الذى صلب يوم 26 مارس عام 922 میلادية "لم يأبه بمصیره المحتوم على ما يبدو" ونال هذا الحدث المأساوى بعد ما يقرب من ألف عام خاتمة جديرة بالملاحظة والاعتبار فقد توجھت إلى الشھید الصوفى أنظار المستشرق الفرنسى لوى ماسینیون /1883 – 1962 /بحیث بدا وكأنه يبعث من جديد.
 
وذكر أن ماسینیون جمع من كل مكتبات أوروبا والشرق الأوسط كل كلمة قیلت عنه مقتفیا أثر بطله فى ما يزيد على 2000 بحث من الشرق والغرب لیكتب بعد ھذا تاريخه فكانت الحصیلة عملا جبارا مدھشا يشتمل على 900 صفحة تسلط الضوء على حیاة ھذا الصوفى المسلم.
 
والنتیجة التى انتھى إلیھا ماسینیون ھى أن الحلاج ثمرة التصوف الإسلامى وأنه فاق الكل من حیث عمق فكرته وندرة جرأته وحرارة ورعه وصدق تقواه.
 
وقال أندريه إن الحلاج كان واحدا من العظام ذوى الطاقات الفكرية الاستثنائیة، إنه علامة مضیئة فى تاريخ التصوف الإسلامى فمنه بدأ الطريق الذى سلكه التصوف الإشراقى والذى ارتبط باسم المفكر الكبیر ابن عربى  حوالى 1164 – 1240 میلادية/ صاحب المؤلفات ذات الأھمیة الخاصة المتمیزة بالنسبة للباحثین فى تاريخ الأديان فإلیھا يرجع الفضل فى حفظ ونقل الكثیر من أفكار التصوف الإغريقى.
 
وھو يرى أن التصوف الإسلامى بلغ ذروته على أيدى من اعتبرھم المؤسسون الأوائل خلال 150 عاما بداية من عام 750 میلادية.
 
وأضاف أنه تحمس لدراسة آثار المتصوفین المسلمین الذين "أسروا خیالى منذ اللحظة الأولى التى تعرفت فیھا علیھم، أحاول أن أعید الحیاة إلى عالم روحى اندثر تحت أنقاض السنین فى وقت أصبحت فیه إثارة الاھتمام بالمسائل الدينیة أمرا صعبا.
 
واستعرض المؤلف علاقة عدد من المتصوفین المسلمین بالزھد والحیاة والمجتمع والذات الإلھیة، حیث كان بعضھم "يخاطبون الله تعالى بجرأة رافعین بذلك الكلفة بینھم وبینه جل شأنه.
 
كما خصص فصلا عنوانه "التصوف والمسیحیة" أشار فیه إلى أن التصوف نما "على أرض الإسلام بصفته روحا من روحه وكلمة من كلمته.. توافر المؤمنون على قرآنھم ولم يكونوا بحاجة لكتب النصارى إلا أن ھذا لا يعنى طبعا أن عرى الاحتكاك كانت قد انفصمت فالفتح العربى عامل السكان المسیحیین برفق كبیر فى البلدان المفتوحة ولم يكن ھناك أى شيء يمكن أن يثیر شكوى الكنائس المسیحیة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة