"صقر الكنيسة" يطير إلى مثواه الأخير.. الكاتدرائية تودع الأنبا بيشوى مطران كفر الشيخ.. أستاذ لاهوت علم آلاف القساوسة وإدارى كان يخشاه الأساقفة.. والبابا تواضروس ينيب مطرانين عنه لترأس جنازته غدًا

الأربعاء، 03 أكتوبر 2018 03:54 ص
"صقر الكنيسة" يطير إلى مثواه الأخير.. الكاتدرائية تودع الأنبا بيشوى مطران كفر الشيخ.. أستاذ لاهوت علم آلاف القساوسة وإدارى كان يخشاه الأساقفة.. والبابا تواضروس ينيب مطرانين عنه لترأس جنازته غدًا الأنبا الراحل بيشوى مطران كفر الشيخ والبرارى ورئيس دير القديسة دميانة
كتبت سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بصوت هادئ ونظرات حادة كتلك التى للصقور، كان الأنبا بيشوى مطران كفر الشيخ والبرارى ورئيس دير القديسة دميانة، يعلم اللاهوت ويصحح ما يراه من اعوجاج فى عقيدة الآباء والأجداد قبل أن يطير إلى مثواه الأخير بأزمة قلبية بأحد مستشفيات القاهرة فى الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء.

 

لم يكن الأنبا بيشوى، مجرد مطران ممن لبسوا العمائم السوداء فى كنيسة مارمرقس، بل كان الأقوى والأكثر شهرة على الإطلاق، خاصة فى الفترة التى تولى فيها منصب سكرتير المجمع المقدس فى عصر البابا شنودة، فقد أحكم قبضته على الكنيسة وتولى منصب رئيس لجنة المحاكمات الكنسية فى المجمع المقدس، فظلت قراراته الحاسمة سيفًا يخشاه الأساقفة قبل الكهنة وعموم الشعب.

 

فور وفاة البابا شنودة، طرح اسم الرجل القوى كخليفة للبابا السابق، وتقدم بالفعل للترشح للانتخابات الباباوية عام 2012، ولكن اللجنة المشرفة استبعدت أوراقه، فظل محتفظًا بعدة مناصب كنسية كان أهمها على الإطلاق ترأسه للجنة الحوار المسكونية التى تمثل الكنيسة فى المؤتمرات الدولية وتشكل صلب علاقتها بالكنائس الأخرى.

 

الأنبا بيشوى رجل تغيرت لأجله اللوائح وتعدلت له القوانين، فقد كان أصغر من ينال منصب الأسقف ربما فى تاريخ الكنيسة القبطية كلها، حيث ترقى للمنصب قبل أن يتم الراهب "توما السريانى" عامه الرابع فى الرهبنة، حيث تخرج من دير السريان الذى سبقه إليه البابا شنودة، بعدما فضل اللاهوتى الشهير أن يترك عضوية هيئة التدريس بكلية الهندسة ويسكن مغارة فى الجبل يبحث عن الله فيها هناك. 

 

فور توليه رتبة الأسقفية، عمل الأنبا بيشوى على تعمير دير القديسة دميانة مرة أخرى، وهو الذى ارتبط بهذا الدير منذ طفولته، حيث جمعته بالدير حكاية شخصية بعدما رأت والدته القديسة دميانة فى منامها وقد كان القمص توما السريانى مرشحًا لمنصب رئيس الدير فى تلك الفترة، وقبله بعدما أبلغته والدته منامها.

 

كان الأنبا بيشوى الرجل الوحيد الذى يرأس دير للراهبات، حيث جرت العادة أن تتولى الراهبات هذا المنصب ولكن البابا شنودة دأب أيضًا على كسر التقاليد الكنسية لأجل الأنبا بيشوى، فولاه مع رئاسة الدير إيبراشية دمياط وكفر الشيخ، فكان أكثر من جمع بين المناصب الكنسية العليا ربما فى الكنيسة كلها، ثم ترقى لدرجة مطران عام 1990 لتكتمل مناصبه بمنصب رئيس الأساقفة أيضًا.

 

كان التدريس وظيفة الأنبا بيشوى المفضلة، بعدما ترك تدريس الهندسة بالجامعة، سار يدرس اللاهوت فى كل كنيسة ومعهد وفى كل جلسة وصلاة، يبحث عن تفاسير الأنجيل، يحلل ويوجه ويعلم، ويعطى دروسًا فى العقيدة ويصوب من يحيد عن أقوال الآباء وسيرتهم الحسنة.

 

كان معلم اللاهوت الشهير، يتطوع أيضًا بالرد على من يرى أنهم قد ساروا نحو البدع والهرطقات كمحارب صلب، لا يؤمن بفكرة اللاطائفية والوحدة الكنسية كأرثوذكسى لا يشق له غبار، الأمر الذى جعله محل انتقاد لرجال الطوائف الأخرى مع الاحتفاظ بعلاقات ودية مع كل من اختلف معه.

 

للأنبا بيشوى ما لا يقل عن الخمسين مؤلفًا فى علوم الكتاب المقدس واللاهوت العقيدى والدفاعى، وما لا يقل عن آلاف التلاميذ الذين يأتون إليه يستمعون لنبرته الهادئة ونقله الأمين قبل أن يترك كل ذلك ويغادر إلى السماء فينعاه أعداؤه قبل محبيه.

 

وأعلنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أن البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قد أناب كلًا من الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح، والخمس مدن الغربية، والأنبا بنيامين مطران المنوفية، والأنبا موسى أسقف الشباب، والأنبا دانيال، أسقف المعادى وسكرتير المجمع المقدس، لصلاة التجنيز على روح الأنبا بيشوى، مطران كفر الشيخ، نظرًا لتواجد البابا فى الولايات المتحدة الأمريكية فى زيارة رعوية.

ومن المنتظر أن تصلى الكنيسة قداس الجنازة على روحه صباح الخميس المقبل بدير القديسة دميانة.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة