يحتل كل نجم مكانة خاصة فى قلوب محبيه، ويتفاوت التعلق بالمشاهير بين شخص وآخر، تبدأ بمتابعة أخبارهم والحرص على ارتداء أزيائهم، وقد يتطور الأمر إلى درجة الهوس للحد الذى يجعل أحدهم يدخل غرف العمليات ليصبح نسخة من فنانه المفضل، لكن ما لا يعرفه المشاهد أن رحلة هؤلاء إلى النجومية لم يكن مفروشًا بالورود، فالطريق إلى الشهرة ليس سهلا بالمرة، فمنهم من عانى الفقر والعوز ولم يجد حتى قوت يومه، وآخرون وقفت رغبات آبائهم فى طريقهم، أسباب كافية للتراجع عن حلم طالما عاشوه، لكن إيمانهم بأنفسهم وموهبتهم وتسلحهم بالعزيمة والإصرار على النجاح جعل كل تلك الذكريات الأليمة شيئا يدعو للفخر، يقصونها ولا يتمالكون الدموع فى أعينهم حاملة معها آلام سنين مضت وأحلام سنين مقبلة.
فى السطور التالية نسلط الضوء على لحظات فارقة فى حياة النجوم، ربما تكون ملهمة لكل من لديه حلم، وتجعله أكثر تمسكًا بهدفه مهما لاقى من عراقيل فى طريق الوصول لما يتمناه..
سناء جميل تلجأ للخياطة بعدما طردها أهلها لرغبتها فى التمثيل
اقتحام عالم الفن والمسرح لم يكن أمرًا هينًا، فمع ظهور علامات الاهتمام الفنى أثناء دراستها عبر مشاركتها فى عروض المسرح المدرسى، قررت سناء جميل أن يكون التمثيل طريقها وغايتها، ولكن بالنسبة لفتاة قادمة من الصعيد، لن تمرّ رغبتها بسلام على أهلها، وبالفعل قابل أخاها هذه الرغبة بالرفض التام، فور علمه بالتحاقها بمعهد الفنون المسرحية، قرر أخاها أن يطردها، وكانت شوارع القاهرة، يومها، تحترق، فقد كان ذلك فى 26 يناير 1952 "حريق القاهرة"، ليبقى هذا اليوم معلقًا فى ذاكرتها، ومحفورًا فى كتب التاريخ.
كان طردها من المنزل بمثابة الاختيار، فمعه قررت أن يكون التمثيل والفن هو الهدف الذى تعيش لأجله، وقالت عن هذا الاختيار: "الجمهور يمكن ميعرفش أنا تعبت قد إيه فى مشوارى الفنى، لكن طريقى خضت حقيقى سلمة بسلمة، وكنت أقف على كل سلمة سنين وسنين"، وبدأت سناء هذا المشوار داخل معهد الفنون المسرحية وعلى يد أستاذها زكى طليمات.
اغتراب سناء فى القاهرة، والحياة دون أهل، جعلاها تلجأ إلى استخدام مهارتها فى التطريز حتى تتسلح بمال يعينها على استكمال مشوار الفن والتمثيل، فعملت لدى محلات "ميزون سيلى"، وكانت متخصصة فى تطريز فساتين الزفاف، ليكون المرتب الذى تتقاضاه مساند لأجرها من المسرح الحديث، ومعينا لها حتى تستطيع مواجهة الحياة بمفردها.
تامر حسنى عمل بائعا متجولا للإنفاق على أسرته بعد انفصال والديه
قاسى الفنان تامر حسنى فى طفولته، ووصف تلك المرحلة من عمره بأنها أقرب لشخصية الطفل "بندق" التى أداها فى فيلم "خط النهاية" مشروع تخرج الإعلامى عمرو الليثى من المعهد العالى للسينما، وحكى تامر عن مشهد وقوف الطفل بندق أمام أحد محلات الملابس ينظر إليها ويحدث نفسه: "أنا نفسى أشترى الطقم ده"، وذكر أنه عاش الشخصية لأنها قريبة إلى ما لاقاه من مآس فى طفولته.
انفصال والدى تامر أجبره على أن يعيش حياة أكبر من عمره، فصار كبيرا مذ كان طفلا، فاضطر إلى النزول إلى سوق العمل فى سن صغيرة، فعمل فى "سوبر ماركت، ومندوب مبيعات يتجول على قدميه لبيع منتجاته، بنزينة، فاعل فى المعمار" لأن أسرته كانت دون دخل فكان عليه أن يكون رجل البيت، ويعود كل يوم بالأموال ليعطيها لأمه.
وتحدث تامر عن مواقف فى طفولته كانت تسبب له أذى نفسيا، خاصة فى المدرسة حين يدخل المدرس ويسأل عمن لم يدفع المصاريف: "اللى مجابش المصاريف يطلع برة"، ويعلق تامر: "كنت دايما بطلع برة.. وأبكى حين أذهب إلى البيت.. لكن عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم".
واعتبر تامر المعاناة فى صغره حافزا على النجاح، بأن أصبح مسئولا يتحمل مسئولية أسرة فى رقبته، لكن رغم الظروف القاسية كان تامر يشعر بأنه سيكون مشهورا يومًا ما، فأقنعته أمه أن يلتحق بمعهد "الكونسرفتوار" رغم ولعه بكرة القدم فى ذلك الوقت، لكنه التحق بكلية الإعلام، ولم يكن بمقدور تامر وأمه الإنفاق على تعليمه، فتولت مصاريف دراسته أم أحد أصدقائه بالكلية، ليصبح بعد سنوات نجم الجيل تامر حسنى الذى يلتف حوله المعجبون لالتقاط صورة معه.
كاظم الساهر "قيصر الشرق" بائع أيس كريم
استطاع الفنان كاظم الساهر أن يتحدى جميع ظروفه ولم يخجل من العمل، وكان يبيع الأيس كريم فى فصل الصيف وقرر أن يحقق حلمه فى الغناء، رغم ظروفه، وبالفعل نجح فى ذلك وأصبح "قيصر الشرق".
قرر القيصر ألا يكتفى ببيع الأيس كريم فى فصل الصيف، فقد عمل أيضًا كنقاش فى فصل الشتاء، بسبب ظروفه المادية الصعبة، إلا أنه صمم على التحدى وفاز فى النهاية بوصوله للمرتبة التى وصل لها بعد عناء.
ولم يستسلم "القيصر" إلى الواقع، ولكنه كان طموحا ويريد دائمًا زيادة دخله ورزقه، فقد اتخذ بيع الكتب سبيلًا لجلب رزق جديد، ولم يعتمد على أنه سوف يصبح فنانا أو يضع ذلك فى الحسبان تمامًا، بل كان يكافح يومًا بعد يوم.
اتجه كاظم الساهر إلى مهنة التدريس وهى مهنة صعبة، ولكنه قرر أن تكون فى مجاله وهو الموسيقى التى عشقها منذ نعومة أظافره، ولم تكن الموسيقى هى تجربته الأخيرة فى التدريس، ولكنه قام بتدريس مادة التاريخ أيضًا مع الموسيقى، وظل يدرس الطلاب المادتين حتى وصل إلى أول درجاته فى الفن، وقد قدم لنا العديد من القصائد التى يعشقها الكثير من الشعب العربى.
أمير كرارة من "كومبارس صامت" لـ "باشا مصر"
أمير كرارة طرق أبواب الفن عن طريق "مكاتب الكاستينج" وظهر فى بعض البرامج "يصفق" فقط، حتى شارك فى بعض الإعلانات فى أدوار المجاميع الصامتة، ثم متكلما فى إعلان "منتج فراخ"، وبعدها شارك كـ"موديل" فى كليب مع الفنانة سميرة سعيد، ثم لعب أدوارا صغيرة فى عدة أفلام ومسلسلات استطاع من خلالها تدبير بعض الأموال للزواج من "هند صلاح حسنى"، وظل أمير وقتًا طويلًا يحاول تثبيت قدميه فى الوسط الفنى، حتى فكر مرارا أن يترك التمثيل ويسافر خارج مصر للبحث عن أى فرصة كغيره من الشباب، لكن تشاء الأقدار أن يعرض عليه المشاركة فى مسلسل "المواطن إكس" الذى أصبح بفضله ممثلا معروفا، ليصرف النظر عن السفر والبقاء فى مصر.
أثناء تصوير أمير كرارة "المواطن إكس" أنجبت زوجته طفله الأول "سليم"، وبدأت رحلته مع "البامبرز" - على حد قوله – حين استضافته الفنانة إسعاد يونس فى برنامجها "صاحبة السعادة"، وتواصلت مع كرارة شركة لبنانية وقتها، للمشاركة فى مسلسل "روبى" بطولة سيرين عبد النور، ودون أن يُفكر أو يطلب قراءة الورق وافق على العمل لحاجته إلى المال، قائلا: "عايز أشتغل ورايا بامبرز وبلم فلوس" بعدها شارك كرارة فى مسلسل "طرف ثالث"، ومن بعده بدأت أدوار البطولة المُطلقة تُناديه فقدم "تحت الأرض" ثم "حوارى بوخاريست" و"الطبال" إلى أن وصل لذروة النجاح فى مسلسل "كلبش" بجزأيه، إلى جانب الإيرادات الضخمة لفيلمه "حرب كرموز" التى وصلت إلى 45 مليونا خلال موسم عيد الفطر.
راغب علامة ماسح طاولات وفنى تكييف
عاش راغب علامة الذى عاش فى فقرٍ وحرمانٍ، فوالده هو موظّف فى البلدية من ذوى الدخل المحدود، وجاءت الحرب فى لبنان لتكمل على راغب الذى اضطر إلى السفر هروباً من الحرب، وبالتالى عدم تمكّنه من إكمال تعليمه ونيل شهادة، وهذا ما دفع راغب إلى إنشاء مدرسة فيما بعد.
ولد فى غرفة متواضعة بمنزل جده لأبيه فى الغبيرى جنوب بيروت، واشتهر الحى الذى ولد فيه باسم آل علامة لوجود قاضٍ شهير فى الحى يحمل اسم راغب علامة عرف عنه العدل والصدق والأخلاق الكريمة، فقام والد مولود آل علامة الجديد بإطلاق اسم القاضى على ابنه، تيمّناً به، وتمنّى أن يصبح نجله قاضياً أسوة بالقاضى علامة.
وعن معاناته مع الفقر حكى راغب: "مسحت طاولات فى صالة ألعاب Flipper فى سن الثانية عشرة وتقاضيت مقابل عملى ربع ليرة، ثم سافرت إلى العراق وعملت فى مجال التكييف مع ابن عم والدتى، فلم يكن طريق راغب للنجومية ممهدا على الإطلاق".
على الحجار صبى مكوجى
ولد على الحجار فى عائلة فقيرة تقيم فى حى إمبابة، وكان والده يعمل مدرس موسيقى بأحد ملاجئ الأيتام براتب 3 جنيهات فى الشهر، وفى طفولته عمل الحجار صبى مكوجى ليساهم فى الإنفاق على أسرته، وكان ذلك بدون علم والديه، وعندما علمت والدته والدته بذلك منعته من العمل.
وقال الحجار فى أحد اللقاءات التليفزيونية: "وأنا فى الجامعة كنت أعيش طول السنة بقميص أو قميصين أنا وأخى، وكنا نضع البنطلون تحت مرتبة السرير حتى لا نضطر إلى كيه، وفى الإجازة كنت بشتغل عند المكوجى".
أحمد فتحى بائع هواتف محمولة بإحدى الدول الخليجية
الفنان أحمد فتحى كان شابا يحلم أن يصير وجهًا معروفًا يومًا ما، بدأ حياته فى المسرح القومى بجُملة واحدة "تحرك يا رجل"، وحينما جاء سن الزواج قرر الارتباط من "نسرين"، التى تنتمى لأسرة كما شبهها فتحى من الإقطاعيين وأصحاب العقارات، كان وقتها "فتحى" يسكن فى شقة الأسرة فى حى إمبابة لا تتجاوز مساحتها 50 مترا، نظرات حماته حينما ذهبت لمُعاينة عش الزوجية كانت مُحبطة لكنه قال لها "دى إمكانياتى"، إذ لم يكن يمتلك وقتها سوى الحلم.
كان يؤمن أن نجاحه فى المسرح سوف يجذب له الأدوار فى السينما والدراما ليبدأ الطريق، لكن هذا لم يحدث، فوجد نفسه مديونًا، وبحث عن أعمال أخرى ثُم قرر السفر لإحدى دول الخليج ليعمل بائع هواتف محمولة.
ظل حِلم التمثيل يرواد "فتحى" ولم يشعر بالراحة وهو بعيد عن حلمه، وبعد 11 شهرا فى الغُربة استمع إلى أغنية "مشوار طويل" لفريق واما عن طريق الصُدفة، ظل يكرر سماعها، واعتبرها علامة أرسلها الله له ليرشده للطريق، "مشوار طويل فى وسط ليل مفيهوش قمر، وقلب تايه فى إحساس بغربة بين البشر، وأنا وحدى بمشى فى سكتى بقوم بعافر بنتصر، أقع عزيمتى بتنكسر، بقف أكمل خطوتى، بلاقى هدفى فى قصتى، شايف فى آخر الضلمة نور، لو حاشنى سور بهده هدّ، إحساس بجد بأنى هوصل من غير ما قلبى يساعده حد".
هاتف فتحى زوجته من الغربة، وقال لها: "بعفيكى من الجواز والمسئولية أنا ليا طريق وهمشيه وأعيش الحلم مش مهم يتحقق أو لأ"، لكنها رفضت الانفصال وتحملت الحياة الصعبة إلى أن تحسن الوضع وتحقق حِلمه.
صبرى فواز وزواج "على قد الحال"
تحدث صبرى فواز عن بدايته الفنية، ومعاناته مع الفقر قبل تحقيق شهرته، لدرجة جعلته يختلق كذبة لإلغاء ميعاد مع فتاة بسبب عدم امتلاكه حساب الكافية أو المطعم
روى فواز قصة تعرفه على زوجته أثناء دراسته بقسم الدراسات المسرحية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، واتفقا بعد فترة على الزواج رغم ما كان يعانيه من فقر فى هذه الأيام وقال: "مررنا معا بلحظات صعبة وتحملت زوجتى الكثير من الصعوبات ، وعند زواجى بها اضطررت لشراء بعض الأثاث بالتقسيط واشتريت الأشياء البسيطة والضرورية فقط، واستأجرت شقة صغيرة "على قد الحال"، حتى أننا لم نمتلك وقتها "دولاب" لملابسنا، واستمررنا على ذلك الوضع لفترة، ثم بعد ذلك تحسن الوضع مع الوقت".
مواقف مؤثرة قصّها نجوم برنامج استاند آب كوميدى الشهير "snl بالعربى"، لأول مرة، خلال لقائهم مع الإعلامية منى الشاذلى، عن معاناتهم فى بداياتهم وسعيهم وراء حلم النجومية.
محمود الليثى تخلى عن الهندسة وتناول وجبة كل يومين من أجل الفن
الفنان الشاب محمود الليثى، أبكى المشاهين عند حديثه عن معاناته فى بداياته ليحقق حلمه ويصبح فنانا مشهورا، وقال: "كنت مهندسا فى هيئة قناة السويس ميسور الحال، وبيدخلى راتب كويس، ولما قدّمت فى ورشة تمثيل مع الأستاذ خالد جلال، كنت وقتها شغال فى بورسعيد، وكنت بسافر يوميًا للقاهرة، لحد ما أخدت قرار إنى أسيب شغلى وإسماعيلية بلدى وأنزل القاهرة عشان أمثل".
أضاف الليثى باكيًا: "الفترة دى كانت صعبة وممكن تتعمل فيلم، دى أكتر فترة مرهقة فى حياتى، فى ظرف شهرين كل اللى حوشته من الهندسة راح، ماكنش عندى أى مصدر دخل، ماكنش معايا أى فلوس، الأكل قل، ماكنش معايا أجيب أكل، وصل بيّا الحال إنى كنت باكل علبة "إندومي" كل يومين".
تابع محمود الليثى: "أهلى كانوا بيبعتولى فلوس، لكن ماكنتش بقولهم إنى مش معايا، والدتى بعد ربنا هى السبب فى كل حاجة، كنت ساكن فى الجيزة فى أوضة فوق السطوح، وبروح مشى لحد الأوبرا عشان مش معايا فلوس مواصلات".
تونى ماهر يرافق الليثى فى أوضة فوق السطوح.. وعاش بـ 2 جنيه فى اليوم
بينما قال الفنان تونى ماهر إنه كان يهوى التمثيل من صغره، ومارسه فى الكنيسة، ودائمًا يلقى الإشادات من أهله وأصدقائه، مشيرًا إلى أنه كان يعمل فى فندق قبل دخوله المجال، موضحًا أنه قابل بالصدفة المخرج خالد جلال، وقال له إنه يريد التمثيل.
أضاف تونى ماهر: "قالى فى دفعة جديدة هندخلها تعالى مركز الإبداع تابع، قعدت أروح المركز حوالى 90 يوم ورا بعض اسأل على الدفعة ومافيش حاجة، لحد ما اكتشفت بالصدفة إن الدفعة دخلت وتم قبولها، قابلت حد هناك قالى هو خلاص تم قبول الناس بس ممكن يغير واحد ولا اتنين، فخليك على استعداد، اتصلوا بيّا بعد كده قالولى تعالى إنت معانا".
تابع: "فى الفترة دى أبويا كان رافض دخولى مجال التمثيل، ورحت عشت مع الليثى فوق السطوح، كنت باعيش بـ2 جنيه فى اليوم عشان أقدر أكمل مشوارى فى التمثيل، لحد ما بدأت بعد كده أدخل المجال ".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة