صور.. الملك دانجون ملهم الوحدة لدى أبناء شبه الجزيرة الكورية.. بيونج يانج سعت إلى إحياء الأسطورة التاريخية من أجل استعادة الوحدة بين الكوريتين منذ التسعينات.. وخبراء يؤكدون أن الشخصية لا وجود لها فى الواقع

على طريقة الأفلام التى تلعب فيها الأساطير الدور الأكبر.. تحاول كوريا الشمالية استخدام المقابر القديمة، وعلماء الآثار المدعومين من قبل الحكومة من أجل تسخير قوة الأسطورة لتحقيق أهدافهم السياسية.

فمنذ بداية الانقسام بين الكوريتين، أصبحت أسطورة الملك دانجون، والذى يقال عنه أنه المؤسس الأول للمملكة الكورية الأولى قبل أكثر من 4300 عام، بمثابة الملهم لأنصار الوحدة، ونقطة الأمل الوحيدة للحفاظ على الحلم، الذى ربما صار أقرب الآن من أى وقت مضى بعد التطور الكبير فى العلاقات بين البلدين.

زوار ينظرون لمقتنيات ملهم الوحدة لدى الكوريين

ولعل اختيار زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون لمنطقة جبل بايكتو، مسقط رأس الملك دانجون، لعقد قمة مع نظيره الكورى الجنوبى مون جاى إن، خلال زيارة الأخير لبيونج يانج فى سبتمبر الماضى، دليلا دامغا على رغبة نظام كوريا الشمالية فى إعادة إحياء الأسطورة، والتى ساهمت بدورها فى الحديث المتواتر عن استعادة حلم الوحدة خلال اللقاء بين الزعيمين.

فمن جانبه قال مون، فى خطابه أمام نظيره الكورى الشمالى، "لقد عشنا معا لمدة تجاوزت الـ5 ألاف سنة، ولكننا انفصلنا منذ 70 عام فقط".

سائحة تزور مقبرة الملك دانجون

التصريح الذى أدلى بهم ون ربما لا يروق لقطاع كبير من الكوريين الجنوبيين، الذين يرون أن فكرة إعادة الوحدة بين الكوريتين ربما أصبحت غير واقعية إلى حد كبير، بسبب اتساع الهوة الاقتصادية والاجتماعية بين البلدين، بالإضافة إلى الاختلافات الكبيرة سواء فيما يتعلق بأنظمة الحكم أو التوجهات التى يتبناها حكام البلدين.

صورة مرسومة للملك دانجون

إلا أن البعض رأى أن كلمات مون الداعمة للوحدة جاءت بفضل المكان الذى اجتمع فيه مع نظيره الكورى الشمالى، حيث رأوا أن أسطورة دانجون دائما ما تلعب دورا رئيسيا فى تعزيز الوحدة لأنها تصور الكوريين كمجموعة متجانسة تسعى دائما للعيش معا، وهو الأمر الذى ينطبق إلى حد كبير على رئيس كوريا الجنوبية، والذى ترجع أصوله إلى كوريا الشمالية.

صورة للمقبرة التى قامت بيونج يانج بإعادة بنائها فى التسعينات

يقول جيونج يونج هون، ويعمل أستاذا فى أكاديمية سول، أن أسطورة دانجون تلعب الآن دورا حيويا لدفع الكوريين نحو ضرورة العمل سويا لاستعادة الوحدة من جديد، موضحا فى تصريحات، أبرزتها وكالة "رويترز"، أن الأسطور تقدم أساسا لوحدة الرؤية، وذلك بالرغم من قلة الأدلة على أن شخصية دانجون كانت موجودة فى الواقع.

إلا أن دانجون ربما لا يستخدم فقط من قبل مواطنى كوريا الشمالية، ولكنه يبقى ملهما لقطاع كبير من مواطنى جارتهم الجنوبية، حيث أنهم يرونه نموذجا للتأكيد على تفرد أبناء شبه الجزيرة الكورية وتميزهم وأصالتهم.

كتاب يقدم صورا للهيكل العظمى للملك دانجون

ولعل استخدام الأسطورة من قبل السلطات الحاكمة فى كوريا الشمالية ليس بالأمر الجديد تماما، حيث بدأت جهود بيونج يانج فى إحياء الأسطورة، فى منتصف التسعينات من القرن الماضى، حيث أعلنت السلطات أنها اكتشفت قبر دانجون وزوجته خارج العاصمة مباشرة، كما ذهبوا إلى حد إعادة بناء هرم من الحجر الأبيض يحيط به المسلات المنحوتة بشكل خشن وتماثيل الأمراء القدامى والوحوش المتعفنة.

وفى ذلك الوقت، قال الزعيم الكورى الشمالى كيم ايل سونج إن بناء الضريح يهدف إلى إظهار أن كوريا لديها تاريخ يمتد إلى 5000 سنة وأن الكوريين أمة متجانسة من نفس الدم منذ ظهورهم".

مواطنة بجوار تمثال للملك دانجون