كشف المؤشر العالمي للفتوى، أن فتاوى المرأة تستحوذ على نسبة كبيرة من الفتاوى التي أطلقت على مدار العام والتى بلغت 12% من جملة عينة الفتاوى التى تم رصدها.
وأرجع المؤشر ذلك إلى أن الأحداث الأخيرة التى يمر بها العالم بصفة عامة والمجتمعات الإسلامية بصفة خاصة قد أفرزت مجموعة جديدة من القضايا التي تخص المرأة، مما ساهم في زيادة نسبة الفتاوى، والتي كان منها جهاد المرأة والأخرى المتعلقة بالسبي والأسر، ومشاركتها في العمليات الإرهابية وغيرها، كل ذلك بجانب الفتاوى الخاصة بأحكام العبادات والمعاملات والطهارة ..إلخ.
وأوضح المؤشر، أن عدد فتاوى المرأة المتداولة عالميًّا على مدار العام بلغ 60 ألف فتوى من إجمالى 500 ألف فتوى بمعدل 12% من إجمالى الفتاوى المرصودة.
وكشف المؤشر عن أن مصر تصدرت قائمة أكثر 10 دول اهتمامًا بإصدار فتاوى المرأة بنسبة 44%، ويرجع ذلك إلى غزارة إنتاجها الإفتائى مقارنةً بالدول الأخرى، فضلاً عن اهتمام الجهات الإفتائية الرسمية بمتابعة قضايا المرأة والأحكام المتعلقة بعبادتها من صلاة وصيام ووضوء، لا سيما خلال المواسم الدينية.
وأوضح المؤشر أنه برز جليًّا على مدار العام اهتمام الجهات الإفتائية الرسمية بمصر بالتفاعل مع عدد من القضايا المتعلقة بالمرأة، لا سيما دار الإفتاء المصرية والأزهر الشريف، حيث أصدرت الدار عددًا من الفتاوى التي حرمت فيها التحرش، والتى كان آخرها فتوى فضيلة المفتي شوقي علام في سبتمبر 2018 والتي أكد خلالها أن التحرش من "الكبائر وحرام شرعًا"، فضلاً عن الحملات المكثفة التي نظمها الأزهر الشريف للدفاع عن المرأة وتجريم التحرش.
وأوصى المؤشر بضرورة وجود مرجع شامل يشمل الفتاوى المنضبطة الخاصة بالمرأة، حتى لا يقع البعض فريسة لتيارات العنف والتشدد، كما أوصى بضرورة وجود مفتيات رسميات يفتين النساء في كل القضايا والفتاوى التي تعرضهم.
يذكر أن الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، أطلق المؤشر العالمي للفتوى، وهو أول مؤشر من نوعه فى هذا المجال، تنفذه وحدة الدراسات الاستراتيجية بالأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، وذلك خلال البيان الختامى للمؤتمر العالمي للإفتاء، الذى نظمته الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم خلال الفترة من 16 : 18 أكتوبر الجارى، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية.
ويهدف المؤشر لتبيان حالة الفتوى فى كل دائرة جغرافية وفق أهم وأحدث وسائل التحليل الاستراتيجى والإحصائى؛ للمساهمة فى تجديد الفتوى من خلال الوصول إلى مجموعة من الآليات الضابطة للعملية الإفتائية.
كما يُعدّ المؤشر العالمي للفتوى بمثابة الآلية والترمومتر الذي يعيد الفتاوى غير المنضبطة الخارجة عن المسار الصحيح إلى سياقها المنضبط وطريقها القويم، حتى لا تظهر خطابات إفتائية متشددة أو منحلة تكون بمنأى عن الحضارة الإسلامية السمحة عبر كل زمان ومكان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة