فى أوائل عام 2017، فاجئ الصحفى الإيطالى الشاب من صقلية، إسماعيل لا فارديرا المشهد السياسى الإيطالى بإعلانه ترشحه على منصب عمدة مدينة باليرمو الجنوبية، ولكن ربما الأكثر إثارة للدهشة كان قراره بالترشح فى حزب "رابطة الشمال" التي قام زعيمها ، وزير الداخلية الإيطالي ، ماتيو سالفيني ، بتشويه سمعة الإيطاليين الجنوبيين مراراً وتكراراً.
وفى ليلة الانتخابات فى 12 يونيو لم يحصل لا فارديرا إلا على 2.7% من الأصوات، ومع ذلك لم تقف حكايته عند هذا الحد، فإسماعيل أخذ كاميرا سرية معه أثناء الحملة الانتخابية وسجل تجربته بالصوت والصورة، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.
ووضعت لقطات الفيديو في فيلم وثائقي يدعى "السياسة الإيطالية للأغبياء" ومن المقرر إطلاقه في نهاية شهر نوفمبر ، ويسلط الضوء على أساليب عمل أحزاب إيطاليا الشعبوية ، فضلاً عن تدخل المافيا المزعوم فى التأثير على مجرى الانتخابات.
وقال لا فارديرا فى حوار "عندما كنت فى الحملة، ذهلت من بعض الأمور التى كانت تحدث لى، وعندها قررت تسجيل كل شئ."
وأوضحت الصحيفة أن"لا فارديرا" صور نفسه على أنه البطل الذى يصارع الشر في المؤسسة السياسية. وغازله حزب سالفينى على الفور، حيث روجوا له باعتباره "الغريب" عن المؤسسة. ووثق الشاب مصادقة الحزب الرسمية له من خلال تصويره لمحادثة استمرت ساعتين مع سالفينى قال فيها إن الحزب سيقدمه "كشيء جديد للغاية فى مستنقع السياسة القديمة".