قبل أيام من "التجديد النصفى".. الطرود المفخخة لاستهداف الديمقراطيين أم ترامب؟.. الحزب الديمقراطى يحاول استخدام القضية لتغيير ميزان القوى.. والتاريخ الأمريكى يؤيد استخدام "نظرية المؤامرة" لتحقيق مكاسب سياسية

الجمعة، 26 أكتوبر 2018 12:30 م
قبل أيام من "التجديد النصفى".. الطرود المفخخة لاستهداف الديمقراطيين أم ترامب؟.. الحزب الديمقراطى يحاول استخدام القضية لتغيير ميزان القوى.. والتاريخ الأمريكى يؤيد استخدام "نظرية المؤامرة" لتحقيق مكاسب سياسية ترامب
كتب - بيشوى رمزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

طرود مفخخة باتت تهيمن على الساحة السياسية الأمريكية، لاستهداف خصوم ترامب، سواء من الساسة الديمقراطيين، وعلى رأسهم وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلارى كلينتون، والتى نافست الرئيس الأمريكى فى انتخابات الرئاسة السابقة، وزجها الذى شغل منصب الرئيس لدورتين متتاليتين فى التسعينيات من القرن الماضى، بالإضافة إلى نائب الرئيس الأمريكى السابق جو بايدن، أو حتى رجال البيزنس، وهو ما حدت مع رجل الأعمال الشهير جورج سورس، بينما تبقى انتخابات التجديد النصفى للكونجرس، والمقررة بعد أقل من أسبوعين فى خلفية المشهد السياسى الأمريكى، ربما لتطرح تساؤلات عدة عما إذا كانت الطرود المفخخة تمثل قنبلة ربما تنفجر فى طموحات الإدارة الحالية فى الاحتفاظ بأغلبية المقاعد فى الكونجرس الأمريكى.

توقيت الطرود المفخخة، وما تبعها من اتهامات من قبل أنصار الحزب الديمقراطى للرئيس الأمريكى بتحمل المسؤولية بتبنى خطابا تحريضيا ضدهم، ربما يعيد إلى الأذهان تلك القنبلة السياسية التى أطاحت بأحلام وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلارى كلينتون فى الفوز بمقعد الرئيس فى الولايات المتحدة، قبل عامين، عندما أعلن إعادة فتح التحقيقات فيما يتعلق بقضية قيامها باستخدام خادم خاص فى إرسال رسائلها الإليكترونية المتعلقة بالعمل فى وزارة الخارجية، وهو الإعلان الذى اعتبره الكثير من المتابعين بمثابة الضربة القاصمة للسيدة التى كانت قاب قوسين أو أدنى لتكون أول إمرأة تصل إلى قمة السلطة فى واشنطن.

جيمس كومى فجر قنبلة سياسية بوجه هيلارى كلينتون قبل أيام من انتخابات الرئاسة الأخيرة
جيمس كومى فجر قنبلة سياسية بوجه هيلارى كلينتون قبل أيام من انتخابات الرئاسة الأخيرة

 

القاسم المشترك.. الحاجة لتغيير ميزان القوى السياسية

وبين الطرود المفخخة والقنبلة السياسية، تبقى لعبة الانتخابات القاسم المشترك، فى الوقت الذى يعانى فيه المشهد السياسى فى الولايات المتحدة من حالة من الارتباك، ربما ظهر بوضوح فى فشل كافة استطلاعات الرأى التى رجحت كفة كلينتون فى انتخابات الرئاسة الماضية من التنبؤ بالنتيجة التى آلت لها فى النهاية، وهو ما يمثل مؤشر واضح بأن مثل هذه الاستطلاعات لا تمثل انعكاسا لأصوات الناخبين فى أمريكا، وبالتالى ربما تبقى هناك حاجة ملحة لقنابل من شأنها تغيير ميزان القوى السياسية على الأرض فى الداخل الأمريكى، فى ظل شدة التنافس.

2018-10-25T012546Z_1455109695_RC1E59226DE0_RTRMADP_3_USA-TRUMP
حشود كبيرة حضرت المؤتمرات التى عقدها ترامب مؤخرا

ولعل الحملات الإعلامية التى استهدفت الرئيس الأمريكى دونالد ترامب منذ دخوله إلى البيت الأبيض ربما فشلت فى تقليص شعبيته، رغم تأرجح النتائج التى تؤول لها استطلاعات الرأى بين الحين والأخر، إلا أن الحضور الطاغى من قبل مؤيديه فى المؤتمرات التى عقدها فى العديد من الولايات الأمريكية لدعم مرشحى الحزب الجمهورى فى الانتخابات القادمة، ربما قدمت دليلا دامغا على انعدام الثقة فى المنابر الإعلامية المناهضة لترامب داخل المجتمع الأمريكى، فى ظل نجاحه للترويج لنجاحاته السياسية والاقتصادية، بالإضافة إلى الدعم الكبير الذى يحظى به خطابه ذو النزعة القومية من قبل قطاع كبير داخل المجتمع الأمريكى، وبالتالى كانت هناك حاجة ملحة لوسيلة جديدة من شأنها خلق حالة جديدة من الارتباك فى المشهد السياسى الأمريكى على غرار ما حدث مع كلينتون فى الانتخابات الأخيرة.

إرباك المشهد السياسى.. هل تكون الطرود إحياء لإرث "ووترجيت"؟

وتعد محاولات إرباك المشهد السياسى لتحقيق مكاسب انتخابية ليست بالأمر الجديد تماما، فالتاريخ الأمريكى يذكر الكيفية التى تمكن بها الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون من تغيير ميزان القوى السياسية لصالح الجمهوريين، بعد أن كان كل التوقعات تصب فى صالح المرشح الديمقراطى آنذاك جورج ماكغفورن، عبر التجسس على مكاتب الحزب الديمقراطى، وهو ما نجح فى تحقيقه فى البداية بالفوز فى انتخابات الرئاسة فى عام 1972، قبل أن ينكشف الأمر بعد ذلك بأقل من عامين لينتهى الأمر باستقالته، على إثر فضيحة مدوية سجلها التاريخ باسم فضيحة "وترجيت".

نيكسون لجأ للمؤامرة لتغيير المشهد الانتخابى عام 1972
نيكسون لجأ للمؤامرة لتغيير المشهد الانتخابى عام 1972

وهنا يمكننا القول بأن نظرية المؤامرة ليست مستبعدة تماما على الرغم من اختلاف الأدوار هذه المرة، حيث يبقى الديمقراطيون هم الأكثر احتياجا للفوز بانتخابات التجديد النصفى، لاستعادة الأغلبية فى الكونجرس، وبالتالى تحقيق قدرا من التوازن فى ظل هيمنة الحزب الجمهورى على البيت الأبيض، خاصة وأن الديمقراطيين يشعرون بحالة من الهلع من استمرارية السيطرة الجمهورية التى سعت منذ وصول ترامب إلى السلطة إلى تقويض إرث الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما سواء فى الداخل أو الخارج.

الإعلام الأمريكى.. ترامب متهم بنشر الكراهية

ولعل الشخصيات التى استهدفتها الطرود، الغالبية العظمى منهم من الساسة الأمريكيين المنتمين للحزب الديمقراطى، والذين يتعرض لهم الرئيس ترامب بالانتقادات اللاذعة فى تصريحاته، يمثل فى ذاته يطرح العديد من الشكوك حول الهدف منها، خاصة وأنها استهدفت شخصيات بعيدة عن دائرة القرار السياسى فى واشنطن فى الوقت الحالى، وبالتالى فيبقى الهدف بعيدا تماما عن التصفية السياسية، وليمتد إلى الفوز بتعاطف المواطنين الأمريكيين قبل الانتخابات المقررة فى أوائل الشهر المقبل، خاصة وأن الحوادث كانت بمثابة مادة خصبة للإعلام الأمريكى المناهض لترامب لتحميله المسئولية بسبب ما أسموه بـ"خطاب الكراهية" الذى يقوم بالترويج له.

ترامب
ترامب يطالب الإعلام بالانضباط

وتعد دعوة الرئيس ترامب لوسائل الإعلام بالانضباط دليلا على إدراكه بأن هناك مؤامرة محتملة تستهدفه فى المرحلة الراهنة، فى ظل حساسية التوقيت، متهما الإعلام بنشر أخبار كاذبة لإثارة الغضب والكراهية داخل المجتمع تجاه الخصوم السياسيين، وهو ما يقدم رسالة واضحة بأن الرئيس الأمريكى يحاول تكذيب التقارير الإعلامية حول الواقعة.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة