فى عام 2011 اكتشف عمال بناء جثة امرأة أمريكية من أصل أفريقى فى مدينة كوينز بـ مدينة نيويورك، واعتقدت الشرطة، وقتها، أن الجثة تعود إلى ضحية قتلت حديثا، لكن سرعان ما تم الكشف عن قصة أغرب من المتوقع، فالمرأة متوفية من القرن الـ 19.
كانت الجثة التى عثروا عليها محفوظة بشكل جيد فى تابوت حديدى مزخرف الشكل، لهذا ظلت المرأة محتفظة بملامحها ولم تتحول إلى هيكل عظمى، وهذا هو السبب فى أن المسئولين فى البداية ظنوا أنها توفيت حديثًا، جاء ذلك بحسب ما ذكر "لايف ساينس".
يكمن السر فى التوابيت الحديدية، والتى أنتجت لفترة وجيزة خلال منتصف القرن التاسع عشر، وقد ساعد النعش - إلى جانب أسلوب دفن المرأة - الخبراء فى معرفة عمر جسدها، حيث قالوا إنها توفيت فى منتصف القرن التاسع عشر.
ولكن من كانت هذه المرأة؟ وكيف دخلت فى هذا التابوت غير العادى؟ هذا ما سيظهره الفيلم الوثائقى الجديد بعنوان "المرأة فى التابوت الحديدى"، والذى يعرض على برنامج تلفزيونى الليلة (3 أكتوبر) الساعة العاشرة مساءً.
واستدعى Scott Warnasch ، وهو عالم آثار شرعى فى مكتب رئيس الفحص الطبى في مدينة نيويورك ، ليثبت أن المرأة الأمريكية من أصل إفريقى ارتدت ثياباً كانت تشبه ثوب النوم الذى يعود إلى القرن التاسع عشر ، إلى جانب قبعة متماسكة وجوارب سميكة فى الركبة.
وهناك شيء آخر يلفت انتباه المحققين، فقد كانت بشرتها محفوظة بشكل جيد لدرجة أنهم تمكنوا من معرفة أنها اصيبت بالجدرى على جبهتها وصدرها، وقد تم تعليق العمل على الجثة مؤقتًا ، ونقلت إلى ممثلى مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية (CDC) ليتأكدوا أن الفيروس لم يعد نشطًا .
وسمح التصوير بالرنين المغناطيسى (MRI) ومسح التصوير المقطعى بالأشعة السينية، العلماء بفحص الجسم بشكل غير مألوف وخلق صورة بيولوجية للمرأة وتبين أنها أفريقية توفيت وهى فى عمر 25 إلى 30 سنة.
وكان الموقع الذى اكتشفت فيه المرأة كان يتضمن مقبرة أمريكية أفريقية وكنيسة تأسست عام 1828 من قبل الجيل الأول من السود الحرة فى المنطقة؟
وقد وفر الغوص العميق فى سجلات التعداد المحلية منذ عام 1850 للباحثين من تحديد هوية المرأة، واكتشفوا أن من الممكن تعود لمارثا بيترسون ، وهي من سكان مدينة نيويورك وابنة جون وجين بيترسون.
وأوضح الخبراء، أن وقت وفاتها كانت مصابة بالجدرى لكنها نظفت جسدها ، ولبسها، وشعرها، رغم أن كانت تعانى من مرض كان يهدد حياتها.
اعتقد المتخصصون فى الطب الشرعى فى البداية أن بيترسون ربما تم دفنها فى تابوت الحديد لأن أحبابها كانوا يخشون انتشار المرض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة