عقدت اليوم، الجمعة، فى مقر الأكاديمية الدبلوماسية الروسية بموسكو وقائع ندوة المائدة المستديرة بمناسبة ذكرى مرور 75 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين روسيا ومصر حيث حضرها كل من السفير المصرى لدى روسيا إيهاب طلعت نصر والمستشار الإعلامى بالسفارة أيمن موسى .
وشارك فيها عن الجانب الروسى كل من يفجينى بيرتوفيتش باجانوف رئيس الأكاديمية إيجور فاسيليف أكوبوبوف رئيس جمعية الدبلوماسيين الروس ونائب مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى الخارجية الروسية و سيفينارد رئيس إدارة التشغيل فى مشروع السد العالى وميكيشيف رئيس جمعية المحاربين الروس القدماء فى مصر وبيلينوجوف سفير روسيا الأسبق لدى مصر ونائب رئيس جمعية الدبلوماسيين السوفيت.
كما شارك فى الندوة عبد الحكيم جمال عبد الناصر نجل الرئيس المصرى الراحل جمال عبد الناصر ولفيف كبير من سفراء الدول العربية يتقدمهم سفير جامعة الدول العربية لدى روسيا.
وحرص على الحضور عدد كبير من المتخصصين فى الدراسات الشرقية والعربية وطلاب مختلف المعاهد والكليات المتخصصة فى الدراسات المصرية والعربية والشرق أوسطية .
وكان السفير باجانوف، افتتح الندوة، وأعرب عن تقديره واحترامه الشديدين لتقاليد الدبلوماسية المصرية مؤكدا على عمق التعاون والتواصل بين الدبلوماسية المصرية والروسية .
وأضاف أن الأكاديمية الدبلوماسية الروسية قد ناقشت أكثر من 52 رسالة عن الشرق الأوسط ونصفها تمس الشئون المصرية وذكر بأن اللغة العربية هى أهم لغة يتم تدريسها فى الأكاديمية وتليها ربما اللغة الصينية .
وأكد على أن مصر والسفارة المصرية تعتبر هى الأنشط فى التعاون مع الأكاديمية الدبلوماسية الروسية وربما تأتى بعدها بمرحلة كبيرة العراق حيث يتم بالتعاون مع مصر تنظيم الكثير من الدورات التدريبية سواء للدارسين المصرين أو الروس.
وأكد أنه تجرى فى الوقت الراهن مفاوضات مع جامعة الدول العربية لتنظيم التعاون بينها وبين الاكاديمية التى ترى أن التعاون مع مصر سيكون هو أساس وركيزة التعاون مع جامعة الدول العربية.
وأشار إلى أنه يوجد فى روسيا عدد كبير من المستشرقين والمستعربين الذين وضعوا على مدار العقود المتعاقبة الكثير من الكتب والدراسات التى تناول معظمها التاريخ والشئون المصرية نظرا للثقل الذى تتمتع به مصر على مدار العصور والذى يجعل الجميع يقف احتراما وإجلالا لها.
وفى كلمته أشار السفير المصرى إيهاب طلعت نصر إلى أن 75 عام منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين لا تمثل حقيقة العلاقات التى تضرب بجذورها إلى أبعد من ذلك بكثير.
وأشاد السفير المصرى باتفاق مواقف البلدين فى كافة الموضوعات والشئون الدولية، مؤكدا أن ذلك ينبع من إلتزام البلدين بميثاق الأمم المتحدة والأعراف الدولية وقبل كل شئ القيم والأخلاقيات التى تنظم العلاقات الدولية.
كما أشار إلى وجود محطات مضيئة كثيرة فى تاريخ التعاون والعلاقات بين البلدين وبصفة خاصة فى مرحلة كفاح الشعب المصرى من تأكيد هويته واستقلاله وبناء قواته المسلحة.
واستدل بالعشرات من المواقف الشامخة التى تؤكد متانة وقوة التعاون بين البلدين فى كافة المجالات وفى مختلف المراحل التاريخية.
وأشار السفير المصرى إلى الزيارة الأخيرة التى قام بها الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى لروسيا والتى تكللت بالتوقيع على إتفاق الشراكة والتعاون الإستراتيجى والتى تاتى فى إطار حرص البلدين على التشاور والتنسيق المشترك فى مواجهة التحديات الجديدة وعلى رأسها الإرهاب ومواجهة المخططات التى كانت تحاك بالمنطقة فى السنوات الأخيرة للإطاحة بكياناتها الوطنية.
كما أشار السفير المصرى إلى أن العام الماضى وحده شهد زيادة فى حجم التبادل التجارى بين البلدين ليصل 6,7 مليار دولار وهو ما يمثل 34% من إجمالى حجم التجارة بين روسيا والعالم العربى بصفة عامة الامر الذى يعكس أهمية مصر لروسيا وأهمية روسيا لمصر.
ونوه السفير المصرى، أى وجود عدد من المشروعات العملاقة الممتدة التى تزيد من إرتباط البلدين ببعضهما البعض بما فى ذلك مشروع المنطقة الصناعية الروسية فى قناة السويس والسيوفر أكثر من 35 ألف فرصة عمل كما سيفتح أسواق واعدة أمام المنتجات الروسية المصنعة فى مصر مشيرا إلى أن المنطقة الصناعية الروسية فى مصر سوف تصبح اول منطقة فى نوعها تقيمها روسيا فى الخارج.
وذكر السفير المصرى بأن الروابط الثقافية بين البلدين لا تقل أهمية مشيرا إلى أن عدد الطلاب الروس والمصريين الذين يدرسون كل لدى الأخر يزيد فى الوقت الراهن عن عشرة ألاف طالب.
أما إيجور فاسليف رئيس جمعية الدبلوماسين الروس فقد تحدث عن أهمية اللغة العربية فى روسيا وأن الكثير من زملائه كانوا يتمنون تعلم اللغة العربية .
واكد أن مصر تمتلك أهمية متعاظمة لدى روسيا وتعتبر دولة محورية لا يمكن تجاهلها فى النظر فى شئون الشرق الأوسط والعالم العربي.
ومن جانبه، أشار عبد الحكيم عبد الناصر إلى أنه لا يحتاج إلى كلمة مكتوبة ليخاطب الشعب الروسى حيث أن الكلمات التى تخرج من القلب تدخل القلب، ومؤكدا على أن قلب الصديق الروسى معروف لكل مصرى لم ينس مساعدة الإتحاد السوفيتى لمصر فى كسر إحتكار السلاح وقدم لمصر السلاح الذى إعتمدت عليه مصر فى تأكيد كرامتها وهويتها وإستقلالها.
كما وقف الإتحاد السوفيتى إلى إلى جانب مصر فى مواجهة سعى الإستعمار القديم لإحتكار السلاح وقف إلى جانبها فى مواجهة العدوان الثلاثى كما تعاون البلدان فى إقامة مشروع حظى بصفة مشروع القرن بحق وهو السد العالى الذى وصفته إحدى المؤسسات الأمريكية العريقة بأنه على رأس مائة مشروع إتسم بها القرن العشرين.
وأعرب عن السعادة فى عودة الشراكة النشطة بين البلدين ليكل مشروع الضبعة والمنطقة الصناعية الروسية العشرات والعشرات من المشروعات التى ربطت البلدين مثل مشروع الحديد والصلب ومشروع مجمع الألومنيوم وغيرهما العشرات من المشروعات التى إعتمدت عليها مصر فى مسيرة تنميتها على مدار العقود المتعاقبة.
ومن جانبه أشار أنديه باكلونوف نائب رئيس رابطة الدبلوماسيين الروس إلى أنه إذا كان الإتحاد السوفيتى وروسيا قد وقفا فى مراحل مختلفة إلى جانب مصر فلا يجب أن ننسى أن مصر وقفت إلى جانب روسيا فى أحلك ظروفها حيث يتذكر أنه فى السنوات الأخيرة قبل إنهيار الإتحاد السوفيتى وعندما قامت روسيا المستقلة واصلت مصر إمداد روسيا بالسلع والبضائع المصرية المختلفة وبكميات كبيرة على الرغم من أن العديد من المصانع الروسية كانت قد توقفت ولم تعد تمد مصر بالمنتجات المتفق عليها وفقا لإتفاقيات التبادل التجارى بين البلدين.
وأوضح أن مصر واصلت سداد ما عليها من ديون بشكل منتظم ودون تأخير حتى فى ظل قطع العلاقات مع الإتحاد السوفيتي، كما كانت مصر الدولة الوحيدة التى أتفقت مع روسيا بعد الإستقلال على تصنيع سبعة طائرات من طراز أنتينوف وهو ما ساعد هذه الشركة الروسية العملاقة على الإستمرار .
وقال، أن الوفد التجارى المصرى برئاسة الجنزورى وزير التخطيط أنذاك كان هو اول وفد تجارى يزور روسيا بعد الإستقلال وهو ما يدل على أن مصر ظلت تمد يد العون لروسيا وتقف إلى جانبها فى الظروف الحالكة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة