أكرم القصاص - علا الشافعي

"على بابا" الذى أربك حسابات "البيت الأبيض".. "جاك ما" استعاد صدارة قائمة الأثرياء.. تراجع عن وعده لترامب بـ"مليون وظيفة" بسبب "الحرب التجارية".. وتقارير: نبوءته بخسارة واشنطن معركة الجمارك ربما تتحقق

الأحد، 21 أكتوبر 2018 01:30 م
"على بابا" الذى أربك حسابات "البيت الأبيض".. "جاك ما" استعاد صدارة قائمة الأثرياء.. تراجع عن وعده لترامب بـ"مليون وظيفة" بسبب "الحرب التجارية".. وتقارير: نبوءته بخسارة واشنطن معركة الجمارك ربما تتحقق جاك ما والرئيس الأمريكى دونالد ترامب
كتب - بيشوى رمزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يعد "جاك ما" من أبرز الشخصيات فى المجتمع الصينى، ليس بسبب الدور الكبير الذى يلعبه فى الاقتصاد، وإنما أيضا باعتباره أحد أكبر الداعمين للنظام الحاكم فى الصين منذ بزوغ نجمه، كأحد أبرز الفاعلين الصينيين، خاصة وأنه تصدر مؤخرا قائمة الأثرياء فى الصين لعام 2018، بثروة تقدر بحوالى 39 مليار دولار أمريكى، بزيادة تصل إلى 35% عن العام السابق.

وتأتى الثروة الهائلة لرجل الأعمال الصينى نتيجة امتلاكه لشركتين من أنجح الشركات العاملة فى مجال التكنولوجيا، وهما مجموعة على بابا القابضة، ومجموعة "آنت" للخدمات المالية، والتى تهيمن تماما على التكنولوجيا المالية فى البلاد.

 

ولعل الملفت للانتباه أن علاقة جاك ما بالتكنولوجيا بدأت من عمله كمترجم فى الولايات المتحدة فى عام 1995، حيث عرف هناك الإنترنت للمرة الأولى، ليعود بعد ذلك إلى بلاده ويقوم بإطلاق موقع باللغة الصينية يقدم فيه دليلا للأعمال التجارية، وأطلق عليه اسم "الصفحات الصينية"، وهو الأمر الذى ألهمه ربما لفكرة إنشاء شركة تعمل فى مجال التجارة التكنولوجية.

وهنا كان ميلاد مجموعة على بابا التكنولوجية العملاقة، والتى بدأت برأس مال لا يتجاوز 60 ألف دولار أمريكى، بينما وصلت قيمتها مؤخرا لأكثر من 400 مليار دولار أمريكى، حيث أنها تعمل فى العديد من المجالات أهمها خدمات البيع عبر الإنترنت وإنتاج الأفلام.

 

جاك ما مع عدد من معاونيه فى نيويورك
جاك ما مع عدد من معاونيه فى نيويورك

 

إلا أن الدعم الكبير الذى قدمه للنظام الحاكم فى الصين كان محلا للتساؤلات فى العديد من التقارير التى تناولت الرجل فى العديد من الصحف العالمية، حيث أنه بقى حريصا على عدم استعداء الحزب الشيوعى الحاكم فى بكين، بل وأنه أبدى استعداده لتسليم أية معلومات عن المعارضين المحليين، معتبرا أن مثل هذا الإجراء يمثل حماية للشركة وحملة الأسهم من الإفلاس.

ولكن لم يقتصر دعم جاك ما للنظام الصينى على الداخل، وإنما امتد للقيام بدور فى العلاقات الأمريكية الصينية، وهو الأمر الذى بدا واضحا مع صعود الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للسلطة، فرغم الخطاب الانتخابى الذى تبناه ترامب ضد الصين خلال حملته الانتخابية كان رجل الأعمال الصينى من أبرز زواره فى برجه بولاية نيويورك، حيث وعده بتوفير مليون فرصة عمل بالولايات المتحدة.

رؤية النظام الصينى على تصدير رجل الأعمال البارز فى المشهد الأمريكى الصينى، ربما تعكس رغبة الحكومة الصينية فى استخدام اللغة التى يجيدها ترامب، خاصة وأن مسألة توفير وظائف للأمريكيين كانت أحد أهم الأولويات التى وضعها ترامب على أجندته الانتخابية، فى ظل المشكلات الاقتصادية التى تواجه الداخل الأمريكى.

جاك ما
جاك ما

 

إلا أن التعنت الأمريكى ربما كان السبب الرئيسى فى تراجع الملياردير الصينى، بسبب الحرب التجارية التى شنها الرئيس الأمريكى ضد بلاده، مؤكدا أن الولايات المتحدة سوف تخسر معركتها التى شنتها ضد بكين، على خلفية الخلافات التجارية، وهو ما يعكس الديناميكية التى يعمل بها جاك ما للحفاظ على توافقه مع النظام الحاكم فى الصين.

ويبدو أن رؤية جاك ماك حول الخسائر الأمريكية جراء حربها التجارية على الصين، كانت صائبة بحسب العديد من التقارير، حيث أن الصين اتخذت إجراءات مماثلة على البضائع الأمريكية، كما أن هناك العديد من المستثمرين الصينيين الذين ربما يتجهون لسحب استثماراتهم من الولايات المتحدة فى المستقبل القريب، وهو ما يمثل ضربة موجعة للاقتصاد والمواطن الأمريكى، كما أنه يمكن للحكومة الصينية كذلك تضييق الخناق على الشركات الأمريكية العاملة فى الصين.

وقبل أسابيع، فرضت الولايات المتحدة رسوما جمركية على سلع صينية بقيمة 200 مليار دولار، وردت الصين بفرض رسوم على سلع أمريكية قيمتها 60 مليار دولار، فى نزاع ممتد منذ أشهر بين البلدين، وسط تحذيرات عالمية من تداعيات تلك القرارات وتأثيرها على حركة التجارة العالمية.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة